بعد يوم على تخفيف وكالة الصحة الأميركية تدابير الحد من فيروس كورونا المستجد المتعلقة بوضع الكمامات وإعفاء المطعمين من استخدامها، لا يزال العديد من الناس يتجولون في أنحاء العاصمة واشنطن واضعين أقنعة واقية.
ومن بين هؤلاء، الطالبة كلويه، التي قالت إنها تلقت كامل اللقاح لكنها في أي حال كانت تضع كمامتها السوداء.
وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية، الجمعة 14 مايو (أيار)، "أعتقد أن الإعلان... جاء صادماً للعديد من الناس. بالتأكيد كان صادماً لي".
كلويه البالغة 20 عاماً، تعتبر أن إعلان مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها، "يبعث على التفاؤل"، لكنها أوضحت أنها تعتزم مواصلة استخدام كمامتها لفترة أطول.
وقالت، "إذا رأيت مزيداً من الناس يتخلون عن كماماتهم سيُشعرني ذلك بالارتياح في التوقف عن استخدامها... وكذلك فإن مجرد رؤية أعداد الناس المحصنين في الولايات المتحدة سيساعد بالتأكيد. إذا ارتفع العدد ربما أشعر بالارتياح في أن أنزعها". ولكنها أضافت، "من بالغ الأهمية الإدراك أن الوباء يواصل الانتشار".
الشعور بالأمان
وحالياً، 36 في المئة فقط من السكان تلقحوا بالكامل في الولايات المتحدة، حيث أودت الجائحة بأكثر من 580 ألف شخص.
وقالت لورن وهي تضع كمامة قماشية بيضاء، "أمس لم أكن أؤيد فكرة التخلي عن الكمامة"، مضيفةً "حتى وإن كنت تلقيت اللقاح، ماذا لو كانت هناك فرصة ضئيلة في أن أكون على مقربة من شخص مريض؟ شخص غير ملقح؟".
والمرأة البالغة 36 عاماً وتعمل مستشارة، قالت إنها تعتزم إبقاء كمامتها بحوزتها عندما تخرج، وستتخذ القرار بشأن استخدامها بحسب "شعورها في كل يوم بل حتى في كل ساعة".
واعتبرت لورن أن الكمامة "باتت نوعاً ما جزءاً من وجهنا. أشعر بأنني عارية من دونها"، مضيفةً أن كمامتها تمنح الشعور بأنها "غطاء يوفر الأمان".
الإفراط في التيقظ
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقول الخبراء، إنه من الطبيعي الإحساس بالتوتر لدى العودة إلى مزاولة حياة طبيعية، إذ كانت السنة الماضية صعبة للغاية.
ويحذر الطبيب أميش أدالجا من الإفراط في التيقظ، ويقول "يظهر العلم أنه إذا كان الشخص محصناً، سيتعامل معه الفيروس بشكل مختلف جداً، لذا بالإمكان التصرف بشكل مختلف جداً".
وجزء من المشكلة، وفق أدلجا وهو أكاديمي من كلية الصحة العام بجامعة "جونز هوبكنز بلومبيرغ"، هو أن وكالة الصحة الأميركية كانت مفرطة في الحذر خلال الجائحة والآن صدمت الناس بخطوة تبدو أكثر جرأة.
وعندما أعلنت مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها أن الأشخاص الملقحين بالكامل يمكنهم التخلي عن وضع الكمامة في الأماكن المفتوحة، رحب الرئيس الأميركي جو بايدن بالقرار واعتبره "يوماً عظيماً" للبلد الأكثر تضرراً بالفيروس.
السخرية
واجتاحت التعليقات الكوميدية منصة "تويتر"، لكن روح الفكاهة كشف عن القلق العميق لدى المستخدمين حيال المسألة.
وكتبت امرأة، "لسنا ملزمين وضع الكمامة بعد اليوم إذا كنا ملقحين ولكن ماذا لو ظن الآخرون خطأ أنني من الجمهوريين"، ما يشير إلى الانقسامات السياسية إزاء الأقنعة.
وغردت الكاتبة غلينون دويل، "فقط أريد أن أقول إن الأقنعة هي مثل غطاء ثقيل للوجه، وأنا سأبقيها إلى الأبد".
ووفق أدالجا، "الناس لم يطوروا لديهم القدرة على احتساب المخاطر". وقال، "هناك كثير من المبادئ الوقائية التي تم تجاوزها إلى حد بات من الصعب كما أعتقد، للناس الذين التزموا بذلك كله أن يتخلوا عنه".
ولكن "ما هي القيمة التي تستمدها من اللقاح إذا لم تعش حياتك فعلاً؟".
وتوافق لورن في نهاية الأمر قائلةً، "أنا حقاً أتوق لرؤية وجوه الناس مجدداً"، وتضيف "أود أن أتمكن من أن أبتسم للآخرين".