بعد أحد عشر يوماً من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، أدى إلى مقتل أكثر من 240 شخصاً غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الساعة الثانية من فجر الجمعة، 21 مايو (أيار)، بوساطة مصرية.
وفي الدقائق الأولى لبدء سريان الهدنة عمت الاحتفالات قطاع غزة، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية، في حين لم تُسمع في الجانب الإسرائيلي أي من صافرات الإنذار التي ظلت على مدى أيام الصراع تدوي لتحذير السكان من أكثر من 4300 صاروخ أطلقتها الفصائل الفلسطينية من القطاع المحاصر باتجاه إسرائيل.
وفي الفترة القصيرة التي سبقت وقف إطلاق النار، استمر إطلاق الصواريخ الفلسطينية ونفذت إسرائيل ضربة جوية واحدة على الأقل.
وفي وقت سابق، جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "مجلس الوزراء وافق بالإجماع على توصية جميع المسؤولين الأمنيين... بقبول المبادرة المصرية بوقف ثنائي غير مشروط لإطلاق النار". وأكد مسؤولون في حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لوكالة الصحافة الفرنسية الموافقة على التهدئة التي "ستدخل حيز التنفيذ الساعة الثانية صباحاً" الجمعة (11:00 بتوقيت غرينتش).
كما أفاد مسؤول في "حماس" لوكالة "رويترز" بأن وقف إطلاق النار سيكون على أساس "متبادل ومتزامن". كما ذكر التلفزيون المصري أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر بإرسال وفدين أمنيين إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية للعمل على تثبيت الهدنة.
لكن، بعد ساعات من وقف إطلاق النار في غزة، شهدت ساحات مسجد الأقصى في القدس اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين. وقد أطلقت الشرطة قنابل الصوت ورشقها المتظاهرون بالحجارة والعبوات الحارقة.
وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد إن أفراداً من الشرطة كانوا في وضع الاستعداد عند إحدى البوابات تعرضوا للرشق بالحجارة.
نتنياهو: حققنا أهدافنا في العملية
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، حققت "نجاحاً استثنائياً".
وقال للصحافيين في تل أبيب، الجمعة، بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، "حققنا أهدافنا في العملية"، مؤكداً أنه "لا يمكن لحماس الاختباء بعد الآن... قمنا بتصفية أكثر من 200 إرهابي بينهم 25 من الكوادر".
من جانبه، أعلن وزير الدفاع بيني غانتس أن العملية الإسرائيلية جاءت بعد خطط "تم تحضيرها منذ سنوات وأشهر".
وأضاف "انتهى العمل العسكري والآن حان الوقت للعمل السياسي".
وحذر غانتس حركة "حماس" من أنها ستدفع "ثمناً باهظاً للغاية" في حال خرقها وقف إطلاق النار.
وقال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 4300 صاروخ أطلقت من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل، اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية 90 في المئة منها.
"حماس" ونشوة النصر
من جهتها، أعلنت "حماس"، "الانتصار" على إسرائيل في النزاع المسلح الذي دار بين الطرفين وذلك خلال احتفال شارك فيه الآلاف من أنصارها في مدينة غزة فجر الجمعة. وفي خطاب أمام المحتفلين قال خليل الحية، القيادي في "حماس"، إن "هذه نشوة النصر"، وأضاف "نقول لأهلنا الذين دُمرت بيوتهم والذين شُردوا، سنبني البيوت التي دمرها الاحتلال وسنعيد البسمة".
وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لـ"حماس" "اليوم تقف هذه المعركة صحيح، لكن فليعلم نتنياهو وليعلم العالم كله أن يدنا على الزناد وأننا سنبقى نُراكم إمكانيات هذه المقاومة ونقول لنتنياهو: إن عدتم عدنا".
وأضاف لـ"رويترز" أن مطالب الحركة تتضمن أيضاً حماية المسجد الأقصى والكف عن إخراج الفلسطينيين من ديارهم بالقدس الشرقية، وهو ما وصفه الرشق بأنه "خط أحمر".
