عادت يسرا بمسلسل "حرب أهلية" من حرب صحية خاضتها مع فيروس كورونا، وبشخصية مميزة تنافس الممثلة المصرية بقوة من خلال شخصية لم تلعبها من قبل وصراعات تراها شديدة الاختلاف وقادرة على المنافسة وسط موسم قوي مزدحم بأعمال كبار النجوم.
وفي حوارها مع "اندبندنت عربية" تحدثت يسرا عن مسلسل "حرب أهلية" وتفاصيله وردت على اتهامه بأنه يشبه مسلسلها الأخير "خيانة عهد". كما كشفت عن معايير اختيارها للأدوار وسر استمراريتها وتربعها على منطقة خاصة فشل كثيرون في الوصول إليها. وتحدثت أيضاً عن معركتها مع المرض، وكيف أثر عليها وعلى نشاطها السينمائي، وموقفها من مسلسلات المنصات والمسلسلات القصيرة.
حماس وصراع
وحول اختيارها شخصية "مريم" في "حرب أهلية" وتكرار تعاونها مع نفس فريق عملها السابق، قالت يسرا "يجذبني دائماً العمل المميز والفكرة البراقة المختلفة والمؤلف أحمد عادل كاتب متميز لديه دائماً مفاجآت في كتاباته، وفي الحلقات التي تقرأها من تأليفه لن تستطيع معرفة المقبل، وهذا ما يعجبني ويحمسني للعمل معه، ولهذا اخترت حرب أهلية، أما المخرج سامح عبد العزيز فيقدم رؤية جديدة، وهذا يشعرني أن هناك أسرة فنية بناءة ومميزة، والمنتج جمال العدل هو شريك رحلة كفاح طويلة، وأعظم أعمالي معه، فنحن ليس فقط زملاء بل أهل، وأعتقد أن التعاون بيننا ينتج أعمالاً قوية على المستوى الفني ومريح على المستوى النفسي".
وعن اسم المسلسل الذي يوحي بالصراعات، فهل تتعمد اختيار أسماء رنانة وجاذبة للجمهور، أجابت "لا طبعاً الاسم هو الذي يفرض نفسه بحسب الموضوع، ولا نختار اسماً بعيداً عن السياق لمجرد الجذب، رغم أن الاسم الجذاب عنصر مشوق وفعال في لفت النظر للعمل، واسم "حرب أهلية" تم اختياره لأنه يشير إلى الصراعات داخل العائلة الواحدة، كما نشاهد في المسلسل، فهناك صراعات بين الأم وابنتها والزوجة وطليقها، وزوجة طليقها وزوجها السابق، وكلها فعلاً حرب بين الأهل تستحق اسم حرب أهلية".
وتضيف قائلة "شخصية مريم، طبيبة وصاحبة مستشفى تجميل، وأم، وكانت زوجة، وهي تركيبة ليست مثالية على الإطلاق وليست شريرة، وهي قوية وتعتمد على نفسها، وفي نفس الوقت تتخذ قرارات خطأ، وتقع في مشكلات كبيرة بسبب سوء تقديرها، والجديد أنها ليست شخصية تقليدية فهي مليئة بالغموض والمفاجآت رغم أنها تبدو تقليدية لتخدع الناس في ردود أفعالها، وبالمناسبة هي امرأة تخطئ لكنها تدفع الثمن أولاً بأول".
تشابه مع "خيانة عهد"
لكن يرى البعض تشابهاً بين "حرب أهلية" و"خيانة عهد" في بعض النقاط مثل الأسرة والانتقام والأمومة والخداع تشير "بالتأكيد لا يوجد أي تشابه إطلاقاً، ورغم أن الموضوع في العملين يتناول الأسرة لكن المفردات مختلفة والمحاور والشخصيات ونوع الصراعات مختلفة أيضاً، ولا يمكن أن نحكم على المسلسلات التي تتناول قضايا عائلية على أنها متشابهة، بالعكس فهذه النقطة أغنى منطقة درامياً، وتتحمل ملايين الأفكار والموضوعات، وفي خيانة عهد الأم انتقمت لمقتل ابنها، لكن في حرب أهلية هناك مواجهات أخرى على كافة المستويات".
