ما زالت مدينة غوما، الواقعة عند سفح بركان نيراغونغو الذي انفجر، السبت الماضي، في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، تتعرض الاثنين 24 مايو (أيار) الحالي، لهزات أرضية أثارت هلع السكان، فيما أدى تصاعد الأبخرة السامة من الحمم إلى مصرع خمسة أشخاص.
وقال أحد سكان المدينة لوكالة الصحافة الفرنسية، "إنها تتزايد وقد تحدث في أي وقت. هذا مقلق للغاية". وأضاف، "مرت علينا ليلة بدت طويلة. كنا نرتعد من الخوف".
وقالت ديبورا، وهي تعمل في منظمة دولية، عبر الهاتف "لقد حدثت للتو هزة عنيفة، حتى أنني أخشى البقاء في المكتب. لا أدري إن كان عليّ البقاء أو العودة إلى المنزل، لقد أدى ذلك إلى قطع التيار الكهربائي". تواصلت هذه الهزات التي كانت بالفعل كثيرة جداً الأحد طوال الليل، وصباح الاثنين، بمعدل ثابت وكانت أحياناً شديدة للغاية.
وعاد قسم من سكان مدينة غوما بعد فرارهم بأعداد كبيرة عقب ثوران بركان نيراغونغو مساء السبت، لكنهم بدوا قلقين جداً من هذه الهزات، حتى أنهم اضطروا أحياناً للخروج إلى العراء مع كل هزة. ولم تفتح المدارس أبوابها ودُعي الطلاب للبقاء في منازلهم بناء على أوامر من سلطات المقاطعة خوفاً من الزلازل.
وثار البركان، الذي تطل منحدراته المهيبة على غوما وبحيرة كيفو السبت، في حوالى السادسة والنصف مساء (16.30 ت غ) على نحو مفاجئ مسبباً حالة من الهلع دفعت السكان إلى الفرار.
وتدفقت الحمم من جانبين ووصلت إحداها إلى أطراف غوما، لكنها توقفت صباح الأحد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وطُمر عديد من المنازل بسبب هذه الحمم البركانية الممتدة لمئات الأمتار التي قطعت أيضاً على امتداد مئات الأمتار الطريق الرابط بين غوما وبوتيمبو المدينة الرئيسة في شمال كيفو، التي تعد مركزاً مهماً للتجارة الإقليمية.
حدث آخر ثوران كبير لبركان نيراغونغو في 17 يناير (كانون الثاني) 2002. وقد تسبب حينذاك بمقتل أكثر من 100 شخص وفي سيناريو مشابه تدفقت الحمم بعد ذلك ببطء نحو المدينة التي قسمتها لتكمل مسارها إلى بحيرة كيفو.
الاثنين، كانت الحمم الصخرية السوداء لا تزال ساخنة والدخان يتصاعد من بعض الأماكن. وتوجه العشرات من الفضوليين إلى المكان، على الرغم من مخاطر الأبخرة السامة، ما أدى إلى مصرع ما لا يقل عن خمسة أشخاص.
وقال مامبو كاوايا رئيس المجتمع المدني في نيراغونغو "عثرنا للتو على خمس جثث" في منطقة كيباتي. وأشار إلى وجود شخص آخر "في حالة حرجة ويعاني صعوبة في التنفس ونقل إلى المستشفى".
هؤلاء الأشخاص، ومعظمهم من الشباب "اختنقوا بأبخرة الحمم" التي كانت تبرد وحاولوا عبورها على بعد نحو 13 كلم شمال غوما.
وبلغت حصيلة القتلى، علاوة على الذين توفوا نتيجة الاختناق، 15 شخصاً كانوا يحاولون الفرار، تسعة في حادث سير وأربعة سجناء قُتلوا وهم يحاولون الفرار، فيما عُثر على جثتين متفحمتين، بحسب السلطات.
وحدث ثوران البركان من دون سابق إنذار ما اضطر السلطات إلى إصدار الأوامر باخلاء المدينة. وهرب عشرات آلاف الأشخاص باتجاه المعبر الحدودي مع رواند جنوب غوما، أو باتجاه الجنوب الغربي نحو منطقة ماسيسي.
ومع عودة قسم كبير من السكان، الأحد، عادت المدينة صباح الاثنين إلى نشاطها المعتاد. أعادت المتاجر ومحطات الوقود فتح أبوابها واستؤنفت حركة المرور بشكل طبيعي.
ووصل وفد حكومي مكون من سبعة وزراء من كينشاسا صباح الاثنين إلى مطار غوما.
قال وزير الصحة جان جاك مبونغاني عند وصوله، "إن هذه البعثة ستتفقد الوضع، وتقدم الدعم من أجل مساعدة السكان النازحين والمتضررين".
وأمضى مئات المتضررين الذين دمرت الحمم البركانية منازلهم الليل في الشارع.
وقال المتحدث باسم الحكومة باتريك مويايا، الأحد، "إن توقف حركة المرور على طريق غوما - بوتيمبو سيؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمواد الأولية في غوما".