حل الدولتين
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الحزب الديمقراطي لا يزال يؤيد إسرائيل، وإنه يصلي من أجل صمود وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس".
وأضاف خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض أن حل الدولتين هو العلاج الوحيد للصراع بين الطرفين. وأعلن أنه طلب من السلطات الإسرائيلية العمل على وقف الصدامات بين العرب واليهود في القدس.
وقال "لقد أبلغت الإسرائيليين أنه من الأهمية بمكان بالنسبة إلي أن يضعوا حداً لهذه الصدامات بين المجموعات في القدس والتي هي من فعل متطرفين من كلا الطرفين"، وذلك بعد ما شهدت القدس ومدن إسرائيلية مختلطة على مدى أيام عدة صدامات بين سكان عرب وآخرين يهود أشعل فتيلها خصوصاً احتمال صدور قرار قضائي بإخلاء منازل في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية من سكانها الفلسطينيين لصالح مستوطنين يهود.
من جانبها، أعلنت الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن تحدث هاتفياً إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وناقشا إجراءات لضمان صمود وقف إطلاق النار القائم بين الطرفين.
وقالت الوزارة في بيان، إن بلينكن أبلغ عباس بأن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة لتقديم مساعدات إنسانية سريعة وحشد الدعم الدولي لإعادة إعمار غزة.
الملك سلمان يدين الاعتداءات في القدس وغزة
ودان العاهل السعودي الملك سلمان الاعتداءات الإسرائيلية في القدس وقطاع غزة خلال اتصال هاتفي، الجمعة، مع الرئيس الفلسطيني.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن الملك سلمان أكد أن "المملكة ستواصل جهودها على كافة الأصعدة لوقف الإجراءات والاعتداءات الإسرائيلية على القدس من خلال التواصل مع الأطراف الفاعلة لممارسة الضغوط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي".
وفي وقت سابق، ذكرت وكالة الأنباء السعودية نقلاً عن بيان من وزارة الخارجية أن السعودية رحبت، الجمعة، بإعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقالت إنها تقدر الجهود المصرية والدولية في هذا الشأن. وأعاد البيان التأكيد على استمرار جهود الرياض مع الحلفاء للتوصل إلى تسوية.
تحقيق السلام
من جانبها، أعلنت مصر في بيان أن وزير الخارجية الإسرائيلي جابي أشكينازي قال لنظيره المصري سامح شكري، إن إسرائيل حريصة على الحفاظ على الهدوء.
وجاء في البيان أن الوزيرين بحثا "الإجراءات الكفيلة بتسهيل عملية إعادة إعمار غزة في المرحلة المقبلة". وأعلنت مصر، الثلاثاء، أنها ستخصص 500 مليون دولار لجهود إعادة إعمار غزة.
أبسط الأعراف الدبلوماسية
وإلى لبنان حيث أحدثت تصريحات شربل وهبة، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال موجة استنكار وردود فعل غاضبة في الداخل اللبناني واستياء شعبياً ورسمياً في دول الخليج، وذلك حين قال قبيل إنهاء حوار تلفزيوني مع ضيف سعودي، "هذا برنامج؟ ما راح أقبل، أنا بلبنان يهيني واحد من أهل البدو؟".
وبعد ساعات من حالة وصفها المتعاطون معها بـ"العنصرية"، استدعت الرياض السفير اللبناني، لتعرب عن رفضها "الإساءات الصادرة من مسؤول لبناني".
وقالت الخارجية في بيانها، "إشارة إلى التصريحات المسيئة لوزير خارجية الجمهورية اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة خلال مقابلة تلفزيونية، تطاول فيها على المملكة وشعبها، فإن وزارة الخارجية إذ تعرب عن تنديدها واستنكارها الشديدين لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات مشينة تجاه المملكة وشعبها ودول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة، لتؤكد مجدداً أن تلك التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية، ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين".
وأضافت، "نظراً إلى ما قد يترتب على تلك التصريحات المشينة من تبعات على العلاقات بين البلدين الشقيقين، فقد استدعت الوزارة سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة للإعراب عن رفضها واستنكارها الإساءات الصادرة من وزير الخارجية اللبناني، وتم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص".
