هبطت أسعار النفط ما يقارب 5 في المئة بسبب تصاعد مخاوف تراجع الطلب على الوقود عالمياً، على الرغم من استمرار إغلاق قناة السويس وتوقف الملاحة العالمية عبر أحد أهم ممرات شحن النفط في العالم.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي 2.85 دولار أو ما يعادل 4.46 في المئة إلى 61.55 دولار للبرميل بحلول الساعة 1526 بتوقيت غرينيتش، بعدما قفزت 6 في المئة بالجلسة الماضية.
وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 3.12 دولار أو ما يعادل 5.12 في المئة إلى 58.03 دولار للبرميل بعد أن ارتفعت 5.9 في المئة بجلسة الأربعاء.
واتجهت الأسعار في وقت سابق من الأسبوع الحالي نحو الهبوط بفعل مخاوف من تشديد قيود مكافحة الجائحة في أوروبا وتأخر توزيع اللقاحات، مما يعطل نمو الطلب على الوقود، لكنها عكست مسارها بقوة أمس الأربعاء بفعل أنباء عن جنوح سفينة في قناة السويس الذي من المحتمل أن يعيق مسار عشر ناقلات تحمل 13 مليون برميل من النفط.
ضغوط البيع
وتلقّت السوق دعماً أيضا أمس الأربعاء بفعل بيانات أظهرت تحسن الطلب على البنزين في الولايات المتحدة وارتفاع معدلات تشغيل المصافي، فيما تظهر بيانات أيضاً قوة النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو هذا الشهر.
في حين تعرّضت سوق النفط العالمية لضغوط إذ واجه المنتجون صعوبات في البيع إلى آسيا، بخاصة الصين. وقالت مصادر في الصناعة إن المشترين الآسيويين أخذوا بدلاً من ذلك نفطاً أرخص من التخزين، بينما أدّت صيانة المصافي إلى خفض الطلب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأثّر الدولار القوي في أسعار النفط، إذ سجل أعلى مستوى جديد له في أربعة أشهر مقابل اليورو، فاستمرت استجابة الولايات المتحدة للوباء بالتفوق على أوروبا.
توقف الملاحة
وبقيت حركة الملاحة متوقفة حتى وقت مبكر من اليوم في قناة السويس بعد جنوح ناقلة حاويات ضخمة، ما قد يبطئ النقل البحري لأيام عدة في هذا الممر التجاري الرئيس بين أوروبا وآسيا.
وقد أدت الحادثة إلى زحمة سفن وتأخر كبير في إمدادات النفط وسلع تجارية أخرى، كما أسفر عن ارتفاع أسعار النفط الأربعاء في الأسواق العالمية.
وبحسب وكالة " رويترز"، تظهر خريطة تفاعلية لموقع "فيسيلفاينادر" المتخصص في حركات السفن، أن عشرات منها تنتظر عند جانبَي القناة وفي منطقة الانتظار في وسطها. وتحاول قاطرات أرسلتها هيئة قناة السويس إزاحة ناقلة الحاويات الضخمة منذ صباح الأربعاء.
ويتوقع أن تبطئ الحادثة النقل البحري لمدة أيام، إلا أن التبعات الاقتصادية ستبقى محدودة مبدئياً في حال لم يطُل الوضع، على ما أفاد خبراء.
خفض الإمدادات
وفي انعكاس على أوضاع السوق الهشة، قررت شركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك) الإماراتية تعميق خفض إمدادات الخام لآسيا في يونيو (حزيران) المقبل إلى 15 في المئة من 5 في المئة في مايو (أيار).
وأضافت مصادر لوكالة "رويترز" أن خفض الإمدادات سيُطبّق على درجات الخام الأربع التي تبيعها أدنوك لآسيا وهي مربان وداس وأم اللولو وزاكوم العلوي.
وهذه التخفيضات جزء من التزام الإمارات بموجب اتفاق بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها في إطار "أوبك+"، على خفض الإنتاج وتحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية.
ويأتي تخصيص "أدنوك" لإمدادات يونيو قبيل اجتماع "أوبك+" المقبل المقرر في الأول من أبريل (نيسان)، إذ سيتخذ المنتجون قرارهم بشأن إمدادات مايو.
وتضخ الإمارات، وهي ثالث أكبر منتج للنفط في "أوبك" بعد السعودية والعراق، نحو 2.5 مليون إلى ثلاثة ملايين برميل يومياً معظمها من إنتاج "أدنوك".
وكانت أربعة مصادر في "أوبك+" قالت إنها تتوقع قراراً مماثلاً لقرار الاجتماع الماضي، إذ تهدد موجة جديدة من إجراءات العزل العام في أوروبا بهدف كبح انتشار "كوفيد- 19" بتراجع الطلب على الوقود. وتمسكت "أوبك+" وقتئذ بغالبية تخفيضاتها، إذ سمحت لروسيا وقازاخستان بزيادة متواضعة 150 ألف برميل يومياً.
وقال أحد المصادر إن خفض "أدنوك" للإمدادات يهدف إلى دعم السوق.
صادرات النفط العراقي
وأظهرت بيانات حديثة صدرت الخميس عن وزارة النفط العراقية أن قيمة صادرات البلاد من النفط في فبراير (شباط) الماضي تخطت 5 مليارات دولار.
وبيّنت الإحصائية النهائية للصادرات النفطية التي أعلنتها الوزارة على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن كمية الصادرات من النفط الخام بلغت 82 مليوناً و877 ألفاً و757 برميلاً بإيرادات بلغت 5 مليارات و13 مليون دولار.
وبذلك، تزيد إيرادات العراق من الصادرات النفطية بقيمة 260 مليون دولار مقارنة بشهر يناير (كانون الثاني) الماضي، بمتوسط سعري 53.29 دولار للبرميل.
خفض الأسعار
كما قامت شركة "سوناطراك" الجزائرية بخفض سعر البيع الرسمي لشحنات خامها المزيج الصحراوي تحميل أبريل عند خصم قدره 45 سنتاً للبرميل.