أعلنت روسيا، الجمعة، أنها ستطرد دبلوماسيين أميركيين وتفرض عقوبات على مسؤولين رداً على إجراءات مماثلة اتخذتها واشنطن، كما نصحت سفير الولايات المتحدة لدى موسكو بالمغادرة من أجل إجراء "مشاورات".
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحافيين "سنرد على هذه الخطوة عبر اتخاذ إجراءات مماثلة. سنطلب من عشرة دبلوماسيين أميركيين في روسيا المغادرة". كما أشار إلى أن كبير مساعدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مجال السياسة الخارجية يوري أوشاكوف نصح بأن يغادر السفير الأميركي جون سوليفان إلى واشنطن لإجراء "مشاورات جدية".
وحظرت موسكو دخول عدد من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، من بينهم وزير العدل ميريك غارلاند وكبيرة مستشاريه للسياسة الداخلية سوزان رايس ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي.
وتعهدت وزارة الخارجية الروسية بفرض المزيد من العقوبات المضادة على واشنطن ما لم تغير "المسار المناهض لروسيا" وتتراجع عن المواجهة.
"تصعيد مؤسف"
وغداة فرض الرئيس الأميركي جو بايدن عقوبات جديدة على موسكو، قال الكرملين، الجمعة 16 أبريل (نيسان)، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتخذ قراراً بشأن العقوبات المضادة التي سيفرضها على واشنطن، لكنه لم يعطِ أي إشارة إلى التوقيت.
دانت الولايات المتحدة، الجمعة، "التصعيد المؤسف" من جانب موسكو، وذلك بعد الرد الروسي على العقوبات الأميركية الجديدة، والذي شمل خصوصاً طرد دبلوماسيين أميركيين.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية "ليس من مصلحتنا الدخول في حلقة من التصعيد، لكننا نحتفظ بحق الرد على أي عمل انتقامي روسي ضد الولايات المتحدة".
وأدرجت الحكومة الأميركية، الخميس، شركات روسية على القائمة السوداء وطردت دبلوماسيين روساً ومنعت البنوك الأميركية من شراء سندات سيادية من البنك المركزي الروسي وصندوق الثروة الوطني ووزارة المالية الروسية.
المعاملة بالمثل
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن موسكو تدرس الرد. وأضاف أن "مبدأ المعاملة بالمثل في مثل هذه الأمور لم يتم إلغاؤه، لكن كل شيء متوقف على القرارات التي يتخذها رئيس الدولة".
ولم يذكر بيسكوف متى سيقرر بوتين فرض عقوبات مضادة، إلا أن وزارة الخارجية الروسية قالت، الخميس، إن الإجراءات العقابية ستأتي قريباً.
وأضاف بيسكوف، أن الكرملين لم يتخذ قراراً بعد حول مشاركة بوتين المحتملة في قمة للمناخ تقودها الولايات المتحدة.
موسكو أطلعت السفير الأميركي على العقوبات
وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله، إن مساعداً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ السفير الأمريكي في روسيا، الجمعة، برد فعل موسكو على حزمة جديدة من العقوبات الأميركية.
علاقة بوتين وبايدن
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعن بوتين وبايدن، قال المتحدث باسم الكرملين، إن "وجهات نظرهما غير متطابقة تماماً في ما يتعلق بإقامة علاقات منفعة متبادلة وأخذ مصالح بعضهما البعض في الاعتبار". وأضاف أن الرئيس الروسي أشار مراراً إلى استعداد موسكو للتعاون مع واشنطن بقدر ما ترغب الولايات المتحدة في التعاون مع روسيا.
وكان بايدن قال، الخميس، عقب فرض العقوبات، إن الوقت مناسب الآن لخفض التوتر القائم بين بلاده وروسيا، مشيراً إلى أنه ما زال هناك مجال يتيح للبلدين العمل معاً. وصرح للصحافيين، "كنت واضحاً مع الرئيس بوتين بأنه كان بإمكاننا المضي إلى أبعد من هذا، لكني آثرت ألا أفعل ذلك... اخترت التصرف بشكل متناسب".
وأكد بايدن مجدداً عرضه عقد قمة مع بوتين "هذا الصيف في أوروبا" بهدف "بدء حوار استراتيجي حول الاستقرار"، خصوصاً حول الأمن ونزع السلاح، حاضاً نظيره الروسي بشكل خاص على الامتناع عن أي عمل عسكري ضد أوكرانيا.
الاتهامات الأميركية
وجاءت العقوبات الأميركية الأخيرة رداً على تدخل موسكو المزعوم في الانتخابات الأميركية العام الماضي والقرصنة الإلكترونية والقيام بممارسات استفزازية ضد أوكرانيا، وغيرها من الأنشطة "الخبيثة" المزعومة. وتنفي روسيا كل هذه الاتهامات.
وجرى استدعاء أناتولى أنتونوف، السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، إلى موسكو الشهر الماضي وسط تدهور العلاقات. وحضر أنتونوف اجتماعاً في وزارة الخارجية الروسية، الجمعة.