وتابعت "أنا من محبي الدراما الاجتماعية، وأعتقد أنها من أقوى أنواع الدراما وقادرة على المنافسة طوال الوقت بشرط أن تصنع بحرفية وذكاء وإتقان، وهي ليست موضة تبطل مع الوقت، بل هي أصل الدراما لأنها تمس المشاهد وتناقش حياته وأسرته ومشاعره الإنسانية. فالدراما الاجتماعية يمكن تقديمها في أي وقت في العام، وليس في رمضان فقط، ولكن ربما في رمضان لأنه شهر التجمع العائلي، حيث يكون وقع هذه القضايا أكثر تأثيراً، ويجد الجميع نفسه في الدراما الاجتماعية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
معايير الاستمرارية
بشأن اختيارها الأدوار ومعايير تقييمها للفن ما جعلها مستمرة في مكانة خاصة فشل غيرها في الوصول إليها، تقول "الاستمرارية وحب الناس والتميز في المقام الأول هبة من الله، ونحن فقط نحاول الاجتهاد، والشكر على هذه النعمة بطريقتنا، وإذا فكرت لماذا أحبني الناس أو وضعوا ثقتهم بي، أحياناً أصل لأنني لم أبحث يوماً عن أعمال استهلاكية لأهداف غير فنية، فأنا أضع الجمهور في المقام الأول، وأختار موضوعات تخصه وتهمه ويشعر بها ويرى نفسه فيها، ولهذا ربما وجد الناس أنفسهم فيما أقدمه وشعروا به ولمسهم بصدق، بخاصة أنني قدمت رسائل مجتمعية كان لها بعض الأثر في كثير من الأحيان في تغيير القوانين والعادات السيئة، وحاولت مناقشة معظم القضايا التى تشغل المجتمع".
وأضافت "الاستسهال والرغبة في الوصول إلى ما هو رائج وحديث الناس من دون وجه حق يضر بصاحبه، والإهمال في الاختيار خطير جداً، فاختيار موضوعات مضمونة وسهلة هو طريق النهاية".
فهل تملك يسرا رؤية تمكنها من توقع النجاح لأعمالها وأعمال غيرها من الفنانين؟ تجيب "في الفن لا تستطيع التوقع أبداً، فيمكن أن تقوم بعمل متعقداً أنه من الأعمال العظيمة، ولكنه لا يعجب الناس، وفي نفس الوقت هناك أعمال تشعر أنها عادية وتعجب الناس، لهذا فلا مجال للتوقعات في الفن إطلاقاً، ولكن نتمنى النجاح فقط".
محنة كورونا
وعن تجربة إصابتها بفيروس كورونا، وكيف أثرت عليها في التصوير، قالت يسرا "تأثرت كثيراً بسبب إصابتي بفيروس كورونا وكنت خلال أكثر من 45 يوماً طريحة الفراش، وأثر تناولي لأدوية (الكورتيزون) على وجهي وصوتي ووزني، ورغم شفائي ما زلت مرهقة دائماً، وأشعر بالوهن بعض الشيء، إضافة لضيق التنفس والعصبية، واكتشفت أن كورونا ليست نزلة برد والسلام، بل هو مرض خطير لا يتركك رغم مرور عدة أشهر على الشفاء، فالموضوع شديد الخطورة، وأنا بعده أحاول كالعادة الالتزام بالإجراءات الاحترازية. وقد بدأت تصوير المسلسل متأخرة بعض الشيء للحاق بالموسم الرمضاني".
وأضافت "كورونا جعلنا جميعاً نتأكد أن الظروف تغيرت بالنسبة للجميع، فالوباء غير وجهة نظرنا لكثير من الأمور، ووضع العديد من المشاريع في مهب الريح".
وعن مسلسلات المنصات الإلكترونية حالياً وكون بعضها يقتصر على 5 أو 10 حلقات، وهل يمكن أن تقدم مثل هذه الأعمال، أشارت يسرا إلى "أنا متحمسة لموضوع الـ5 أو 10 حلقات، وهذه ظاهرة صحية وعائدة بقوة، وأشعر أن مسلسلات الـ30 حلقة ستبطل، وقد أعجبتني تجربة ليلى علوي وإلهام شاهين وجومانا مراد، والنجوم الذين قدموا هذه التجارب، ومستعدة لتقديمها إذا وجدت النص المناسب، والمخرج المميز، والموضوع الجيد، فأنا أحب التجارب الجديدة".
فيلم "ليلة العيد"
وحول تجربة فيلمها الجديد "ليلة العيد" قالت: "فيلم ليلة العيد تجربة مميزة جداً، وأنا لم أصور فيه أي مشهد حتى الآن، وفكرة الفيلم باختصار عبارة عن مجموعة من النساء تضعها الظروف في مواقف مختلفة وسنشاهد كيف يمكن اتخاذ القرارات، وهو مع سامح عبد العزيز وأحمد السبكي والمؤلف أحمد عبد الله، ويشارك في بطولته نخبة من النجوم مثل سميحة أيوب، وريهام عبد الغفور وغيرهما".
وأخيراً، تحدثت يسرا عن موكب نقل المومياوات التي شاركت فيه إضافة إلى عدد كبير من النجوم قالت "مصر تحتوي على كنوز عظيمة، وأنا سعيدة وأفتخر بأنني مصرية. وموكب المومياوات كان حدثاً عالمياً، وتم الاستعداد له على مدى 7 أشهر على الأقل، وهو حدث مشرف لمصر ولكل المشاركين فيه من أكبر متفاعل ومشارك لأصغر عامل، وهذا الحدث جعل العالم كله يتحدث عن مصر، وكان بمثابة إعلان ضخم عن مصر وعظمتها".