لوحت إيران بإغلاق مضيق هرمز إذا مُنعت من استخدام ذلك الممر المائي الإستراتيجي، الذي يعبر منه حوالي خُمس كميات النفط المستهلكة عالمياً. التهديد الذي وجهه قائد الحرس الثوري الإيراني الجديد حسين سلامي، جاء عقب إعلان الولايات المتحدة إنهاء الإعفاءات التي منحتها العام الماضي لثمانية مشترين للنفط الإيراني، مطالبة المستوردين بوقف مشترياتهم بداية مايو (أيار) 2019 وإلا واجهوا عقوبات.
وقال وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف اليوم الأربعاء "إن بلاده ستواصل بيع نفطها واستخدام مضيق هرمز في نقله، محذراً من "عواقب قد تواجهها الولايات المتحدة إذا حاولت منع طهران من فعل ذلك". وأضاف ظريف في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك "ستواصل إيران بيع نفطها، وإيجاد مشترين للنفط، وسنواصل استخدام مضيق هرمز كممر عبور آمن لمبيعاتنا النفطية".
ومضى يقول "إذا أقدمت الولايات المتحدة على الإجراء المجنون وحاولت منعنا من فعل ذلك، فعليها حينها أن تكون مستعدة للعواقب". وأضاف ظريف "إذا أرادت الولايات المتحدة الدخول إلى مضيق هرمز فعليها التفاوض مع الطرف الذي يقوم بحمايته، أي الحرس الثوري الإيراني، وأن إبقاء مضيق هرمز مفتوحاً في مصلحة الأمن القومي للجمهورية الإسلامية". وشكك ظريف في أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يريد خوض نزاع مع إيران، مضيفاً "يعتقد أنه قادر على تركيعنا، لكنه على خطأ".
وشدد وزير الخارجية الأميركية مع ذلك على أن "الولايات المتحدة تتبع سياسات خطرة جدا تجاه بلاده، مؤكداً أن العقوبات الأميركية لن تغير نهج الجمهورية الإسلامية". في خضم هذه المناوشات، تستعد إيران لتنفيذ مناورات بحرية ضخمة تقوم بها بشكل دوري، لاستعراض قدراتها العسكرية من جهة، وتوجيه رسالة أمنية من جهة أخرى، مفادها بأنها قادرة على إغلاق مضيق هرمز، إذا دعت الحاجة.
مما لا شك فيه، أن هذه المناورات سترفع حدة التوتر في المنطقة، ولكن من المستبعد حصول مواجهة عسكرية بين طهران وواشنطن، وفق خبراء عسكريين، لكن الأكيد أن الحرب الاقتصادية والمالية الأميركية على إيران ستتصاعد أكثر فأكثر خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة. ويعتبر مضيق هرمز من أهم الممرات البحرية في العالم، وذلك بسبب مرور نحو 40 في المئة من الإنتاج العالمي من النفط عبره، حيث يمر من خلاله ما بين 20 إلى 30 ناقلة نفط يومياً.
وتصدّر كلٌ من إيران والكويت وقطر والسعودية والإمارات والعراق الجزء الأكبر من نفطها عبر مضيق هرمز، الذي يربط منتجي النفط في الشرق الأوسط بأسواق آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية وما خلفها.