عون: وزير الخارجية لا يمثل الحكومة
في المقابل، لم يصدر من بيروت موقف واحد، بل موقفان، ليس من ضمنهما وزارة الخارجية والمغتربين، إذ تولى قصر بعبدا مهمة إدارة الأزمة السياسية المتوقعة لكن بطريقة أقل دبلوماسية.
فعلى ما يبدو أن إبعاد التراشق عن القصر كان أولوية رئاسة الجمهورية، بعد أن غرد الرئيس ميشال عون فور تصاعد الخطاب بنص مقتضب قال فيه "ما صدر عن وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبة، مساء أمس، من مواقف يعبر عن رأيه الشخصي، ولا يعكس موقف الدولة والرئيس عون"، فيما لم يرد لبنان الدولة في نص البراءة من "الإساءة".
وزير الخارجية السعودي: على لبنان إنقاذ نفسه
وحمل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود هيمنة "حزب الله" ومنظومته السياسية على القرار في بيروت، مسؤولية الآلام التي يتعرض لها لبنان. واعتبر أن التصريحات المسيئة للخليج التي أدلى بها وهبة لا تمثل الشعب اللبناني، إلا أن على الدولة أن تجد الطريقة المناسبة لـ"إنقاذ نفسها".
وأكد الوزير السعودي أن تصريحات وهبة التي أثارت اللغظ "غير دبلوماسية، بل هي تصريحات عنصرية لا تعبر أبداً عن الشعب اللبناني العزيز المحترم الذي تربطنا فيه علاقات أخوة قوية".
وأعرب بن فرحان، في حديث مع قناة "العربية"، عن أسف بلاده لصدور مثل تلك التصريحات المسيئة من "شخص يفترض به أن يمثل الدولة اللبنانية والخارجية اللبنانية، أما نحن فنتمنى كل خير للبنان، وحريصون على مستقبله، لكن على لبنان أن يجد السبيل لإنقاذ نفسه".
ودعا الساسة اللبنانيين إلى عمل ما يلزم "لإصلاح البلد للخروج به إلى الأفضل"، مبدياً أسفه لأن في لبنان مقومات كبيرة للنجاح، "لكن، يقف في طريق ذلك المنظومة السياسية الموجودة، وبالذات هيمنة حزب الله على القرار السياسي فيه وتعطيله أي إصلاح حقيقي يمكن أن يحقق للدولة مستقبلاً واعداً وزاهراً".
ترشح أحمدي نجاد
منذ أيام قليلة سجل محمود أحمدي نجاد، الرئيس الإيراني الأسبق (من 2005 حتى 2013)، ترشحه للانتخابات الرئاسية في يونيو (حزيران) 2021. وعام 2017، تقدم إلى مجلس صيانة الدستور للترشح ضد رغبة المرشد الأعلى علي خامنئي، لكن المجلس ألغى ذلك. هنا، يحضر التساؤل عما دفع نجاد إلى الترشح مرة أخرى، والمؤكد أن طلبه سيرفض، ولا يبدو أنه مرحب به وسط تيار المتشددين المسيطر على مؤسسات الدولة.
كذلك رسم اسمان بارزان في أوساط المحافظين الإيرانيين، هما "المعتدل" علي لاريجاني و"المتشدد" إبراهيم رئيسي، إلى حد كبير، معالم المنافسة في الانتخابات الرئاسية التي يُفترض أن تجري الشهر المقبل، مع إعلانهما الترشح في يوم انتهاء المهلة الرسمية، السبت 15 مايو (أيار) الحالي، الذي شهد تقدم أسماء معروفة بترشيحها في اللحظات الأخيرة.
ومع بدء اليوم الخامس والأخير من المهلة القانونية، بكر لاريجاني، الرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان) والخاسر في انتخابات الرئاسة لعام 2005، بالحضور إلى وزارة الداخلية لتسجيل ترشيحه.
