يشارك لبنان في المعرض الدولي السابع عشر لفن العمارة في مدينة البندقية الإيطالية هذا العام من خلال مشروع يركز على "تكثيف الفراغ" في "مدينة مكتظة"، مع حملات توعية لإعادة تأهيل التراث المتضرر بشدة جراء انفجار مرفأ بيروت الصيف الفائت.
وصممت المهندسة المعمارية اللبنانية الفرنسية هلا وردة جناح لبنان الذي يشارك للمرة الثانية في المعرض المعروف ببينالي البندقية للعمارة، الذي سيقام بين 22 مايو (أيار) و21 نوفمبر (تشرين الثاني).
وأرادت وردة أن تمثل لبنان "بشكل حي من خلال مناظره الطبيعية وثقافته"، على ما قالت في تصريحات لـ"وكالة الصحافة الفرنسية".
وتطرح وردة تساؤلات عدة من خلال مشروعها الذي يحمل عنوان "روف أوف سايلنس" أو "سقف الصمت"، تتعلق "بقدرة الأماكن على البقاء فارغة بدلاً من ملئها، وإمكان القضاء على الخوف من الفراغ في الهندسة المعمارية، والقدرة على تخيّل أشكال لأماكن ينبعث منها الصمت والتأمل".
ورأت وردة أن "بيروت مكتظة ويجب إعادة التفكير بالمدينة وبهندستها انطلاقاً من تكثيف الفراغ".
وجمعت وردة في عملها التجهيزي بين الهندسة المعمارية والرسم والموسيقى والشعر والفيديو وفن التصوير، ومن خلالها تجيب عن إشكالية "كيف نعيش معاً؟"، وهو عنوان النسخة السابعة عشرة لهذا المعرض الإيطالي الضخم الذي يشارك فيه 112 عارضاً من 46 بلداً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، "مشروعي يندرج جوهرياً في فن العمارة وفي ضرورة التفكير بالمساحات الأرضية والعامة والداخلية وتلك المتعلقة بالمدينة مع مفهوم شامل للفراغ والصمت في الهندسة المعمارية".
ويتضمن الجناح اللبناني الذي "يتميز ببعد اجتماعي وتراثي"، وفق ما أفاد بيان عن المشروع، لوحات لأستاذ الهندسة المعمارية بول فيريليو، إضافة إلى صور فوتوغرافية بالأبيض والأسود لأشجار الزيتون في لبنان، التقطها المصور اللبناني فؤاد الخوري.
وعلى الأرض، زجاج محطم على شكل رسوم بيانية، يرمز إلى "آثار انفجار بيروت" في الرابع من أغسطس (آب) 2020، بحسب البيان.
وأشارت وردة إلى أن إعداد المشروع حصل قبل عام من الانفجار الذي أوقع أكثر من مئتي قتيل وستة آلاف جريح ودمر أحياء عدة من بيروت، لكنها اعتبرت أن هذه المأساة قد تشكل "بداية لولادة يمكن أن تكون جميلة".
وتنظم مبادرات وحملات توعية في إطار المعرض من أجل تعزيز اهتمام الرأي العام والخبراء والمهندسين المعماريين العالميين واللبنانيين بإعادة تأهيل التراث المعماري والثقافي المتضرر في بيروت جراء الانفجار.
كذلك سيقدم الجناح اللبناني منصته لـ"مبادرة تراث بيروت" المستقلة التي استُحدثت في أعقاب انفجار المرفأ لتوحيد المهارات والمبادرات في خدمة المدينة، بحسب البيان.
وفضلاً عن الأضرار البشرية والمادية الفادحة، أتى انفجار مرفأ بيروت على تاريخ عريق حافظت عليه أبنية تراثية بجدرانها المزخرفة ونوافذها الملونة وقناطرها العالية قبل أن تتحول مجرد واجهات تخترقها فجوات ضخمة.