واصل مؤشر "داو جونز" صعوده إلى أعلى مستوى قياسي، مع إقرار الكونغرس الأميركي خطة التحفيز التريليوني، في وقت ما زال يسجل فيه مؤشر "ناسداك" خسائر.
وارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي 464.28 نقطة أو 1.46 في المئة إلى 32297.02 نقطة، وزاد "ستاندرد أند بورز 500" بواقع 23.37 نقطة أو 0.60 في المئة إلى 3898.81 نقطة، بينما هبط مؤشر "ناسداك" 4.99 نقطة أو 0.04 في المئة إلى 13068.83 نقطة.
وكان مجلس النواب الأميركي وافق، أمس الأربعاء، على مشروع قانون التحفيز الذي مرره، السبت، مجلس الشيوخ بحجم 1.9 تريليون دولار، وأعطت هذه الموافقة دفعة جديدة لمؤشر "داو جونز"، حيث يتوقع المستثمرون أن يساعد ضخ الأموال في قفزة جديدة للشركات الصناعية والخدماتية، التي ستكون المستفيد الأكبر من التحفيز.
هبوط شركات التكنولوجيا
لكن في المقابل، دفعت موجة التحفيز إلى تخلي المستثمرين عن أسهم شركات التكنولوجيا، التي كانت مستفيدة من أزمة كورونا والعمل من المنزل، حيث بدأت إجراءات العودة للعمل بشكل طبيعي مع زيادة عدد الملقحين وانخفاض أعداد المصابين بفيروس كورونا.
وكانت مخاوف المستثمرين من حصول تضخم في الاقتصاد نتيجة السيولة الكبيرة في الاقتصاد، إضافة إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة، قد زادت من حدة بيع أسهم التكنولوجيا، حيث تراجع مؤشر "ناسداك" بنسبة تصل إلى 12 في المئة، وذلك من إغلاق المؤشر القياسي في 12 فبراير (شباط) الماضي.
شراء في الطاقة والمالية
وتركز شراء المستثمرين في قطاعات مثل الطاقة والمالية، وفي كل الأسهم الصغيرة منها والكبيرة، حيث تعتبر هذه الأسهم من بين الاستثمارات المرشحة أن تصعد في الفترة المقبلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقول كبير محللي الاستثمار في شركة "جاني مونتغمري سكوت" مارك لوشيني لـ"رويترز" إن "السوق بدا غير مرتبك مع ارتفاع سندات الخزانة، لكن لا يبدو أن ذلك سيعطي دفعة لشركات التكنولوجيا".
وباع المستثمرون كل أسهم التكنولوجيا الكبيرة مثل "أبل" و"أمازون" و"فيسبوك" و"تيسلا" و"مايكروسوفت"، بينما اشتروا في أسهم الشركات الصغيرة، خصوصاً تلك التي ارتفعت أرباحها بشكل مفاجئ في الربع الأخير من العام الماضي.
ويقول رئيس مجلس إدارة شركة "تشيس" بيتر توز لـ"رويترز" إن المستثمرين يحولون الأموال من أسهم التكنولوجيا ذات التقييمات العالية إلى مجموعات أخرى، مثل الطاقة والشؤون المالية، والتي يتم التقليل من قيمتها الحقيقية، فهي فعلياً ستلعب دوراً أكبر في تحسين الاقتصاد في عالم ما بعد كورونا أكثر من شركات التكنولوجيا الكبيرة.
تحول نحو الأسهم المضاربية
ومع إقرار حزمة الدعم التريليونية التي تتضمن 1400 دولار كشيكات لمعظم الأميركيين، فإن الأسواق تتوقع موجة جديدة من صعود الأسهم المضاربية التي نالت رواجاً كبيراً مع إقرار حزم الدعم التي أقرتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب.
وفعلياً، قفزت، أمس، أسهم شركة "غايم ستوب" بنسبة 7.3 في المئة، حيث شهدت تداولاً كبيراً عليها. كما ارتفعت أسهم "كوس كورب" بنسبة 70 في المئة.
وكانت "غايم ستوب"، وغيرها من الشركات المضاربية، قد صعدت لمستويات قياسية في الأشهر الماضية بدفع من عمليات شراء قام بها المستثمرون الأفراد الصغار الذين وجدوا في منتديات مواقع التواصل الاجتماعي فرصة لنشر الإشاعات والأخبار حول شركات معينة دفعت بها للصعود القياسي.
وكان هؤلاء الأفراد قد حصلوا على شيكات بآلاف الدولارات، إضافة إلى إعانات وسهولة في الاقتراض من البنوك بأسعار رخيصة جداً، حيث تم استثمار هذه الأموال في أسواق الأسهم، واليوم يعود السيناريو نفسه مع إقرار حزمة التحفيز الجديدة.
وتتضمن الحزمة فاتورة بقيمة 400 مليار دولار، تقضي بدفع شيكات للأميركيين لمرة واحدة بقيمة 1400 دولار، بشرط ألا يكون الدخل السنوي للفرد يزيد على 75 ألف دولار.
كما تشمل 300 دولار في الأسبوع، هي عبارة عن إعانات بطالة لـ9.5 مليون شخص طردوا من العمل في الأزمة.
كما تم تخصيص نحو 350 مليار دولار من المساعدات لحكومات الولايات والحكومات المحلية التي ترك الوباء فجوات في ميزانياتها.