تتوقع بريطانيا هجوماً كيماوياً أو بيولوجياً أو أو إشعاعياً أو نووياً بحلول 2030. وأعلنت الحكومة البريطانية، الثلاثاء، أنها ستقيم مقراً جديداً للأمن الداخلي في إطار خطط لتحسين تصديها "للتهديد الرئيس" الذي يشكله الإرهاب.
واعتبرت الحكومة أن "الإرهاب سيبقى مصدر تهديد كبيراً خلال العقد المقبل مع وجود مجموعة أكثر تنوعاً من الأسباب المادية والسياسية ومصادر جديدة لنشر التطرف ومع تطوير عمليات التخطيط"، ووعدت باتباع "نهج قوي شامل للمواجهة".
جاء ذلك في تقرير أعدته الحكومة عن الدفاع والأمن والسياسة الخارجية للبلاد من شأنه تحديد مسار الحكومة للعقد المقبل.
وذكرت الحكومة أن بريطانيا واجهت تهديداً كبيراً لمواطنيها ومصالحها من المتشددين الإسلاميين أساساً، ومن اليمين المتطرف والفوضويين.
وأشارت إلى أن هناك تهديداً أيضاً من غلاة المعارضين في إيرلندا الشمالية الذين يريدون زعزعة استقرار اتفاق السلام في الإقليم البريطاني الذي تم توقيعه في عام 1998.
ويحذر التقرير من "التهديد النشط" من روسيا، و"التحدي المنهجي" من الصين. ويذكر أن "الحد الأدنى من الردع النووي الموثوق والمستقل للناتو يبقى ضرورياً لضمان أمننا".
وسيكون البند الرئيس في الاستراتيجية الأمنية إنشاء مركز جديد لعمليات مكافحة الإرهاب يجمع أجهزة الشرطة والمخابرات ومسؤولين بالحكومة وعناصر من النظام القضائي.
ولفت التقرير إلى أن سوء الإدارة والفوضى، وخصوصاً في بعض دول أفريقيا والشرق الأوسط، سيفسحان مجالاً للجماعات المتطرفة مع "زيادة احتمالية رعاية الدول للإرهاب واللجوء للحروب بالوكالة".
لندن تزيد ترسانتها النووية
وفي سياق متصل، أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الثلاثاء، أن المملكة المتحدة سترفع "بأكثر من 40 في المئة" سقف الرؤوس الحربية النووية المسموح بتخزينها، وفق ما أوردت وسائل إعلام بريطانية مساء الاثنين.
ووفقاً لصحيفتي "ذي غارديان" و"ذي صن"، اللتين اطلعتا على التقرير المؤلف من 100 صفحة، فإن الحكومة تخطط لزيادة العدد الأقصى للرؤوس الحربية التي يسمح للبلاد بتخزينها إلى 260، بعدما التزمت سابقاً خفض مخزونها إلى 180 رأساً حربياً بحلول منتصف عام 2020.
ووفقاً للصحيفتين، فإن رئيس الوزراء يستند إلى "مجموعة من التهديدات التكنولوجية والعقائدية المتزايدة" من أجل تبرير هذه الخطوة غير المسبوقة منذ الحرب الباردة.
ويأتي هذا التحول في حين تسعى لندن لإعادة فرض نفسها بعد بريكست، كقوة رئيسة على الساحة الدولية وفقاً لمفهوم "غلوبل بريتن" (بريطانيا العالمية).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
سباق تسلح نووي جدي
ورأت "الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية"، في بيان، الاثنين، أن هذا التغيير "ينتهك الالتزامات التي تعهدت بها لندن في إطار معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية".
وقالت رئيسة هذه المنظمة غير الحكومية، بياتريس فين، إن "قرار المملكة المتحدة زيادة مخزونها من أسلحة الدمار الشامل في خضم جائحة هو قرار غير مسؤول وخطير وينتهك القانون الدولي".
من جهتها، ترى مجموعة "حملة نزع السلاح النووي"، أنها "خطوة أولى نحو سباق تسلح نووي جديد"، واصفة قرار المملكة المتحدة بأنه "استفزاز كبير على الساحة الدولية".
وقالت الأمينة العامة للمنظمة، كيت هدسون، "في حين يحارب العالم الوباء والفوضى المناخية، من المدهش أن تختار حكومتنا زيادة الترسانة النووية البريطانية"، وهي خطوة من شأنها "إثارة التوترات العالمية وهدر مواردنا، ونهج غير مسؤول، وقد يكون كارثياً".
وتعرضت بريطانيا لأربع هجمات في عام 2017، من بينها تفجير انتحاري في ختام حفل لأريانا غراندي سقط فيه 22 قتيلاً.
وفي وقت سابق من مارس (آذار) الحالي، قالت الشرطة إنها أحبطت ثلاث هجمات منذ بدء جائحة كوفيد-19 في مارس 2020، و28 مؤامرة منذ مارس 2017.