أثار إعلان أسماء المرشحين المؤهلين للانتخابات الرئاسية الإيرانية ضجة بين النشطاء السياسيين داخل البلاد، الذين لم يتوقعوا خلال الأيام الماضية ولو بنظرة بسيطة استبعاد محمود أحمدي نجاد ومصطفى تاج زادة، مثلما حدث مع علي لاريجاني وإسحاق جهانجيري، بعد وضعهم على قائمة المرشحين المستبعدين من قِبل مجلس صيانة الدستور.
وأعلن تأييد أهلية سبعة مرشحين من قِبل مجلس صيانة الدستور، وهم إبراهيم رئيسي، ومحسن رضائي، ومحسن مهر علي زادة، وسعيد جليلي، وعلي رضا زاكاني، وعبد الناصر همتي، وأمير حسين قاضي زادة هاشمي.
ومن حيث تركيبة المرشحين المؤهلين يمكن اعتبار هذا الإعلان جولة جديدة من تضييق دائرة النشطاء السياسيين، ووضعها على قمة النظام الإيراني. لكن، بالنظر إلى سجلات الشخصيات السبع يمكن إلقاء الضوء على الوضع الانتخابي، ولماذا يؤمن النشطاء السياسيون بالمشهد الانتخابي، الذي زاد بالفعل من فرص أحد هؤلاء المرشحين في تولي منصب الرئاسة؟
إبراهيم رئيسي... حلم السلطة التنفيذية
ولد إبراهيم رئيسي الساداتي في ديسمبر (كانون الأول)، ومعروف برئيسي، وهو عضو "لجنة الإعدامات" المكونة من ثلاثة أشخاص عام 1988، ونائب رئيس مجلس خبراء القيادة، رئيس السلطة القضائية الذي ترشح في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام الرئيس الحالي حسن روحاني ولم ينجح، على الرغم من دعم التيارات السياسية المقربة من علي خامنئي.
ورئيسي الذي عين على هرم السلطة القضائية بتكليف من علي خامنئي عام 2019، بدأ بشعار مكافحة الفساد، الذي اعتبره منتقدوه عرضاً سياسياً ودعاية، لخوض الانتخابات الرئاسية الثالثة عشرة 2021.
وخلال السنوات الماضية جرت الإشارة إليه بأنه الشخص الذي يتمتع بفرصة خلافة علي خامنئي في حالة وفاته، كزعيم جديد للجمهورية الإيرانية. وفُرضت عقوبات على إبراهيم رئيسي من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لانتهاكات حقوق الإنسان، وإحدى تلك الاتهامات دوره في اتهامات عام 1988.
الرئيس الحالي للسلطة القضائية ولد في مشهد، وحتى اليوم ليس لديه أي مسؤولية تنفيذية في إيران، بدأ حياته المهنية مدعياً عاماً في مدينة كرج في سن العشرين. ثم مدعياً عاماً في همدان وطهران، ورئيس هيئة التفتيش العام، والنائب العام، والنائب الأول للسلطة القضائية، والمدعي العام الخاص لرجال الديت، وعضو مجلس خبراء القيادة، وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، وعضو اللجنة المركزية لجمعية رجال الدين المجاهدين ورئاسة إمامزادة صالح (مزار ديني شيعي في تجريش بطهران)، والعتبة الرضوية المقدسة. وهو أيضاً صهر أحمد علم الهدى، إمام الجمعة الحالي في مشهد.
محسن رضائي... المرشح الأكثر خبرة
يمكن اعتبار محسن رضائي المرشح الأكثر خبرة في الانتخابات الرئاسية في إيران. في الأيام الماضية، تصدرت قضية استبعاده بسبب تقدمه في السن، لكن نشر له مقطع فيديو يلعب كرة القدم وتصدر صفحات وحسابات معجبيه.
ولم ينجح رضائي في فترات ترشيحه السابقة، على الأقل لديه تصويت شعبي وفرصة للنجاح في هذا السباق السياسي. كانت فترة ترشحه عام 2009 الأكثر إثارة للجدل، عندما أدت إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد إلى احتجاجات شعبية واسعة النطاق في إيران.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورضائي من مواليد مدينة مسجد سليمان في محافظة خوزستان، والعضو السابق في حركة (منصورون) المسلحة قبل الثورة، شغل أهم المناصب الأمنية والعسكرية في إيران ما بعد الثورة لما يقرب من ثلاثة عقود، وفي بداية الثورة لعب دوراً مهماً في المواجهات المسلحة ضد التيارات المسلحة المعارضة للحكومة الإيرانية، مثل تنظيم لجان الثورة الإسلامية والحرس الثوري في مناطق وسط إيران، خصوصاً طهران وأصفهان وخوزستان وكرمان.
وحصل رضائي على الدكتوراه في الاقتصاد عام 2000، وهو واحد من 12 شخصاً صاغوا دستور الحرس الثوري عام 1978، في وقت من الأوقات كان يعد من المقربين سياسياً من علي أكبر هاشمي رفسنجاني. لقد كان مؤيداً للاتفاق النووي مع الغرب في البداية، لكنه انتقده منذ إعادة فرض العقوبات الأميركية في السنوات الأخيرة.
محسن زادة... إصلاحي بلا تأثير
ولد محسن زادة في مراغه (شمال غربي إيران)، وهو سياسي إصلاحي سجله التنفيذي ليس مؤثراً. خلال فترة حكم محمد خاتمي الأولى تولى منصب محافظ خراسان، ونائب رئيس الجمهورية ورئيس منظمة التربية البدنية خلال الفترة الثانية من حكمه.
وخلال فترة رئاسة حسن روحاني تولى منصب محافظ أصفهان، ومع تطبيق قانون منع تشغيل المتقاعدين استقال من هذا المنصب، ورئاسة الاتحاد العالمي لرياضة "القوة" أو بالفارسية "زورخانه"، وعضو مجلس إدارة المنطقة الحرة في كيش إحدى مسؤولياته الأخرى في السنوات الأخيرة.
سعيد جليلي... المقرب من خامنئي
سعيد جليلي الدبلوماسي الإيراني المعروف، هو الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي لجمهورية إيران، وخلال فترة توليه المنصب أدت نتيجة المفاوضات حول برنامج إيران النووي إلى وضع البلاد تحت المادة 7 من عقوبات الأمم المتحدة.
هذا السياسي الأصولي المقرب من علي خامنئي وعضو المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية أحد المنتقدين بشدة للاتفاق النووي الإيراني مع الغرب خلال الثماني سنوات الماضية، وكان في السابق عضواً في مجمع تشخيص مصلحة النظام، ومسؤول إدارة التحقيقات في مكتب خامنئي، ويترأس مفتشية وزارة الخارجية.
ولد جليلي عام 1965، وجرح في الحرب الإيرانية العراقية وجرى بتر قدمه، وهو دكتور في العلوم السياسية، ويقال إنه أحد المقربين من إبراهيم رئيسي، وفي حال فوز الأخير بالانتخابات الرئاسية سيلعب دوراً مهماً في السياسة الخارجية الإيرانية.
علي رضا زاكاني... أصولي متشدد
ولد زاكاني في العاصمة طهران، وهو برلماني إيراني 4 دورات، كما مثل أبناء قم في هذا البرلمان لدورة واحدة، وحالياً رئيس مركز أبحاث البرلمان ورئيس اللجنة الخاصة لدراسة عواقب الاتفاق النووي.
من الوجوه الأصولية المتشددة وعمل خلال السنوات الماضية على انتقاد حكومة حسن روحاني، كما انتقد شعار "يعيش الربيع" (شعار أطلقه نجاد خلال احتفالات الثورة)، وكان من المقربين لنجاد ورحيم مشائي وسعيد مرتضوي.
وأسس زاكاني جمعية "رهبويان" للثورة الإسلامية (تشكيل سياسي للأصوليين)، والمطبوعة الشهرية "بنجرة" (النافذة)، وهو ضمن الـ11 عضواً في جبهة المحافظين المتحدة في إيران.
عبد الناصر همتي... رجل السياسة والاقتصاد
يرأس همتي حالياً البنك المركزي، وولد في مدينة كبودرأهنغ في محافظة همدان عام 1957. وبدأ عمله بعد الثورة وحتى نهاية الحرب في الإذاعة والتلفزيون وما زال، وحاصل على الدكتوراه في الاقتصاد.
من بين الوجوه السياسية والاقتصادية المعدودين الذين تولوا مناصب خلال 8 حكومات مختلفة. وأهم المناصب التي شغلها رئاسة التأمين المركزي لإيران لمدة 12 عاماً. ومدير بنك "سينا" وبنك "ملي"، وشغل لدورتين رئاسة البنك المركزي الإيراني.
ويعد همتي من المسؤولين المقربين لهاشمي رفسنجاني، وبسبب أزمة إصدارات العملة جرى تعيينه في البنك المركزي للمرة الثانية خلال حكومة حسن روحاني.
قاضي زادة هاشمي.. خلفية برلمانية
يدخل هاشمي في دائرة السياسيين الخراسانيين، وهو النائب الحالي لرئيس مجلس الشورى الإسلامي، وله تمثيل نيابي لثلاث فترات في دائرة مشهد، وهو أحد الأعضاء البارزين في جبهة الصحوة والأصوليين المتطرفين وأحد منتقدي الاتفاق النووي.
ولد في أبريل 1971 ويعمل طبيباً. وقبل أن يصبح عضواً في البرلمان، كان رئيساً لجامعة سمنان للعلوم الطبية، وابن عم وزير الصحة في حكومة حسن روحاني.
وشقيقه إحسان، هو أيضاً عضو في البرلمان عن دائرة فريمان وسرخس. كما أنه أحد الشخصيات الأصولية التي قيل منذ البداية إنها دخلت هذه المنافسة السياسية كغطاء لإبراهيم رئيسي.