مرّة جديدة، تتصدّر التعليقات حول "حرية الرأي والتعبير" المشهد على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، إذ تفاعل اللبنانيون بشكل كبير مع خبر توقيف المواطن داوود مخيبر الأربعاء 8 مايو (أيار) الحالي، وذلك على خلفية انتشار فيديو له الثلثاء يتوجّه فيه برسالة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره وزير الخارجية جبران باسيل، تخللتها عبارات نابية في معرض اعتراضه على إمداد خطوط الكهرباء الكبيرة المعروفة في لبنان بـ "خطوط التوتر العالي" قرب مبانٍ سكنية في منطقة المنصورية، في قضاء المتن، شمال العاصمة بيروت.
وفي التفاصيل، استيقظ أهالي المنصورية الثلثاء على مباشرة عمّال وزارة الطاقة والمياه أشغال مدّ شبكة التوتّر العالي فوق الأرض، الأمر الذي يرفضه سكّان المنطقة لما يسبّبه من أضرار صحية على حياتهم، وفق تعبيرهم. ولدى محاولة السكان وقف إمداد الخطوط الكهربائية، اشتبكوا مع القوى الأمنية المؤازرة للعمال، التي استخدمت العنف في مواجهتهم. وتعرّض النائب عن كتلة حزب الكتائب اللبنانية الياس حنكش للطمات عناصر الأمن، أثناء محاولته فضّ الاشتباك.
— Romy (@romyjournalist) May 7, 2019
صرخة فاعتقال
وكان المواطن اللبناني داوود مخيبر، وجّه صرخة غضب، خلال مشاركته في تجمّع احتجاجي لسكان المنطقة عقب الاشتباك مع قوى الأمن، إلى الرئيس عون وباسيل طالباً منهما وضع عواميد التوتر العالي قرب أماكن سكن عائلتيهما. وتخلل كلامه تعابير انفعالية ونابية، معبّراً عن أسفه للمساهمة في إيصال الطقم الحاكم إلى السلطة.
— Bacho (@becharakhalil) May 7, 2019
وتفاجأ اللبنانيون الخميس بخبر توقيف مخيبر من قبل الأجهزة الأمنية بتهمة شتم وإهانة رئيس الجمهورية، وذلك على الرغم من اعتذاره المسبق عمّا صدر عنه، إذ قال "أؤكّد أولا تمسّكي بموقفي بالنسبة إلى خط التوتر العالي في المنصورية، واعتذر مخلصاً من كل مَن أسأت إليه بكلام صادر مني عن فورة غضب بعد تعرّضنا للضرب والعنف من القوى الأمنية".
"دولة كمّ الأفواه"
ومع انتشار صور وفيديو للحظة اعتقال مخيبر قبل أن يُعاد إطلاق صراحه في اليوم نفسه، توالت التعليقات المندّدة بتوقيفه من قبل مواطنين وصحافيين وسياسيين، بينما رأى آخرون أن كلامه يخرج عن حرية التعبير ويمسّ بموقع الرئاسة.
ومن بين المغرّدين، النائب السابق سامر سعادة الذي كتب "داوود مخيبر إلى سجن الحرية، في دولة كمّ الأفواه. كم أنتم أقوياء ليرعبكم انتقاد الأحرار والموجوعين".
وقالت سيدة، معربةً عن تضامنها مع مخيبر "كانوا سابقاً يسجنون الناس لأنهم يسرقون، أما الآن فيسجنونهم لأنهم يقولون الحقيقة".
— Fares Souaid (@FaresSouaid) May 8, 2019
— Dani (@Daniaboubakr) May 8, 2019
— Rami Najem (@rami_najem1) May 8, 2019
اتخذت القضية منحى طائفياً
وفي تطوّرات قضية مدّ خطوط "التوتر العالي" في المنصورية، علّقت وزيرة الطاقة والمياه ندى بستاني بالقول إن "خطوط التوتّر العالي ممدودة على مدى 360 كيلومتراً فوق جميع المناطق وليس فقط في المنصورية"، مؤكّدة أنها لا تشكّل "خطراً على حياة الناس في المنصورية"، وأنها موجودة في أوروبا وأماكن عديدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتجدّدت الاشتباكات بين المواطنين والقوى الأمنية الأربعاء أثناء محاولة المحتجين الوصول إلى عمّال وزارة الطاقة لإيقافهم، وتعرّض بعض الأشخاص لإصابات نتيجة المواجهات. وأكّد المحتجون، الذين لجأوا إلى قطع طريق حيوي في المنطقة، أنهم سيواصلون التصعيد حتى تحقيق مطالبهم.
يشار إلى أنّ القضية اتخذت منحى طائفياً، إذ إن غالبية سكان المنطقة من الطائفة المسيحية، ورُفع صليب خشبي أثناء الاحتجاجات وعبّر بعضهم عن غضبه نتيجة استخدام القوى الأمنية العنف ضدّ المدنيين، في وقت "تتردد في استخدامها بوجه مَن يحملون السلاح ويتمتعون بحصانات سياسية".
كذلك استنكر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ما تعرّض له المواطنون من عنف، واستقبل مساء الأربعاء وزيرة الطاقة ووزير الدفاع الياس بو صعب لمناقشة القضية.