دانت واشنطن وموسكو، إلى جانب دول عربية وأوروبية، الهجوم الحوثي الذي استهدف، الجمعة، مصفاة لتكرير النفط في العاصمة السعودية، الرياض، وتسبب بحريق تمت السيطرة عليه، بحسب بيان السلطات.
واعتبرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، السبت، أن الهجوم "سيؤدي إلى تدمير البنى التحتية المدنية"، مؤكدة أن "موسكو تدينه بشدة". ودعت "بإصرار جميع أطراف النزاع اليمني إلى الالتزام الصارم بأحكام القانون الدولي الإنساني، والتخلي فوراً عن العمليات العسكرية التي تؤدي إلى تدمير البنى التحتية المدنية".
وأكدت أن روسيا ستواصل اتصالاتها مع القوى السياسية الرئيسة في اليمن والجهات الدولية الفاعلة لإنهاء أعمال العنف في البلاد "في أسرع وقت ممكن"، وإقامة "حوار واسع النطاق بين الأطراف اليمنية".
وتأتي الإدانة الروسية بعد أقل من 24 ساعة على بيان لوزارة الخارجية الأميركية عبرت فيه عن "قلقها من تزايد الهجمات".
وقالت إن "الاعتداء على مصفاة الرياض" محاولة لإعاقة إمدادات الطاقة العالمية، مشيرة إلى أن محاولات التعطيل تظهر عدم اهتمام بسلامة المدنيين، مطالبة الحوثيين بوقف هجماتهم فوراً.
ودعا بيان الخارجية الأميركية جميع الأطراف إلى الالتزام الجاد بوقف إطلاق النار في اليمن والدخول في مفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة بالتعاون مع المبعوث الأميركي الخاص تيم ليندركينغ.
من جهته، اعتبر الاتحاد الأوروبي، أن "التصعيد المستمر يقوض جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة".
إدانة ودعوة
وكانت وكالة الأنباء الرسمية للبلاد (واس) قد نقلت أمس، الجمعة، عن مصدر مسؤول في "الطاقة السعودية" قوله، "إنه عند السادسة وخمس دقائق، تعرضت مصفاة تكرير البترول في الرياض لاعتداء بطائرات مسيّرة". موضحاً أن الهجوم "نجم عنه حريق جرت السيطرة عليه"، مؤكداً أنه "لم تترتب على الاعتداء إصابات أو وفيات، كما لم تتأثر إمدادات البترول ومشتقاته".
وأضاف المصدر أن المملكة "تُدين بشدة ھذا الاعتداء الجبان"، لافتاً إلى أن الأعمال الإرهابية والتخريبية التي تكرر ارتكابها ضد المنشآت الحيوية والأعيان المدنية، وكان آخرها محاولة استهداف مصفاة رأس تنورة والحي السكني التابع لأرامكو في الظهران، "لا تستهدف المملكة وحدها إنما بشكلٍ أوسع أمن إمدادات الطاقة في العالم واستقرارها، والاقتصاد العالمي كذلك".
وجدّدت "الطاقة" السعودية دعوتها دول العالم ومنظماته، إلى الوقوف ضد هذه الاعتداءات الإرهابية والتخريبية، والتصدي لجميع الجهات التي تنفذها أو تدعمها.
تبنٍ وتوعد
وعلى لسان ناطقها العسكري، اعترفت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران بـ"وقوفها خلف العملية". وقالت إنها "قصفت منشأة تابعة لشركة أرامكو بالرياض في هجوم بست طائرات مسيّرة مسلحة".
وأوضح يحيى سريع، المتحدث العسكري للجماعة، "نفذت (قواتنا المسلحة) فجر اليوم عملية بست طائرات مسيّرة استهدفت شركة أرامكو"، مؤكداً أنها "أصابت أهدافها بدقة عالية"، ومتوعداً بـ"استمرار الهجمات".
وتجدر الإشارة إلى أن الاعتداء الحوثي "لم يكن الأول من نوعه"، إذ كثفت الميليشيات، المتحالفة مع إيران، على مدى الأسابيع الماضية من هجماتها على السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، وهو الاستهداف الثاني خلال الشهر الجاري للمنشآت النفطية السعودية.
وفي السابع من مارس (آذار)، قال التحالف العربي، الداعم الشرعية في اليمن، إنه "اعترض وابلاً من الصواريخ والطائرات المسيّرة" كانت في طريقها لضرب أهداف من بينها منشأة لتخزين النفط في رأس تنورة التي توجد فيها مصفاة للتكرير وأكبر منشأة لتحميل الخام في العالم. كما جرى استهداف مجمع سكني في منطقة الظهران تستخدمه "أرامكو".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تنديد وانتهاك
وأول أمس، ندّد مجلس الأمن الدولي، في بيان صحافي، باستمرار الهجمات عبر الحدود ضد السعودية، معرباً عن قلقه من التطورات العسكرية في أماكن أخرى من اليمن.
وتتعرض السعودية لهجمات متواصلة من ميليشيات الحوثي، إذ تبنت الجماعة التي تسيطر على شمال اليمن عدداً منها، في حين لم تعلّق على اعتداءات أخرى.
ولقي التصعيد الأخير من قِبل الميليشيات اليمنية انتقادات واسعة من المجتمع الدولي، الذي يحاول الدفع بالعملية السياسية لحل الأزمة في البلاد التي تعيش ظروفاً صعبة من جراء الحرب الدائرة منذ ست سنوات.
كما وصف متحدث باسم الخارجية الأميركية الهجمات الحوثية الأخيرة على السعودية، بأنها "غير مقبولة وخطيرة، وتعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر، بمن فيهم الأميركيون".
وأضاف "ما زلنا نشعر بالقلق من تواتر هجمات الحوثيين على المملكة العربية السعودية"، مشيراً إلى أن "هذه الهجمات المتصاعدة ليست تصرفات مجموعة جادة في السلام".
وفي فبراير (شباط) الماضي، أصدرت دول أوروبية بياناً مشتركاً دانت فيه هجوماً حوثياً استهدف مطار أبها الدولي جنوب السعودية بطائرة مسيّرة مفخّخة. ووصفت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا الاعتداء بأنه يشكل "انتهاكاً للقانون الدولي" الذي يحمي المناطق المدنية.
وقالت وزارات خارجية الدول الثلاث، في البيان، إنها "تدين بشدة" الهجوم على مطار أبها، مشددة على أن "الهجمات المستمرة من هذا النوع، التي تستهدف خصوصاً مناطق مدنية في انتهاك للقانون الدولي، توضح خطورة التهديد الذي يشكله انتشار الطائرات المسيّرة على استقرار المنطقة".