تماسكت أسعار النفط بدعم مؤشرات التفاؤل من اجتماع "أوبك+"، أمس الثلاثاء، 27 أبريل (نيسان)، وذلك على الرغم من اضطراب الأسواق العالمية، بسبب الانتشار السريع لحالات الإصابة بوباء كورونا في الهند.
وفي الوقت ذاته، جاءت التوقعات لمخزونات الخام في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع، وهو ما طغى على الثقة التي أبدتها "أوبك" وحلفاؤها في تعاف قوي للطلب العالمي على الوقود.
وبلغت العقود الآجلة لخام برنت ثلاثة سنتات بما يعادل 0.05 في المئة إلى 66.39 دولار للبرميل، وذلك بعد زيادة 1.2 في المئة، الثلاثاء، وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي خمسة سنتات أو 0.08 في المئة إلى 62.89 دولار للبرميل بعد ارتفاع 1.7 في المئة أمس.
الهند أكبر مستهلك للنفط
ويلقى الانتشار السريع جداً لحالات الإصابة بكورونا في الهند، ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم، واليابان والبرازيل بظلال الشك على تعافي الطلب في المدى القريب، ويثبط معنويات السوق.
في غضون ذلك، أفاد مصدران بأن معهد البترول الأميركي رصد زيادة في مخزونات النفط الخام إلى 4.319 مليون برميل في الأسبوع الماضي، وهو ما يفوق كثيراً الزيادة التي أشارت إليها تقديرات المحللين في استطلاع رأي أجرته وكالة "رويترز"، ومن المقرر صدور بيانات المخزونات الأسبوعية عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية التي تحظى بمتابعة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال موراي أوتشينكلوس، المدير المالي لـ "بي بي" في مكالمة مع محللين لإعلان نتائج أعمال الربع الأول من العام أمس، "لا يزال هناك فائض نفطي مقلق كبير تعكف "أوبك+"، على التعامل معه في الوقت الحالي، ولا يزال هناك كثير من عدم اليقين في الأجواء في ظل الجائحة".
ومن المقرر أن تظل أوبك وروسيا وحلفاؤهما متمسكين بخطط التخفيف التدريجي لقيود إنتاج النفط من مايو (أيار) إلى يوليو (تموز)، وسط توقعات متفائلة بتعافي الطلب العالمي، وسيعيد ذلك 2.1 مليون برميل يومياً إلى السوق من مايو إلى يوليو، مما يقلص مقدار الخفوض إلى 5.8 مليون برميل يومياً.
إلى ذلك، توقع فريق أبحاث السلع في بنك غولدمان ساكس الأميركي، أن ترتفع أسعار السلع 13.5 في المئة خلال الأشهر الستة المقبلة مع العدول عن القيود المرتبطة بكورونا، وانخفاض أسعار الفائدة وضعف الدولار، ويتوقع البنك الآن أن يرتفع سعر مزيج برنت إلى 80 دولاراً للبرميل، وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 77 دولاراً خلال الأشهر الستة المقبلة.
قفزة مقبلة للطلب
وقال البنك، "نتوقع أكبر قفزة للطلب على النفط على الإطلاق، زيادة 5.2 مليون برميل يومياً خلال الأشهر الستة المقبلة"، مشيراً إلى تسارع التطعيمات في أوروبا وتحرير الطلب الكامن على السفر، لافتاً إلى أن تخفيف قيود السفر الدولية في مايو سيقود إلى تعافي الطلب على وقود الطائرات بواقع 1.5 مليون برميل يومياً.
ويتوقع البنك أن تتعافى أسعار الذهب عند 2000 دولار للأوقية خلال الأشهر الستة المقبلة، وقال، "من السابق لأوانه أن تنافس بيتكوين المعدن الأصفر في الطلب على ملاذ آمن"، مضيفاً، "أن الاثنين يمكن أن يوجدا معاً".
وتابع، "في حين تستفيد بيتكوين من سيولة أكبر، إلا أنها تعاني نقصاً من حيث الاستخدام الحقيقي وضعف النقاط التي تحصلها بيئياً واجتماعياً، ومن حيث الحوكمة بسبب استهلاكها المرتفع للطاقة"، وأضاف البنك أن الاستهلاك المرتفع للطاقة يعرض العملة المشفرة لفقد الطلب عليها "لحفظ القيمة" لمصلحة منافس بتصميم أفضل.