وبعد ساعات، كان دور حجة الإسلام رئيسي الذي يشغل منذ عام 2019 منصب رئيس السلطة القضائية، وخسر في الدورة الانتخابية الرئاسية الأخيرة عام 2017، للحضور لتقديم الترشيح الذي أعلنه قبيل ذلك في بيان نشرته وسائل الإعلام.
تصفية الترشيحات
واتسعت دائرة المرشحين السبت 15 مايو، لتشمل النائب الأول لرئيس الجمهورية إسحاق جهانغيري، وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام القائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي، وسعيد جليلي، الأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي.
وفتحت مهلة الترشيح، صباح الثلاثاء، وأقفلت، عند السادسة مساء السبت (13:30 بتوقيت غرينيتش). وخلال هذه المهلة، قدم أكثر من 300 شخص ترشيحهم، وفق الأرقام الرسمية لوزارة الداخلية. لكن عدد المتنافسين سيكون أقل من ذلك بكثير، إذ إن الترشيحات النهائية ترتبط بمصادقة مجلس صيانة الدستور الذي يهيمن عليه المحافظون، ويعود له تحديد أهلية المرشحين.
وحتى قبل إعلان الأسماء الرسمية، بحلول 27 مايو (أيار) الحالي، يُرجح أن يهيمن اسما لاريجاني ورئيسي على المنافسة في الدورة الأولى للانتخابات لاختيار خلف للرئيس المعتدل حسن روحاني في 18 يونيو (حزيران) المقبل، علماً أنه لا يحق للأخير الترشح لولاية ثالثة متتالية.
وقال الصحافي الإيراني مسعود باستاني لوكالة الصحافة الفرنسية "في نهاية المطاف، المواجهة الأساسية ستكون بين رئيسي ولاريجاني". وأضاف "الأول يمثل التيار المحافظ المتشدد وبعض المحافظين التقليديين وتجار البازار، والثاني المحافظين التقليديين والمعتدلين وبالوكالة، الإصلاحيين".
استبعاد محتمل لأحمدي نجاد
في المقابل، تستبعد وسائل إعلام إيرانية مصادقة المجلس على أسماء عدة أخرى، أبرزها أحمدي نجاد الذي رُفض ترشيحه عام 2017، إضافة إلى غالبية المحسوبين على التيار الإصلاحي.
وحض خامنئي الإيرانيين على المشاركة بكثافة في الانتخابات، بينما يمكن لمنافسة بين مرشحين من وزن لاريجاني ورئيسي، أن ترفع نسبة الإقبال على العملية الانتخابية.
لقاح شامل ضد متحورات كورونا
صحياً، أفاد علماء يعملون على ابتكار لقاح شامل من شأنه أن يوفر الحماية ضد متحورات "كوفيد- 19"، إلى جانب حالات عدوى أخرى من فيروس كورونا، من بينها "سارس"Sars (متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد) و"ميرس" Mers (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية)، أن العقار المذكور قد أعطى فاعلية لدى القرود والفئران.
أظهر البحث أن اللقاح أنتج أجساماً مضادة لا تعمل الحماية التي توفرها ضد فيروس "سارس- كوف -2" فحسب، بل في مقدورها أيضاً تحييد النسخ المتحورة منه المثيرة للقلق، التي اكتُشفت للمرة الأولى في المملكة المتحدة، وجنوب أفريقيا، والبرازيل.
علاوة على ذلك، قال العلماء، إن الأجسام المضادة التي ولدها اللقاح كانت أيضاً قادرة جزئياً على تحييد فيروسي كورونا اللذين تسببا في تفشي الالتهاب الرئوي الحاد "سارس" ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس".
يستخدم اللقاح جسيماً نانوياً يضم نسخاً متعددة مما يُسمى "مجال ارتباط المستقبلات" (الجزء الذي يرتبط بمستقبِلات معينة على خلايا الجسم، ويُعرف اختصاراً بـ"آر بي دي" RBD) الموجود في بروتين "سبايك" على سطح "سارس- كوف- 2" والأشكال المتحورة المنتشرة منه، وفيروسات كورونا أخرى حيوانية المنشأ مرتبطة بالخفافيش.
