قال كبير المفاوضين النوويين في إيران للتلفزيون الرسمي اليوم الثلاثاء إن إيران ستواصل مع القوى الكبرى بحث سبل استئناف الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب في 2018.
وقال عباس عراقجي "المحادثات في فيينا كانت بناءة... اجتماعنا المقبل سيعقد يوم الجمعة".
وأضاف أن طهران لن تعلق تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 في المئة في مقابل الإفراج عن مليار دولار من أموالها المجمدة في دول أخرى بسبب العقوبات الأمريكية.
محادثات صعبة
وكانت الولايات المتحدة قالت الاثنين إنها تتوقع أن تكون المحادثات غير المباشرة التي ستبدأ اليوم الثلاثاء مع إيران في فيينا بشأن عودة واشنطن وطهران إلى الامتثال للاتفاق النووي المبرم عام 2015، محادثات صعبة وإنها لا تتوقع انفراجة سريعة، فيما رحبت إيران بتصريحات "واعدة" لمسؤولين أميركيين أبدوا فيها استعداداً لإعادة النظر في بعض العقوبات المفروضة عليها.
وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين، "لا نقلل من حجم التحديات التي تنتظرنا. هذه هي الأيام الأولى. نحن لا نتوقع انفراجة مبكرة أو فورية، إذ نتوقع تماماً أن تكون هذه المناقشات صعبة".
وأشار إلى أن واشنطن مستعدة للبحث في رفع بعض العقوبات المفروضة على طهران لكن فقط تلك المتعلّقة بالملف النووي الإيراني.
لا مبادرات أحادية
وأضاف برايس "حتماً لن نقدّم مبادرات أحادية الجانب أو تنازلات لإقناع إيران"، مشيراً إلى أن "الصيغة الأولية هي تلك التي لا تزال سارية حتى اليوم - الرفع المحدود للعقوبات النووية مقابل قيود دائمة ويمكن التحقق منها على برنامج إيران النووي".
وأتى تصريح برايس بعدما أعلن نظيره في طهران أن ما ستشهده فيينا الثلاثاء لن يكون بأي حال من الأحوال "مفاوضات".
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده خلال مؤتمر صحافي إن المطلوب في اجتماع اللجنة المشتركة لاتفاق 2015، الذي ستنضم إليه واشنطن من دون أن تجري مباحثات مباشرة مع الوفد الإيراني، هو "خطوة واحدة" تتمثّل في رفع العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها بعد انسحابها من الاتفاق عام 2018.
طهران ترى موقف واشنطن "واعداً"
وفي وقت لاحق الثلاثاء، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، للصحافيين، "لسنا متفائلين ولا متشائمين بشأن نتيجة هذا الاجتماع الآن، لكننا على ثقة من أننا على المسار الصحيح. وإذا أثبتت أميركا أن لديها الإرادة والجدية والصدق، فقد يكون ذلك مؤشراً إيجابياً إلى مستقبل أفضل لهذا الاتفاق وتطبيقه بالكامل في نهاية المطاف".
وفي ما يتعلّق بتصريحات برايس عن استعداد واشنطن لإعادة النظر في بعض العقوبات المفروضة على إيران، قال ربيعي، "نجد أن هذا الموقف واقعي وواعد. يمكن لهذا الموقف أن يشكّل بداية تصحيح المسار السيئ الذي أوصل الدبلوماسية إلى طريق مسدود. نحن نرحّب بهذه التصريحات".
محاولة لإحياء اتفاق 2015
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن المتوقع أن يبدأ مسؤولون أميركيون وإيرانيون محادثات غير مباشرة في فيينا، مع توقعات بمشاركة مسؤولين أوروبيين كوسطاء، وذلك في محاولة لإحياء اتفاق 2015 الذي خفف العقوبات الاقتصادية عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي بما يجعل من الصعب عليها تطوير سلاح نووي، فيما تنفي طهران السعي لذلك.
وسيقود روبرت مالي، المبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران الوفد الأميركي في فيينا، حيث جرى التوصل إلى الاتفاق عام 2015.
والاسم الرسمي للاتفاق هو خطة العمل الشاملة المشتركة، ووقّعت عليه إيران والقوى العالمية الست، بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب انسحب من الاتفاق عام 2018 وأعاد فرض العقوبات الأميركية، مما دفع طهران، بعد انتظار لأكثر من عام، إلى انتهاك بعض قيود الاتفاق رداً على ذلك.
وتوقّعت إدارة ترمب حينها أن الضغوط التي مارستها ستجبر إيران على الموافقة على اتفاق جديد يتضمن قيوداً أشد كان من شأنه أيضاً أن يحدّ من تطويرها للصواريخ الباليستية ودعمها لوكلاء شيعة في الشرق الأوسط.
وتبقي إدارة بايدن على العقوبات التي فرضتها إدارة ترمب على إيران، قائلة إنها تريد أن تستأنف واشنطن وطهران التزام الاتفاق النووي لكن ذلك يتطلب مفاوضات.
وقال برايس "هدفنا في هذه المحادثات... هو تهيئة الساحة لعودة الجانبين إلى الامتثال (للاتفاق)".
نهج متشدد
واستبقت إيران ذلك بوضع شروط تعبّر عن نهج متشدد، إذ قالت وزارة خارجيتها يوم السبت إنها تريد أن ترفع الولايات المتحدة جميع العقوبات وترفض تخفيف القيود "خطوة خطوة".
وصرّح مصدر مقرب من فريق التفاوض الإيراني لتلفزيون "برس تي في" الإيراني الناطق بالإنجليزية الاثنين "روبرت مالي سيغادر فيينا خالي الوفاض إذا تمخّض اجتماع الثلاثاء عن شيء غير رفع جميع العقوبات الأميركية".
وفي حين أن الجانبين مختلفان في ما يبدو على من يجب أن يتّخذ منهما الخطوة الأولى نحو استئناف التزام الاتفاق، أبلغ مسؤول أميركي "رويترز" في الآونة الأخيرة بأن واشنطن ستكون "عملية" ولن تدَع مسألة من يتخذ الخطوة الأولى تشكّل عقبة.