بايدن يركز على الداخل والصين في أول خطاب بعد 100 يوم في البيت الأبيض

ألقى الرئيس الأميركي جو بايدن فجر الخميس 29 أبريل (نيسان) الجاري، خطاباً أمام الكونغرس الأميركي بعد مرور 100 يوم على تسلمه منصبه. وقال بايدن الذي كان محاطاً بنائبته كامالا هاريس ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وأمام حضور مختصَر لأعضاء الكونغرس، حفاظاً على التباعد الاجتماعي، إن "أميركا تمضي قدماً مرة جديدة".
وقال بايدن في خطابه الذي ركّز على القضايا الداخلية بالإضافة إلى التأكيد على التنافس مع الصين، إنه استعاد ثقة الأميركيين بالديمقراطية بعد نحو 100 يوم من خلافته دونالد ترمب في المنصب.
واستغل بايدن جائحة فيروس كورونا لطرح أولوياته في وقت يشهد استقطاباً سياسياً، فأبلغ الجلسة المشتركة لمجلسَي الكونغرس النواب والشيوخ وملايين الأميركيين الذين يتابعونه على شاشات التلفزيون بأن "الآن وبعد مئة يوم فقط، يمكنني أن أقول للأمة: أميركا تتحرك مجدداً، محولةً الخطر إلى إمكانية والأزمة إلى فرصة والانتكاسة إلى قوة".
وأشار في ظل تصفيق أنصاره في الكونغرس من الحزب الديمقراطي، قابله نوع من الفتور من الشيوخ الجمهوريين، إلى أن حزمة الإنفاق والائتمان الضريبي الجديدة، والتي تبلغ إلى جانب خطة سابقة للبنية التحتية والوظائف نحو أربعة تريليونات دولار، "استثمار حيوي لمستقبل الولايات المتحدة". وقال "أتيت الليلة لأتحدث عن أزمة- وفرصة... عن إعادة بناء وطننا- تنشيط ديمقراطيتنا والظفر بالمستقبل لأميركا".
 

خطة التطعيم

واعتبر بايدن أن خطة التطعيم في الولايات المتحدة ضد مرض "كوفيد-19" الذي يسببه فيروس كورونا، هي "واحدة من أعظم النجاحات اللوجيستية" في تاريخ البلاد. وأوضح أن "أكثر من نصف البالغين تلقّوا جرعة واحدة على الأقل" وأن "الوفيات بين كبار السنّ انخفضت بنسبة 80 في المئة منذ يناير" (كانون الثاني) الماضي. وأضاف بحذر "لا يزال هناك عمل يتعيّن فعله للتغلّب على الفيروس".
كما لفت الرئيس الأميركي إلى أن "20 مليون أميركي من الطبقة الوسطى خسروا وظائفهم خلال الجائحة بينما زاد نحو 650 مليارديراً ثروتهم".
ودعا الرئيس الأميركي المنتمي إلى الحزب الديمقراطي إلى زيادة المساهمات الضريبية بالنسبة إلى الشركات والأميركيين الأكثر ثراءً، وذلك من أجل تمويل خطته لمساعدة العائلات في مواجهة تبعات جائحة كورونا.
وقال "حان الوقت لكي تبدأ الشركات الأميركية والـ 1 في المئة الأغنى من الأميركيين في دفع نصيبهم العادل".

المنافسة مع الصين

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء عدم "السعي إلى نزاع مع الصين"، لكنه عبّر في الوقت نفسه عن "الاستعداد للدفاع عن المصالح الأميركية في المجالات كافّة".
وقال بايدن في خطاب أمام الكونغرس "خلال مناقشاتي مع الرئيس شي (جينبينغ)، أخبرته بأننا نؤيد المنافسة" ولكن في المقابل "سنحارب الممارسات التجارية غير العادلة وسنحافظ على وجود عسكري قوي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ ولن نتخلّى عن الدفاع عن حقوق الإنسان".
كما أكد الرئيس الأميركي أنه سيعمل عن كثب مع حلفاء بلاده لمواجهة التهديدات التي تشكلها برامج إيران وكوريا الشمالية النووية "من خلال الدبلوماسية والردع الصارم".

إنهاء الحرب في أفغانستان

وأعلن بايدن أن "الحرب في أفغانستان لم يكن مقرراً لها أبداً أن تدوم لأجيال"، مضيفاً أن "الوقت حان لإعادة جنودنا في أفغانستان إلى الوطن". وزاد "فعلنا ما هو عادل لأسامة بن لادن وخفضنا تهديد القاعدة في أفغانستان".

كما أكد بايدن في خطابه أنه لا يسعى إلى "التصعيد" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن فرض عقوباتٍ على موسكو بسبب مجموعة من المخاوف. وقال "أوضحتُ لبوتين أننا لا نسعى إلى التصعيد، لكن أفعالهم لها عواقب".