بعد تخرج شيماء في كلية الصيدلة، بدأت توثق مسيرتها في البحث عن فرصة عمل في تخصصها الدراسي، عن طريق تصوير مقاطع فيديو تخاطب فيها متابعيها عن صعوبة إيجاد عمل في قطاع غزّة، ثم تنشرها على الشبكة الاجتماعية لمشاركة الصور والفيديوهات "إنستغرام".
محتوى شيماء اعتبره سكان غزّة قريباً من معاناتهم، وجلبت لها طريقتها في توثيق لحظات حياتها ما يزيد على 250 ألف متابع على "إنستغرام" يتفاعلون مع محتواها بطريقة جذابة، الأمر الذي دفعها إلى تطوير ما تقدمه لجمهورها، فبدأت في نشر صور لأصناف من البضائع، تقول إنّها كانت تصوّر ما يلفت انتباهها، حتى تطوّر معها العمل، ودخلت في مجال الإعلانات.
7 ساعات تصفح
وبحسب بيانات المركز الشبابي الإعلامي (مؤسسة غير حكومية، مقرها غزّة، مهتمة بدراسات واقع الإعلام الاجتماعي في فلسطين) فإن 84 في المئة من إجمالي الفلسطينيين (يقدر عددهم بأكثر من خمس ملايين نسمة) يستخدمون الإنترنت، بمعدل سبع ساعات في اليوم الواحد للفرد، وقرابة 70 في المئة منهم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بمعدل ساعتين في اليوم. وأغلبهم يتصفحون من خلال الهواتف الذكية.
زيادة متابعي شيماء وتفاعلهم معها جعلها واحدة من "إنفلونسر" (مصطلح يطلق على المؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي، ويملكون عدداً كبيراً من المتابعين)، وباتت أكثر تأثيراً في سكان غزّة، ولها قبول لديهم، إذ تستطيع بطريقتها إقناعهم بأفكارها.
تشير شيماء إلى أنها شرعت تارة في تصوير مقاطع فيديو عن الحياة الاجتماعية لسكان غزّة، ومرة أخرى في تصوير منتجات مثل مساحيق التجميل للفتيات، ولقيت إقبالاً عليها، وتتزايد الاستفسارات حول أماكن بيعها.
أفضل من الترويج الممول
الإقبال على ما تعرضه شيماء على صفحتها، دفع الشركات والمحلات التجارية إلى دعوتها لتصوير إعلانات عن منتجاتهم، وبدأت فكرتها في الانتشار بين نساء غزّة المؤثرات في مواقع التواصل الاجتماعي.
تقول إن أصحاب الشركات والمحال التجارية باتوا لا يترددون باللجوء إلى "إنفلونسر الإنستغرام في غزة" لترويج منتجاتهم، خصوصاً أن الإعلان بهذه الحالة يعرض مباشرة للجمهور المتخصص والمحدد أكثر من الإعلان الممول، أو تلك المنشورات على صفحاتهم.
وتعتقد شيماء أن إعلاناتها موجهة بشكل أكثر دقة للجمهور، على رغم وجود أدوات في الإعلانات الممولة تحدد الفئات المستهدفة، كون منشوراتها مقنعة أكثر لأنها تفاعلية، وهذا ما يجعل الشركات تفضّل الترويج عن طريق "مشاهير إنستغرام".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"إنستغرام" يستخدم لأغراض العمل
من جهته، يقول مدير المركز الشبابي الإعلامي إياد القرا إن 13 في المئة من الفلسطينيين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي لأغراض العمل، وأغلبهن نساء، وعادة ما يكون "إنستغرام" المنصة الرئيسة لهن.
ويشير القرا إلى أن نسبة استخدام "إنستغرام" لدى الإناث تصل إلى 67.8 في المئة، بينما الرجال تقارب 48.2 في المئة، من إجمالي مستخدمي منصة الصور والفيديوهات في فلسطين، وبمتوسط زيارة يومية تصل إلى 30 دقيقة، وعادة ما يكون بيئة إعلانات، وهو الأعلى عند مقارنته مع "فيسبوك" الذي يستخدمه 47.4 في المئة من الإناث والبقية من الرجال، ولأغراض تصفح لقراءة الأخبار أو نشر تعقيب على مجريات الحياة اليومية والسياسية والمشكلات الاجتماعية.
130 مليون نقرة شهرياً على المنشورات التجارية
أما سالي التي يصل متابعيها إلى 100 ألف فتجربتها مختلفة، إذ اشتهرت منذ بداية طريقها في الترويج لملابس النساء على "إنستغرام"، وحققت مبيعات جيدة، ولشهرتها بدأت تتعاقد معها شركات في الإمارات، ووجهت لها دعوة لزيارة دبي للترويج لمنتجاتهم هناك.
وبالفعل، بعد نجاح التجربة، لجأت الكثير من نساء غزة لترويج منتجاتهم على "إنستغرام"، وبتن يعتمدن على شبكة التواصل كأهم مكان لنشر الإعلانات فيه، وعلى الرغم من الجهد الذي تبذلنه إلا أنّهن واجهن تنمراً وبعض الانتقادات على مشاركة النساء صورهن على المنصات الاجتماعية.
ويوضح القرا أن إحصاءات 2020 تشير إلى أن 49 في المئة من مستخدمي "إنستغرام" في غزّة تصلهم إعلانات تروجها النساء، وبمعدل 130 مليون نقرة على المنشورات التجارية شهرياً.