كشفت الحكومة البريطانية أخيراً عن طرحها قريباً نظاماً مبتكراً عالي التقنية، سيتمّ بموجبه إرسال تحذيراتٍ تلقائية عبر رسائل نصّية قصيرة في حالات الطوارئ، إلى الأفراد المعرّضين لخطر الفيضانات أو الحرائق أو الهجمات الإرهابية.
وسيتمّ بموجب نظام التنبيه لحالات الطوارئ، استخدام تقنية مشغّلي شبكات الهاتف المحمول من "الجيل الرابع" 4G و"الجيل الخامس" 5G، لإرسال رسائل نصّية إلى جميع الهواتف المرصودة بالقرب من مكان الحادث الذي قد يسبّب بخطر على حياة الأفراد.
وستتضمّن الرسائل النصّية تفاصيل عن طبيعة حال الطوارئ وموقع حدوثها، إضافةً إلى تعليماتٍ تتعلّق بطريقة الاستجابة لها، وتحتوي على رابطٍ يقود إلى موقع إلكتروني حكومي، يمكن لمستخدمي الهاتف التحقّق عبره من التنبيه المرسل إليهم، والحصول على مزيدٍ من المعلومات.
ويستند النظام الجديد إلى ممارسةٍ كان قد تمّ تطبيقها خلال فترة تفشّي وباء فيروس كورونا، وارتكزت على استخدام الرسائل النصية لحضّ البريطانيين على التزام منازلهم، من أجل حماية سلامة مرافق "الخدمات الصحية الوطنية" NHS والعاملين فيها، وإنقاذ الأرواح.
وسيستلم الرسائل أصحاب الهواتف الموجودون في المناطق المستهدفة، والأفراد الذين سيدخلون إلى تلك المناطق في وقت لاحق، في غضون 10 ثوانٍ من إرسالها إليهم.
التجارب على هذا النظام الجديد ستبدأ في الخامس والعشرين من مايو (أيار) الجاري في منطقة "إيست سوفولك" في إنجلترا، ومن المنتظر أن يتمّ نشر الخدمة في مختلف أنحاء البلاد بعد فصل الصيف، للتحذير من الحوادث، لا سيما منها حالات الطوارئ الصحية العامة والفيضانات الشديدة والحرائق والحوادث الصناعية والهجمات الإرهابية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان قد سبق لدولٍ أخرى أن اعتمدت نظام تنبيهاتٍ مماثلاً كالولايات المتحدة الأميركية وهولندا وكندا وكوريا الجنوبية واليابان ونيوزيلندا، حيث أثبت نجاعته، وكان له الفضل على نطاق واسع في إنقاذ الأرواح أثناء الزلازل.
بيني موردونت وزيرة الدولة في وزارة شؤون مجلس الوزراء التي تتولّى منصب "بايماستر جنرال"Paymaster general (تعمل مع وزير شؤون مجلس الوزراء على ملفات محددة)، أوضحت أن الخدمة الجديدة ستكون "أداةً حيوية في مساعدتنا على الاستجابة بشكل أفضل لحالات الطوارئ، على المستويين الوطني والمحلي".
وأشارت موردونت إلى أن "هذا النظام الجديد يكمّل القدرات والإمكانات التي نمتلكها في الوقت الراهن، وسيتيح لنا إيصال الرسائل التي من شأنها أن تنقذ حياة الناس، بسرعة وفاعلية أكثر في مختلف أنحاء المملكة المتحدة".
وفي منحى متصل، أكد مسؤولون حكوميون أنه من خلال بث الرسائل عبر الأبراج الخلوية المنتشرة في محيط حالات الطوارئ، تكون الإنذارات آمنة ومجانية الاستقبال وذات اتجاه واحد. وإضافة إلى ذلك، لا تكشف عن موقع مستخدمي الهواتف ولا تجمع أي بيانات شخصية عنهم، ولا يمكن تالياً إرسالها إلا من جانب مستخدَمين معتمدين لدى مراكز الخدمة الحكومية والطوارئ، ويكون مصرّحاً لهم القيام بذلك.
ومن خصائص هذه الرسائل أنها ستقوم بإطلاق إشعارات مميزة، من خلال استخدام مواصفات خاصة كالنغمة العالية على الهاتف الجوّال، والارتجاج المصمم للتنبيه إلى الحالة الطارئة، بحيث يكون من الصعب ألا يتنبّه المستخدمون إلى أن الرسالة وصلت إلى هواتفهم.
تجدر الإشارة أخيراً إلى أن الأفراد الذين سيتلقون تنبيهات تجريبية خلال الأسابيع المقبلة، لن يحتاجوا إلى القيام بأي شيء، لأن أي رسائل تصل إليهم قبل تعميم هذه الخاصية على مستوى البلاد برمتها، ستكون مجرد اختبارات لضمان فاعلية الخدمة الجديدة.