توضيحاً، يُعد "نطاق ارتباط المستقبلات" جزءاً أساسياً من الفيروس، إذ يسمح له بأن يلتحم بخلايا الجسم لدى البشر والرئيسات primates، من ثم الولوج إليها.
ولكن باستهداف "نطاق ارتباط المستقبلات" الشائع لدى جميع الفيروسات، يكفل اللقاح (المرشح) عند استقباله من الجهاز المناعي الخاص بالمضيف، إنتاج أجسام مضادة ذات قدرة على التحييد المتقاطع. يُشار إلى أن عنصراً كيماوياً معززاً يُسمى مادة مساعدة يُستخدم أيضاً في دعم استجابة الجسم للقاح.
وفق بحث "معهد ديوك للقاحات البشرية"، حال اللقاح الذي يعتمد على جسيم نانوي دون الإصابة بـ"كوفيد- 19" بنسبة مئة في المئة لدى خمسة من قرود المكاك أُعطيت الجرعة التحصينية. كذلك أفضى اللقاح الجديد إلى ظهور مستويات تحييد أعلى كثيراً لدى تلك الحيوانات، وذلك مقارنةً بالتقنيات المعتمدة في تصنيع اللقاحات المعتمدة حالياً، أو العدوى الطبيعية لدى البشر.
إيران تدرب فصائل عراقية جديدة
وفي العراق، انتقت إيران مئات من المقاتلين الذين يحظون بثقتها من بين كوادر أغلب الفصائل القوية الحليفة لها في العراق، لتشكل جماعات نخبوية أصغر حجماً شديدة الولاء لها، متحولة بذلك عن اعتمادها على جماعات كبيرة كان لها في وقت من الأوقات نفوذ عليها.
وتم تدريب الجماعات السرية الجديدة العام الماضي على حرب الطائرات المسيرة والاستطلاع والدعاية الإلكترونية، وهي تأتمر بأمر ضباط في "فيلق القدس" ذراع الحرس الثوري الإيراني المسيطر على الفصائل المتحالفة مع إيران في الخارج.
وتكشف روايات مسؤولين أمنيين عراقيين وقادة فصائل ومصادر دبلوماسية وعسكرية غربية، أن هذه الجماعات مسؤولة عن سلسلة من الهجمات المعقدة على نحو متزايد التي استهدفت الولايات المتحدة وحلفاءها.
ويعكس هذا الأسلوب رد إيران على ما شهدته من انتكاسات وعلى رأسها مقتل القائد العسكري قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس"، الذي كان يسيطر سيطرة شديدة على الفصائل الشيعية العراقية حتى مقتله العام الماضي في هجوم صاروخي أميركي بطائرة مسيرة.
ولم يكن إسماعيل قاآني، الذي خلفه في قيادة "فيلق القدس"، ملماً بخبايا السياسة الداخلية في العراق، ولم يكن له قط النفوذ ذاته الذي تمتع به سليماني على الفصائل.
كذلك اضطرت الفصائل الكبرى الموالية لإيران في العراق إلى تحاشي الأضواء بعد رد فعل سلبي شعبي أثار تظاهرات واسعة، احتجاجاً على النفوذ الإيراني في أواخر 2019.
وقد منيت تلك الفصائل بانقسامات بعد مقتل سليماني، ورأت إيران أن السيطرة عليها تزداد صعوبة.
ميزات تكتيكية
غير أن التحول إلى الاعتماد على جماعات أصغر يحمل في طياته ميزات تكتيكية. فهي أقل عرضة للاختراق، وربما يتأكد أنها أكثر فاعلية في استخدام أحدث الأساليب التي طورتها إيران لاستهداف خصومها، مثل الطائرات المسيرة المسلحة.
وقال مسؤول أمني عراقي "الفصائل الجديدة مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالحرس الثوري الإيراني. فهي تتلقى أوامرها منه، لا من أي طرف عراقي".
