كشفت إحدى الدراسات أنّ علب محاليل السجائر الإلكترونيّة والمحاليل المستعملة في التدخين بالتبخير (= "فابنغ" Vaping) ملوثة ببكتيريا وفطريات يمكنها التسبّب بالتهابات الرئة والربو.
فقد ظهرت في ربع الأنواع التجارية الأميركيّة لمنتجات الـ"فابنغ"، عددها الكلي 75 نوعاً، التي درسها باحثون في جامعة هارفرد، آثار على وجود البكتيريا، وظهرت ملوثات فطريّة في أربع من أصل خمسة أنواع منها. وأُجريت الدراسة على منتجات مختومة وقابلة لإعادة التعبئة.
تقصّى الباحثون مواداً كيميائية يمكن أن تسبّب أمراضاً رئويّة مثل الربو، بما فيها السموم الداخلية البكتيرية التي ينتجها ميكروب الـ"إي كولاي"، وكذلك مادة الـ"بيتا-دي-غلوكان"، وهي جزء من الجدار الخلوي لفطريات شرسة.
وأوضح كبير الباحثين وأستاذ علم الوراثة البيئيّة دايفيد كريستياني أنّ مشتقات هذه البكتيريا والفطريات تركت "آثاراً تنفسيّة حادة ومزمنة"، بحسب ما تبيّن من البحث.
وأضاف أن "العثور على تلك السموم في منتجات السجائر الإلكترونيّة يزيد من المخاوف المتزايدة أساساً حيال تأثير هذه السجائر المضر على الجهاز التنفسّيّ لدى مستخدميها".
تأتي هذه النتائج التي نُشِرَتْ في مجلة "إنفايرمنتال هيلث برسبكتيفز" Environmental Health Perspectives المختصة في الصحة العقليّة، في وقت حذّر فيه أكاديميون من تجاهل السلطات الصحيّة في المملكة المتحدة للمخاطر المحتملة المتصلة باستخدام الـ"فابنغ" وسيلة لمساعدة المدخّنين على الإقلاع عن التدخين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يعتبر تدخين السجائر الإلكترونيّة أكثر أماناً من العادية لأنها تحتوي على النيكوتين لكنها خالية من التبغ الذي ينتج مئات من المواد الكيميائية المُسرطِنَة عند احتراقه. وعلى الرغم من ذلك، لا تعتبر السجائر الإلكترونيّة مفيدة وحميدة.
قبل أيام، حذّر الأستاذ مارتن ماكّي من أنه لم تمض فترة طويلة على ابتكار السجائر الإلكترونيّة وانتشاشرها، وبالتالي، لم يحظ العلماء بفترة كافية لفهم تأثيرها كاملاً.
كما ظهر عدد من الدراسات التي أجريت على الحيوانات والبشر، التي أشارت إلى احتمال تسبّب المضافات والمنكّهات المستخدمة للمساعدة في تشكيل البخار، في ظهور آثار سلبيّة على المدى البعيد.
وجدت إحدى دراسات "جامعة برمنغهام" أن البخار المكثّف قد يشوّش ويخلّ بقدرة الجهاز المناعي على تنظيف الرئتين.
وفي حال كانت الأبخرة تتسبب بغزو من قِبَل عناصر يحتمل أن تكون ضارة، فقد يؤدي هذا إلى ظهور آثار جسيمة وخطيرة، خصوصاً مع ازدياد مستويات مقاومة البكتيريا والفطر للعلاج بالمضادات الحيوية ومضادات الفطريّات.
وجدت دراسة أجريت في "جامعة هارفرد" أنّ 17 من أصل 75 منتجاً للـ"فابنغ" (قرابة 23 في المئة منها) احتوى على سموم داخليّة، واحتوى 61 منتجاً من أصل 75 على مادة "غلوكان".
وتبيّن أنّ الملوثات البكتيريّة كانت أكثر شيوعاً وسجّلت نسبة أعلى في السجائر الإلكترونيّة بنكهات التبغ والنعنع، بينما كانت مادة "غلوكان" أكثر شيوعاً وسجّلت نسبة أعلى في السجائر بنكهات الفواكه وعبوات إعادة التعبئة، ما يشير إلى أن الاختلاف في التصنيع هو السبب في ذلك.
حثّ واضعو الدراسة على أخذ تلك النتائج بعين الاعتبار لدى وضع سياسات تنظيمية، لكن خبراء مستقلين تحدثوا عن وجوب إخضاع تلك النتائج إلى ظروف الحياة الفعليّة واختبارها فيها.
وأوضحت الدكتورة بيني وودز، الرئيسة التنفيذية لـ"مؤسسة الرئة البريطانيّة"، أن تلك النتائج "مثيرة للاهتمام" لكنها أوليّة، مضيفةً أنّ للمملكة المتحدة "قوانين وأنظمة مختلفة أكثر تشدداً في ما يتعلق بالسجائر الإلكترونيّة" بالمقارنة مع السوق الأميركيّة.
وأضافت، "نحن بحاجة إلى الاستمرار في إغناء معلوماتنا ومعارفنا حول الآثار الطويلة الأجل للسجائر الإلكترونيّة، لكننا ندرك بأنّ التدخين بالتبخير أقل ضرراً بعشرين مرة من التدخين بالطرق التقليديّة".
© The Independent