إن الامتناع عن إجراء تحقيق شامل في عدد من المزاعم التي ظهرت العام الماضي كان "مضراً [يخلف أثراً سلبياً]"، وفقاً للتحذير الذي أطلقه يوم أمس اللورد إيفانز، رئيس لجنة المعايير في الحياة العامة. وما أقلقه بشكل خاص هو شغور منصب المستشار المستقل لرئيس الوزراء في شأن المصالح الوزارية منذ استقالة السير أليكس الآن من ستة أشهر مضت.
إن كان بوريس جونسون جاداً في شأن احتواء الضرر الذي أوقعته فضيحة "غرينسيل"، فيجب أن يتصدر استبدال السير أليكس، الذي استقال احتجاجاً على رفض رئيس الوزراء استنتاجه بأن بريتي باتيل ضايقت موظفين حكوميين، الأولويات.
أظهر السيد جونسون بعض الوعي للمخاطر التي قد تلحق به في حال تغاضى عن الأمور عبر تعيينه المحامي نايجل بوردمان للتحقيق في ممارسة ديفيد كاميرون الضغط السياسي على الحكومة لصالح شركة "غرينسيل كابيتال"، لكن المعارضة شككت في استقلالية السيد بوردمان، وعلى رئيس الوزراء أن يضاعف جهده إن كان يريد منع عدوى هذه القضية من الوصول إلى حكومته وإضعافها.
من الواضح أنه يجب تشديد قيود القوانين التي تحكم مسألة الضغط السياسي، وعلى السيد جونسون أن يبرهن أنه يستبق الأحداث عبر إعلانه مثل هذه الخطوة. دعا اللورد ويلسون، أمين سر مجلس الوزراء سابقاً، في رسالة وجهها لصحيفة "ذا تايمز"، إلى حظر ممارسة وزراء الضغط السياسي لصالح شركات يتقاضون منها أجراً.
من أكثر الاكتشافات إثارةً للدهشة في قصة "غرينسيل" أن الضغط السياسي الذي مارسه السيد كاميرون سراً لم ينتهك القوانين، لأن رئيس الوزراء السابق كان موظفاً في الشركة، فيما لو عمل لديها كمستشار، كان سيضطر إلى تسجيل نفسه رسمياً باعتباره يمارس الضغط السياسي. كما أنه لم يلزم بإخطار اللجنة الاستشارية للتعيينات في المؤسسات التجارية بدوره بسبب انقضاء أكثر من سنتين قبل أن يبدأ بالعمل لدى "غرينسيل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في القوانين ثغرات واضحة يجب سدها، كما يجب إعطاء الشخص الذي يستبدل السير ألكيس، أياً كان، صلاحية تخوله المبادرة إلى إجراء التحقيقات من دون الحاجة لانتظار تلقي طلب رسمي بذلك.
من غير المرجح أن يستفيد رئيس الوزراء كثيراً من المسارعة إلى تشديد القوانين، لكن عليه أن يعلم أنه قادر على الحد من الضرر الذي سيلحق به إن لم يحرك ساكناً. ظهرت بعض التعليقات التهكمية القائلة إن رئيس الوزراء لا بد يستمتع بالخزي اللاحق بسلفه ومنافسه، وما يزيد من متعته هو أن السيد كاميرون كان ينتمي للجيل الأصغر من جيل السيد جونسون في إيتون. وإن صح ذلك، فهو انتصار فارغ لأن الخطر على السيد جونسون مرده إلى احتمال استنتاج الناخبين - الذين لا يعيرون انتباهاً كبيراً لتفاصيل القصة - أن حزب المحافظين برمته غارق في الفساد.
تقضي مصلحة رئيس الوزراء الشخصية أن يظهر أنه يتخذ أقسى الإجراءات الممكنة لتفادي تضارب المصالح الذي يبدو أن سلفه وقع فيه من دون عسر.
© The Independent