وأكد هذه الرواية مسؤول أمني عراقي ثان، وثلاثة قادة في فصائل أكبر موالية لإيران، لها نشاط معروف ومسؤول في الحكومة العراقية، ودبلوماسي غربي ومصدر عسكري غربي.
وقال أحد قادة الفصائل الموالية لإيران "يبدو أن الإيرانيين شكلوا جماعات جديدة من الأفراد المنتقين بعناية كبيرة لتنفيذ هجمات، والحفاظ على السرية التامة. ونحن لا نعرف من هم".
الطائرات المسيرة
وقال المسؤولان الأمنيان العراقيان، إن 250 مقاتلاً على الأقل سافروا إلى لبنان على مدار عدة أشهر في 2020، حيث تولى مستشارون من الحرس الثوري الإيراني وجماعة "حزب الله" اللبنانية تدريبهم على استخدام الطائرات المسيرة وإطلاق الصواريخ وزرع القنابل والترويج لأنباء الهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال أحد المسؤولين الأمنيين "الفصائل الجديدة تعمل سراً ويأتمر قادتها غير المعروفين مباشرة بأوامر ضباط الحرس الثوري الإيراني".
ولم يردّ مسؤولون إيرانيون وممثلون للحكومة العراقية والفصائل الموالية لإيران والجيش الأميركي على طلبات للتعليق. وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إنها لا تستطيع التعليق.
العلاقات المغربية - الإسبانية
يبدو أن مسلسل الانتكاسات التي تعيشها العلاقات المغربية - الإسبانية لا يزال مستمراً... فبعد الأزمة التي تسبب فيها استقبال إسبانيا زعيم جبهة "البوليساريو" "لأسباب إنسانية" بهدف العلاج من الإصابة بفيروس كورونا، شهدت مدينة سبتة الخاضعة للسيادة الإسبانية هجرة جماعية لآلاف المغاربة في يوم واحد، وذلك في غياب تام لقوات الأمن، ما أثار غضب سلطات مدريد.
تحركات دبلوماسية وميدانية
واستدعت الخارجية الإسبانية سفيرة المغرب في مدريد، كريمة بني عيش، للتشاور بخصوص حدث تدفق آلاف المهاجرين إلى مدينة سبتة، فيما ردت السلطات المغربية باستدعاء سفيرتها للتشاور. وكانت بني عيش قد صرحت بأنه "في العلاقات بين الدول هناك أفعال لها عواقب ويجب افتراضها"، إشارة منها إلى استقبال السلطات الإسبانية لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، معتبرة أن هناك مواقف لا يمكن قبولها، وأن العلاقات بين دول الجوار يجب أن تقوم على الثقة المتبادلة التي يجب العمل عليها ورعايتها.
في حين رحلت سلطات مدينة سبتة ما يناهز 1500 مهاجر ممن دخلوا المدينة، الإثنين 17 مايو نحو الأراضي المغربية، بحسب الداخلية الإسبانية التي أكد وزيرها فرناندو غراندي مارلاسكا، أن بلاده ستعيد كل الذين دخلوا إلى سبتة بطريقة غير قانونية، معلناً إرسال 200 جندي و150 من ضباط الشرطة الوطنية و50 من الحرس المدني إلى المدينة، قصد استكمال مجموع 1100 موظف سيعملون هناك بشكل منتظم.
المعاملة بالمثل
وقام عدد هائل من المغاربة من رجال ونساء وأطفال، الإثنين، بأكبر عملية هجرة جماعية في تاريخ الهجرة السرية من المغرب إلى الأراضي الإسبانية، لدرجة اعتبر فيها الشارع المغربي أن الرباط سمحت بهجرة الأهالي لمدينة سبتة لأسباب إنسانية، وذلك رداً على استقبال إسبانيا زعيم جهة "البوليساريو"، المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق صحراويين وإسبان، بـ"دواع إنسانية". وعلى الرغم من نفي السلطات المغربية هذا الأمر، فإن تلك الفكرة أخذت مداها في الداخل المغربي، وهو ما يتماشى مع التوجه الجديد الذي شرعت فيه السلطات منذ إعلان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء. وعمل المغرب منذ ذلك على اعتماد البراغماتية والمعاملة بالند في سياسته الخارجية، خصوصاً تجاه الدول الأوربية، نظراً لعدم حسم موقفها من قضية الصحراء، بحسب تصوره.
