لا تزال حادثة استهداف سفينة إيرانية في البحر الأحمر مساء أمس الثلاثاء، تتصدر عناوين الأخبار من دون أن تقدم كثيراً من المعلومات، سوى تأكيدات الأطراف المعنية بوقوع الانفجار، واتهامات لإسرائيل بالوقوف خلفه في ظل امتناع الأخيرة عن التعليق أو رفض الاتهامات.
إلا أن البيان الإيراني الذي أكد تعرض "ساويز" لهجوم بالقرب من سواحل جيبوتي، قال إنها تتمركز في ذلك الموقع منذ سنوات "لتأمين المنطقة من القراصنة".
وأضافت طهران أن السفينة الراسية منذ قرابة الـ3 سنوات، كان تقوم بـ"مهام لوجيستية لصالحها بعلم جهات دولية"، تتمثل هذه المهام في "حماية السفن التجارية من القراصنة".
بدوره أكد المعهد البحري الأميركي الطابع العسكري الذي يلف مهمات "ساويز" قبالة السواحل اليمنية، إلا أنه رجح أن تكون ضالعة في أنشطة تجسس في البحر الأحمر. وأضاف المعهد المتخصص في الدراسات البحرية والأمن المائي "ربما لعبت دوراً في تقديم دعم للحوثيين في اليمن، أو تزويد سوريا بالمشتقات النفطية الإيرانية".
وفي السياق ذاته، عرضت قناة "العربية" لقطات قالت إنها لزورق عسكري يقوم بنقل شحنة غير معروفة من سفينة مجهولة إلى "ساويز"، مضيفةً أنها رصدت رشاشات آلية على سطح السفينة.
وكانت وكالة "تسنيم" الإيرانية قد أفادت في وقت سابق، بأن سفينتها كانت تستخدم من قبل القوات المسلحة الإيرانية.
إسرائيل أبلغت واشنطن
وذكرت وزارة الخارجية بإيران اليوم الأربعاء أن السفينة الإيرانية "ساويز" استُهدفت في البحر الأحمر، وذلك بعد تقارير إعلامية نُشرت أمس عن تعرض السفينة لهجوم بألغام لاصقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده "الانفجار وقع صباح الثلاثاء بالقرب من ساحل جيبوتي وتسبب في أضرار طفيفة لكن لم تحدث إصابات. هي سفينة مدنية كانت متمركزة هناك لتأمين المنطقة من القراصنة".
وتابع "الأمر قيد التحقيق". ونسبت قناة "العربية" إلى مصادر لم تسمها قولها، أن "وحدات من الكوماندوس الإسرائيلي ألصقت بسفينة إيرانية تابعة للحرس الثوري عبوة مغناطيسية ناسفة".
ولاحقاً، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول أميركي قوله، "إن إسرائيل أبلغت واشنطن بأنها ضربت السفينة الإيرانية، ووصفت الهجوم بأنه رد انتقامي لضربات إيران ضد سفن إسرائيلية".
وقال المسؤول الأميركي، الذي تحدث للصحيفة مشترطاً عدم الكشف عن هويته، إن إسرائيل انتظرت عبور حاملة الطائرات الأميركية "إيزنهاور" لاستهداف السفينة "ساويز".
ولم يعلق المسؤولون الإسرائيليون على التقارير بشأن استهداف السفينة.
واشنطن تنفي علاقتها
قالت المتحدثة باسم البنتاغون، جيسيكا ماكنولتي، "إن وزارة الدفاع الأميركية على علم بالتقارير الإعلامية حول الهجوم على السفينة في البحر الأحمر"، وأكدت أن القوات الأميركية لم تشارك في الحادث.
وأبلغ مسؤولون أميركيون وكالة "رويترز" أن الولايات المتحدة لم تشن هجوماً على السفينة. وتحدث المسؤولون بشرط عدم الكشف عن هوياتهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والهجوم هو الأحدث ضمن سلسلة هجمات تحدثت عنها تقارير، على سفن شحن إسرائيلية وإيرانية منذ أواخر فبراير (شباط)، تبادل فيها البلدان اتهام بعضهما بعضاً بالمسؤولية.
وبدأت هذه الوقائع بعد تولي الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه في يناير (كانون الثاني)، متعهداً بالعودة إلى الانضمام للاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية الكبرى الموقع في 2015، الذي انسحب منه سلفه دونالد ترمب، في حالة عودة طهران للالتزام التام بالاتفاق.
وعقدت إيران والولايات المتحدة، الثلاثاء، محادثات غير مباشرة في فيينا بشأن سبل عودة الطرفين للالتزام بالاتفاق.
نتنياهو يشير إلى "السلوك العدائي الإيراني"
وفي وقت سابق، الثلاثاء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات لنواب حزب ليكود اليميني الذي يتزعمه، إنه "يجب عدم العودة إلى الاتفاق النووي الخطير".
وأضاف "بالتوازي مع ذلك، علينا مواصلة التصدي للسلوك العدائي اِلإيراني في منطقتنا. وهذا التهديد ليس مسألة نظرية. أنا لا أقول كلاماً بلاغياً. يجب أن نتحرك في مواجهة النظام المتعصب في إيران الذي يهدد بكل بساطة بمحونا من على وجه الأرض".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، الثلاثاء "إن إدارة بايدن لا تتوقع أي تغييرات في السياسة تجاه إيران خلال المفاوضات بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي".