عززت أسعار النفط صعودها المستمر لتلامس 70 دولاراً، مع تخفيف مزيد من الولايات الأميركية إجراءات الإغلاق، وسعي الاتحاد الأوروبي إلى جذب الزائرين، لكن تنامي إصابات "كوفيد-19" في الهند حد من المكاسب.
وكانت العقود الآجلة لخام برنت مرتفعة 86 سنتاً بما يعادل 1.27 في المئة إلى 68.42 دولار للبرميل، بعد صعودها 1.2 في المئة أمس الإثنين. وزادت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 77 سنتاً أو 1.19 في المئة مسجلة 65.26 دولار للبرميل، بعدما ارتفعت 1.4 في المئة يوم الإثنين. وارتفع كلا العقدين أكثر من دولار أو نحو اثنين في المئة في وقت سابق من المعاملات.
تسارع الطلب
ويقول المحللون، "إن الأسعار تلقى دعماً من إمكان تسارع الطلب على الوقود مع اتجاه ولايات نيويورك ونيوجيرسي وكونيتيكت لتخفيف قيود مكافحة الجائحة، وتخطيط الاتحاد الأوروبي للسماح بدخول مزيد من الزائرين الأجانب الذين تلقوا اللقاحات".
وقال تاماس فارجا، المحلل لدى "بي في إم أويل أسوسيتس"، "القوة الحالية يقودها البنزين الأميركي، حيث من الملاحظ قوة الطلب مع عودة مزيد من سائقي المركبات إلى الشوارع".
وقال، "قوة سوق الأسهم أمس تواصلت في سوق النفط التي تركز على نجاح برامج اللقاحات في الولايات المتحدة وبلدان متقدمة أخرى، وليس على الدمار الحاصل في الهند والبرازيل."
واردات الهند
وأظهرت بيانات مرتبطة بسوق النفط أن حصة "أوبك" من واردات الهند النفطية تراجعت لأدنى مستوياتها في عقدين على الأقل، وذلك على مدى عام حتى نهاية مارس (آذار)، إذ انخفضت المشتريات الإجمالية لثالث أكبر اقتصاد في آسيا لأدنى مستوى لها في ست سنوات.
وتشير البيانات إلى أن إجمالي واردات الخام لثالث أكبر المستوردين في العالم تراجع إلى 3.97 ملايين برميل يومياً حتى نهاية مارس في 2021، بهبوط معدله 11.8 في المئة عن العام السابق. وكانت الهند زادت مشترياتها للنفط الأميركي على حساب نفط الشرق الأوسط، مما خفض المشتريات من أعضاء "أوبك" إلى حوالى 2.86 مليون برميل يومياً، كما قلص حصة المجموعة في الواردات إلى 72 في المئة من نحو 80 بالمئة سابقاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الإغلاقات في الأسواق الآسيوية
وعلى صعيد متصل، تشير بيانات إلى أن الأسواق الآسيوية وبسبب الإغلاقات بدأت مراجعة واردات النفط.
حيث لاتزال أسواق رئيسة في كوريا الجنوبية وألمانيا وإيطاليا وفرنسا تعمل ضمن حالات الطوارئ، مع إجراءات لمنع انتشار أوسع لكورونا، وهذه الإجراءات قد تهدد باستمرار الضغط سلباً على طلب النفط، في الوقت ذاته لا تزال حركة السفر العالمية تعاني ضعفاً في التراجع مع جمود القطاع السياحي، مما يشير إلى تراجع الطلب على الوقود، لكن في الوقت ذاته يشير تحالف "أوبك+" إلى تفاؤل حول مستقبل الطلب العالمي على النفط العام الحالي 2021.
توقعات بخفض السعودية أسعار الخام لآسيا
على صعيد متصل، أظهر مسح أجرته وكالة "رويترز" أن من المتوقع أن تخفض السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أسعار البيع الرسمية إلى آسيا في يونيو (حزيران)، اقتداء بضعف سعر خام دبي، خام القياس في الشرق الأوسط، ونتيجة ضبابية الطلب وسط موجة جديدة لجائحة "كوفيد-19" في المنطقة.
وتوقعت مصادر في خمس شركات تكرير آسيوية خفض سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف 28 سنتاً في المتوسط في يونيو، وسيكون هذا أول خفض منذ ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي. وقال أحدهما "الأمر الأهم هو ما سيكون عليه حال مبيعات الأسبوع الأول من مايو (أيار)".
وتشير بيانات أولية إلى أن مبيعات الوقود المحلية من شركات التكرير المملوكة للدولة في الهند تراجعت في أبريل (نيسان) بسبب قيود على مستوى الولايات، تهدف إلى كبح موجة ثانية حادة من إصابات فيروس كورونا.
وقال آخر إنه سيكون على أسعار البيع الرسمية للخام السعودي في يونيو أن تنافس الأسعار التي أعلنتها شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك".
وللمرة الأولى حددت "أدنوك" سعر البيع الرسمي لخام مربان على أساس المتوسط الشهري لعقد مربان الآجل الذي أُطلق حديثاً في بورصة أبوظبي إنتركونتننتال للعقود الآجلة، وأعلنت سعر البيع الرسمي لشهر يونيو قبل أرامكو السعودية.
وعادة تعلن أسعار البيع الرسمية للخامات السعودية في الخامس من كل شهر تقريباً، وتحدد اتجاه أسعار خامات إيران والكويت والعراق، مما يؤثر في 12 مليون برميل يومياً تتجه إلى آسيا.
وتحدد شركة النفط السعودية العملاقة (أرامكو) السعر على أساس توصيات من العملاء، وبعد حساب التغير في قيمة نفطها على مدى الشهر الماضي من واقع أسعار المنتجات والعوائد. وينتهج المسؤولون في "أرامكو" السعودية سياسة عدم التعليق على سعر البيع الرسمي الشهري لخامات البلاد.