"غزو" مدينة سبتة
شبه البعض ما عرفته مدينة سبتة بـ"المسيرة الخضراء" التي تمكن المغرب من خلالها من تحرير منطقة الصحراء، واعتبر الصحافي والكاتب الإسباني فرناندو أونيغا، بحسب إحدى الصحف المغربية، "أن زحف نحو خمسة آلاف شخص سباحة وبشكل غير قانوني صوب جيب سبتة، يشبه الغزو السلمي، ولا ينقص هؤلاء المهاجرون المغاربة إلا الأعلام وروح الغزو فقط لتذكر المسيرة الخضراء الملهمة التي وقعت عام 1975"، معتبراً أن أزمة الهجرة ووصول أعداد كبيرة من المهاجرين إلى سبتة، يمكن اعتباره تحذيراً من المغرب بشأن تأثيره لزعزعة استقرار سبتة متى شاء.
من جانبه، علق المتخصص في المجال الدبلوماسي، سمير بنيس، على هذه المسألة قائلاً، "لم ترقني بأي شكل من الأشكال الطريقة التي تعاملت من خلالها السلطات المغربية مع مسألة غض النظر عن دخول المغاربة وأفارقة جنوب الصحراء إلى مدينة سبتة"، معتبراً أنه "كان بالإمكان توجيه رسالة أقوى لإسبانيا من دون إعطاء تلك الصورة السلبية عن المغرب ودون السماح للقاصرين لدخول مدينة سبتة المحتلة، أظن أن الطريقة لم تكن هي الأنسب وكان بالإمكان تفادي تلك الصورة".
وخلص الناشط السياسي خالد أشيبان إلى أنه بعيداً عن الخلافات بين المغرب وإسبانيا، فإن القابلية التي يبديها الشباب المغربي، ومنهم مراهقون، لترك البلد كلما سنحت الفرصة، يؤكد وجود خلل في السياسات العمومية الموجهة للشباب (التعليم، التشغيل، الترفيه...)، مؤكداً أن "ذلك ليس بالأمر الجديد، لأن كل التقارير الصادرة عن المؤسسات الرسمية تؤكد ذلك منذ سنوات. ويكفي هنا أن نذكر بأن أكثر من 300 ألف تلميذ تركوا المدارس سنة 2020، بحسب الأرقام الرسمية، وبأن معدلات البطالة وسط الشباب بلغت مستويات قياسية، وخصوصاً في المجال الحضري".
وبخصوص أسباب وتفاصيل استقبال إسبانيا لإبراهيم غالي، أفادت صحيفة "إل باييس" الإسبانية بأن مدريد قبلت ذلك لأسباب "إنسانية بحتة، وبالنظر لطبيعة العلاقات الاستراتيجية مع الجزائر، التي تُعد المورد الأساسي للغاز نحو إسبانيا، على الرغم من معارضة وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا"، مؤكدة أنه "تم نقل غالي إلى إسبانيا عبر طائرة طبية تابعة للرئاسة الجزائرية، حطت في قاعدة سرقسطة الجوية في 18 أبريل (نيسان) الماضي، ثم نقل بسيارة إسعاف مع حراسة من الشرطة إلى مستشفى سان بيدرو دي لوغرونيو".
وأشارت الصحيفة إلى أن دخول زعيم البوليساريو إلى إسبانيا تم بهويته وجواز سفره الدبلوماسي، إلا أنه سُجل في المستشفى تحت اسم مستعار لمواطن جزائري لأسباب أمنية.
البنتاغون يدير جيشاً سرياً حول العالم
هذا وأفادت معلومات بأن جيشاً سرياً قوامه نحو 60 ألف جندي، يقوم بتنفيذ عملياتٍ داخلية وخارجية لمصلحة وزارة الدفاع الأميركية، في برنامج يهدف إلى تقليص التهديدات الموجهة إلى أمن الولايات المتحدة.
