حصلت المملكة المتحدة على "كنز" ستيفن هوكينغ، فقد أهدت عائلته أرشيفه ومقتنياته إلى المتحف العلمي جامعة كامبريدج، ضمن تسوية ضرائبية.
وقالت الحكومة البريطانية، الأربعاء 26 مايو (أيار)، إنها تعتزم الحفاظ على أعمال العالم المرموق وأوراقه، من أبحاثه المبتكرة عن الفيزياء النظرية وحتى نصوص حلقات لمسلسل "ذا سيمبسونز"، ومقتنياته مثل الكراسي المتحركة التي صنعت له خصيصاً.
ويحتوي الكنز الضخم على أطروحة الدكتوراه الأصلية لهوكينغ، بعنوان خصائص الكون المتوسع، وعلى نحو 10 آلاف صفحة من صور وأوراق بحثية ومراسلات منها خطابات من الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري، وصورته المفضلة للفنان فريد كومينغ، وأشياء شخصية ومحتويات مكتبه الجامعي.
إلى المتحف
وتقضي التسوية، وفق "الغارديان"، بذهاب محتويات مكتب هوكينغ إلى المتحف العلمي، مقابل فاتورة ضرائب تُقدر بـ1.4 مليون جنيه إسترليني.
وتتضمن محتويات مكتبه، الذي شغله في قسم الرياضيات التطبيقية والفيزياء النظرية في جامعة كامبريدج من 2002 حتى وقت قصير قبل وفاته في 2018، كتبه المرجعية الشخصية وآلة صنع القهوة والميداليات وتذكارات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المتحف، إن المكتب انضم إلى مجموعة صغيرة من المساحات المحفوظة ذات الأهمية العلمية، وهي قائمة تشمل أيضاً ورشة العلية الخاصة بجيمس وات.
واستخدم هوكينغ كرسياً متحركاً من الستينيات ومُركِّباً صوتياً من عام 1986. ومجموع الكراسي التي استخدمها ستة، باتت كلها لدى المتحف، إضافة إلى معدات الاتصالات المبتكرة الخاصة به. ما يسمح للمتحف بدراسة تطور التقنيات التي استخدمها من أجهزة النقر التي تعمل بالأصابع إلى تحريك خده لتشغيل مستشعر الأشعة تحت الحمراء على نظارته.
ويخطط المتحف لعرض الأشياء الجديدة في العام المقبل وترميم المكتب. وقال مدير المتحف إيان بلاتشفورد، إن الاستحواذ كان حلم المتحف. إنه شعور رائع، هناك كثير مما يمكننا فعله بهذه المجموعة".
إلى المكتبة
ويذهب أرشيفه إلى مكتبة جامعة كامبريدج، مقابل فاتورة ضرأئب تُقدر بـ2.8 مليون جنيه إسترليني.
وبهذا، تنضم أوراق هوكينغ إلى أوراق مثله الأعلى إسحاق نيوتن وتشارلز داروين في مكتبة كامبريدج، التي أعلنت أنها باتت "تجمع ثلاثة من أهم المحفوظات العلمية في التاريخ تحت سقف واحد". وسيتوفر ذلك مجاناً "لعلماء الغد".
ويتضمن الأرشيف مراسلات مهمة منها رسالة لطيفة كتبها عندما كان في السادسة من عمره ومليئة بالأخطاء الإملائية، ونصها: "عزيزي أبي، هذه قصة. ذات مرة كان بعض القراصنة يقومون بتحميل الكنز على متن سفينة. ستيفن زوكسوكسو".
كان طفلاً
وبرز هوكينغ واحداً من أشهر العلماء وأكثرهم ذكاء في العالم، منذ 1988، بعد ما أصدر كتابه "تاريخ موجز للزمن"، وهو من أعقد الكتب التي حظيت باهتمام جماهيري.
لكنه نال أيضاً شعبية ضخمة عندما ظهر بشخصه في المسلسل التلفزيوني "ستار تريك: نكست جنريشن"، كما ظهرت شخصية كارتونية مستوحاة من شخصيته في مسلسل "ذا سيمبسونز".
وفي عمر 21 عاماً، بدأ يعاني من مرض عصبي حركي. وقدر الأطباء أن يعيش لعامين فقط، لكنه نجا 55 عاماً أخرى حتى وفاته في 2018.
وتروي ابنته لوسي أنها عملت مع تلاميذ المدارس الابتدائية "والأمر الوحيد الذي أشرحه دائماً هو أنه عندما كان طفلاً لم يكن معجزة، بل كان صبياً صغيراً وخط يده سيئ وحصل على تقارير مدرسية مريعة، وقال أحد أساتذته "هذا الصبي لن يصل إلى أي شيء".
وقال تيم نجل هوكينج "كان من المهم له جداً جداً خلال حياته أن يكون العلم متاحاً لأوسع نطاق ممكن من الناس، وأن يكون به نوع من الديمقراطية وألا يقتصر على نخبة قليلة".
وأضاف "لذلك أعتقد أن هذا العمل سيساعد الجيل القادم ويحدوني الأمل في أن يلهمه".
وتتضمن النصوص التلفزيونية قصة ظهوره في "ذا سيمبسونز"، وسطور منها عبارة "نظريتك عن الكون على شكل تدوينات تثير فضول هوميروس. قد أضطر إلى سرقتها". ما جعل ابنته لوسي تعلق "الآن علينا معرفة من كتبها، ربما كان أبي".