أكدت إثيوبيا عزمها على المضي في تنفيذ عملية الملء الثاني لسد النهضة في يوليو (تموز) المقبل، بحسب الخطة الموضوعة، على الرغم من تحفظات دولتي المصب مصر والسودان، في الوقت الذي أبدى فيه كل من المبعوث الأميركي دونالد بوث والأوروبي بيكا هافيستو استعدادهما للتوسط فى حل قضية سد النهضة، خلال لقائهما رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان يوم الاثنين في الخرطوم، وأكدا على ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي بشأن الأزمة.
جاء التأكيد الإثيوبي على لسان الناطق الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي خلال مؤتمر صحافي يوم الثلاثاء. وقال مفتي "أبلغنا المبعوث الأميركي للسودان، دونالد بوث، بأننا ماضون في عملية الملء الثاني لسد النهضة" في يوليو المقبل، متحدثاً عن إنهاء جزء من عملية البناء.
وأوضح أن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي، دمقي مكونن، أجرى محادثات ناجحة مع المبعوث الأميركي تناولت فرص إسهام الولايات المتحدة في دفع عملية مفاوضات سد النهضة المتعثرة وفقاً لإعلان المبادئ الموقع بين البلدان الثلاثة.
وأضاف "أن مكونن أطلع المبعوث الأميركي على حاجة إثيوبيا للاستفادة من مواردها للتنمية، وأن أكثر من 60 في المئة من الإثيوبيين لا يحصلون على الكهرباء.
وأشار مفتي إلى أن وزير الخارجية الإثيوبي أكد كذلك التزام أديس أبابا القوانين الدولية المنظمة للأنهار العابرة، وعدم إلحاق أي ضرر بدول المصب جراء بناء سد النهضة.
هذا وعلى مدى أعوام ومنذ عام 2011 بعد توقيع اتفاق المبادئ، باءت كل جولات المفاوضات بين الأطراف الثلاثة بالفشل في التوصل لحلول تجاه قضية السد الذي تبنيه إثيوبيا في منطقة بني شنقول على النيل الأزرق، وترى الدولتان تأثر مصالحهما القومية من عملية بناء السد، وللحفاظ على تلك المصالح، لا بد من التوصل إلى حلول منصفة بين الأطراف الثلاثة.
رفض مصر والسودان
وتعترض كل من السودان ومصر على أسلوب إثيوبيا الأحادي في عمليات ملء بحيرة السد الذي بدأته فعلياً في يوليو من العام الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان وزير الري المصري محمد عبد العاطي قد أكد الأسبوع الماضي أن مصر لن تقبل التداعيات السلبية للإجراءات الأحادية من جانب إثيوبيا في ما يخص ملء وتشغيل سد النهضة.
كما دعا وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس إثيوبيا إلى قبول الوساطة الرباعية للوصول لاتفاق عادل وقانوني يرضي الدول الثلاث بشأن سد النهضة.
وأكد عباس أهمية الوساطة الرباعية التي تتمثل في تقريب وجهات النظر، معرباً عن دهشته من اعتراض إثيوبيا على الوساطة الرباعية التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأميركا والاتحاد الأفريقي.
وأكد السودان في مارس (آذار) الجاري على ضرورة تجديد آلية المفاوضات لتشمل أطرافاً أخرى، بعد الفشل المتلاحق الذي لازمها، مطالباً بوساطة رباعية تضم بالإضافة للاتحاد الأفريقي الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي بالإضافة للأمم المتحدة، وهو المقترح الذي ترفضه أديس أبابا بحجة إعطاء الوسيط الأفريقي فرصة كافية.
وتواجه مفاوضات سد النهضة بين الأطراف الثلاثة تعثراً حقيقياً. فبالإضافة إلى القضايا العالقة، وهي الوصول لصيغة قانونية مع إثيوبيا في عمليات ملء وتشغيل السد، تبرز حالياً قضية الخلاف بين مطلب دولتي المصب في إشراك أطراف دولية أخرى وتمسك إثيوبيا بالوسيط الأفريقي، فضلاً عن العزم الإثيوبي في استكمال عملية الملء الثاني الذي تصر أديس أبابا على القيام به في التاريخ المحدد. وترفض دولتا المصب تصرف إثيوبيا منفردة قبل التوصل إلى حل شامل لهذه القضية.