هذه القوة التي يُقال إنها أكبر بعشر مرات من حجم الوحدة السرية لـ"وكالة الاستخبارات المركزية" CIA، تتألف من عملاء يقومون بأنشطتهم في الخفاء، وبعضهم يعمل في كبرى الشركات في مختلف أنحاء العالم، بحسب ما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأميركية.
ويشارك العملاء المنخرطون في هذا البرنامج الذي عمل البنتاغون على تطويره تحت اسم "سيغنيتشر ريداكشين"Signature Reduction على مدى الأعوام العشرة الأخيرة، في مهماتٍ سرية عبر الإنترنت كما في الحياة الواقعية، وغالباً ما يكونون جنوداً ومدنيين ومقاولين يخفون أسماءهم الحقيقية باستخدام هويات مزيفة.
وأوضحت مجلة "نيوزويك" أن هذا الجيش السري الذي تصل الموازنة المخصصة له إلى نحو 900 مليون دولار، يؤدي مهامه من دون علم الكونغرس الأميركي أو موافقته. وأكد ذلك عنصر في الاستخبارات لم يذكر اسمه، بقوله إن الجيش المذكور يعمل في إطار Signature Reduction، على الرغم من أن هذا المصطلح غير معترف به رسمياً من وزارة الدفاع الأميركية. ومع ذلك، فإنه يُستخدم لتحديد "الإجراءات التي تُتخذ لحماية العمليات".
وكشف تحقيق مجلة "نيوزويك" أيضاً كيف قامت شركة مقرها في ولاية "نورث كارولينا" بتدريب العملاء على تغيير أعمارهم ومظهرهم الخارجي، من خلال استخدام أساليب التنكر، وتزويدهم بأكمام من السيليكون تسمح لهم بتغيير بصماتهم.
ووفقاً للمجلة، يعمل ما يصل إلى 30 ألف عنصر من القوات المندرجة ضمن برنامج Signature Reduction، في جميع أنحاء العالم، بدءاً من باكستان في الشرق الأوسط وصولاً إلى غرب أفريقيا في الجنوب.
مصر تودع سمير غانم
أما الساحة الفنية، فقد سادها الحزن على رحيل "فطوطة" أو "سمورة"، الشهير ببهجة مصر، النجم الكوميدي الكبير سمير غانم، عن عمر ناهز 84 سنة، بعد صراع طويل مع فيروس كورونا وخلل وظائف الكلى.
وودعته مصر وجمهوره في كل الوطن العربي، الجمعة، إلى مثواه الأخير في جنازة حضرها عدد كبير من نجوم الفن والإعلام.
غياب دلال عبد العزيز
وغابت عن العزاء وصلاة الجنازة الفنانة دلال عبد العزيز، زوجة الفنان الراحل، بسبب إصابتها بفيروس كورونا وحجزها في مستشفى العزل، وقد تردد أنها حتى الآن لا تعرف عن وفاة زوجها، تحسباً من الأطباء لاحتمال تدهور صحتها، التي لا تسمح بخروجها من المستشفى أو تلقي أي صدمات نفسية.
وانتشرت أقاويل عن تدهور حالتها، لكن الفنانة نهال عنبر، مسؤولة الملف الطبي في نقابة الممثلين، نفت ما يشاع، مؤكدة أن حالتها مستقرة نسبياً، وليست على أجهزة التنفس الصناعي، مشيرة إلى أنها معزولة وتتحسن بشكل نسبي وتدريجي، لكن لن يسمح لها بالعودة إلى حياتها إلا بعد تعافيها التام من فيروس ومضاعفاته.
وتصدر الفنان الكبير مواقع التواصل الاجتماعي، ونعاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على حسابه الرسمي بـ"تويتر"، قائلاً "أنعى بمزيد من الحزن والأسى الفنان سمير غانم، الذي رحل عن عالمنا، أمس، تاركاً خلفه ميراثاً عظيماً من الأعمال التي رسمت البسمة على وجوه المصريين والأمة العربية".