في الـ 25 من مارس (آذار) الجاري، افتتح وزير الزراعة والغابات السوداني الطاهر حربي معرض الزهور بقاعة الصداقة، في دورته الـ 80. وكما هو معلوم لدى السودانيين فإن المعرض يقام تحت رعاية جمعية فلاحة البساتين، ويعد من أكثر الوجهات التي يحرص الناس على زيارتها لاحتوائها على فعاليات تستمر مدة 10 أيام، بالإضافة إلى تميز المكان بالجمال نسبة لانتشار الزهور والشتول والأشجار بجميع ألوانها وأنواعها وتضمنه على برامج فنية وغنائية.
رئيس قسم البساتين بقاعة الصداقة ومقرر لجنة معرض الزهور صفاء عبد الرازق قالت لـ "اندبندنت عربية"، إن "الإقبال على المعرض مشرف جداً وكبير خصوصاً في الفترة المسائية، ووصل عدد المشاركين في المعرض إلى أكثر من 150 مشترك، وهم يمثلون أصحاب مشاتل وأدوات الزراعة والفخار والشركات المتخصصة في مجال الزراعة". وتضيف عبد الرازق عن دور جمعية فلاحة البساتين أن "الفضل يرجع للجمعية التي أعادت المعرض إلى قاعة الصداقة بعد غياب دام أكثر من 14 عاماً". أما عن البرنامج والأنشطة فتؤكد أن "النشاط لا يتمثل في الزهور والنباتات فقط، بل هناك معرض مصاحب وهو خاص ببيع الأدوات والخزف والعطور والأزياء ومستحضرات التجميل، مع برامج منوعة مسائية تتضمن مشاركة فرق شعبية وكوميدية".
ثقافة قديمة
تنظم جمعية فلاحة البساتين السودانية المعرض منذ عام 1934 بشكل سنوي. وكان هذا امتداداً لنهج متبع منذ الحكم البريطاني للسودان، وهو إقامة معارض الزهور داخل قصر الحاكم البريطاني. والمشاركون لهم خبرة كبيرة في المجال. وعلى امتداد سنوات طويلة كانت تُقام الفعالية في الحديقة النباتية، وبعد نقلها لقاعة الصداقة وجدت معارضة من بعض المشاركين لارتباطهم بالحديقة، وعلقت على ذلك عبد الرازق بأن "المشاركين يفضلون الحديقة النباتية لأنهم تعودوا عليها لسنوات طويلة، وعندما تحولت للقاعة واجهنا رفض العديد، وامتنع عدد من الأشخاص من المشاركة. وذلك بسبب تحديد وقت معين للدخول والخروج للقاعة عكس الحديقة النباتية المفتوحة للناس في أي وقت".
ثقافة جديدة
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وانتشرت في الآونة الأخيرة ثقافة تبادل الورد في السودان، وهي ثقافة حديثة بل وأصبحت أساسية في التعبير عن الحب والصداقة وانتشرت محلات بيع الزهور في العاصمة والولايات. ويتم توزيع آلاف الورود يومياً حول البلاد. وقالت أفكار عبد القادر صاحبة محل (فكرة) لبيع الورد في مدينة أم درمان لـ " اندبندنت عربية"، أن "نسبة الإقبال عالية على شراء الورد، حيث أقوم بتوزيع عدد كبير من الورد في اليوم الواحد، ونقوم باستيرادها من إثيوبيا. ويكون الإقبال بصورة أكبر في المناسبات كعيد الأم وعيد والحب وأعياد الميلاد". وعن أكثر الفئات إقبالاً على الشراء هم "الشباب خصوصاً الفئة العمرية من 19 إلى 23 سنة، والفتيات أكثر إقبالاً على الشراء".
ما بين الماضي والحاضر
في السابق كان هناك إهمال ملحوظ من قِبل الجهات المسؤولة في ما يخص البستنة والمجالات الزراعية، لذلك لم يشهد السودان تطوراً في هذا المجال، على الرغم من تعدد المناخات في البلاد التي تجعل منه بيئة جيدة لزراعة الزهور الاقتصادية. وهذا ما أكده المُلقب بالقبطان المختص في مجال النباتات والزهور منذ 20 عاماً. حيث قال لـ "اندبندنت عربية"، إن "مناخ السودان ممتاز ويصلح لزراعة الورد خصوصاً الاقتصادي، الذي يمكنه الإسهام في تحسين اقتصاد السودان، ولكن لأن الحكومة لم تهتم بهذا الأمر، فإننا لم نجد سوى مشاركات خجولة بين الحين والآخر، ولم يكن هناك تمثيل خارجي للسودان في المعارض بالصورة المطلوبة، وعلى الرغم من أن السودان مؤهل لزراعة الورود إلا أنه ما زال يستورد من الخارج".
حب كبير
وكان هناك إجماع بين أصحاب المشاتل المشاركين في المعرض الذين أكدوا أنهم يشاركون دائماً ومنذ سنوات طويلة لحبهم للزهور واهتمامهم بالأشجار والنباتات، على الرغم من أن أغلبيتهم لم يدرسوا هذا المجال ولم يتخصصوا فيه. واعتبرت غيداء أن "المعرض عبارة عن احتفال كبير وجو خالق للسعادة والبهجة وسط الأزهار والنباتات التي تبعث الطاقة الإيجابية، ولم تكن مشاركتي أبداً بدافع الاستثمار والعائد المادي بقدر هدفي في تعريف الزوار بالنباتات وخلق علاقات بيننا، سواء للتعاون المستقبلي أو من أجل نشر ثقافة الزهور".
فعاليات عديدة
وتمتد الفعاليات لتشمل الغناء والحفلات الموسيقية وتجري العادة بيوم ختامي وحفل غنائي تقدمه فرقة عقد الجلاد المعروفة بأدائها للأغنيات الوطنية. لذلك كان وما زال معرض الزهور ملاذاً ومقصداً لعشاق الجمال والفن.