أطلقت السلطات الليبية سراح 90 مصرياً كانوا محتجزين في مقر جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في العاصمة طرابلس، بعد تنسيق بين السفارة المصرية في ليبيا والجهات المعنية في الحكومة الليبية.
وأوضح السفير محمد ثروت سليم، رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في طرابلس، أن المواطنين المصريين كانوا محتجزين منذ الجمعة الماضية، وأن السفارة التي استأنفت عملها في مايو (أيار) الماضي، نجحت في إنهاء احتجازهم بالتنسيق مع السلطات الليبية، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية.
وقدّم السفير المصري في طرابلس الشكر لوزارة الداخلية الليبية وجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية على الجهد الذي وصفه بأنه يعكس العلاقات الوثيقة بين الشعبين الشقيقين المصري والليبي، مشيراً إلى أن معظم المفرج عنهم ينتمون إلى قرية القايات في مركز العدوة بمحافظة المنيا في صعيد مصر.
عصابة للاتجار بالبشر
كانت قوة ليبية مشتركة من القوات المسلحة والشرطة نجحت في تحرير 13 مواطناً مصرياً، في مطلع يونيو (حزيران) الجاري، بعد ستة أشهر من احتجازهم على يد تشكيل عصابي، في منطقة الشويرف جنوب غربي ليبيا، بهدف الحصول على فدية مالية.
وأوضحت وزارة الداخلية الليبية أن المصريين كانوا من بين 40 محتجزاً، بعضهم يحمل الجنسية السودانية، وأنه جرى إلقاء القبض على ثلاثة من الخاطفين. وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة الليبية اللواء خالد المحجوب، في تصريحات خاصة إلى "اندبندنت عربية"، إن المواطنين المصريين سيعودون إلى بلدهم عبر الإدارة المختصة بمكافحة الهجرة غير الشرعية، ولم يتضح إذا كان المفرج عنهم في طرابلس من بين من جرى إنقاذهم من عصابة الخطف أم لا.
حوادث الخطف متكررة
وقبل إطاحة نظام معمر القذافي عام 2011، كان عدد العاملين المصريين في ليبيا يقدر بنحو مليوني شخص، لكن مع تردي الوضع الأمني تراجع العدد كثيراً. وفي فبراير (شباط) 2015 حظرت الحكومة المصرية سفر مواطنيها إلى ليبيا بعد اختطاف عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي عمالاً مصريين مسيحيين وإعدامهم. وعلى الرغم من الحظر، استمر سفر العمالة المصرية، لكن لا توجد إحصاءات رسمية حول أعدادهم حالياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخلال العامين الأخيرين، تكررت حوادث اختطاف العمال المصريين، بخاصة في منطقة الغرب الليبي، وتدخلت الجهات الأمنية المصرية لإعادة ستة عمال كانوا قد اختطفوا قرب مدينة بني وليد في سبتمبر (أيلول) العام الماضي.
وفي يونيو (حزيران) من العام ذاته، أعادت السلطات المصرية 23 عاملاً اختطفوا على يد جماعة مسلحة غرب ليبيا، وناشدت وزارة الخارجية حينها المواطنين المصريين الموجودين في ليبيا توخي الحذر والابتعاد من مناطق التوتر والاشتباكات حرصاً على سلامتهم وذويهم.
إعادة العمالة المصرية
وفي أبريل (نيسان) الماضي، كان ملف عودة العمالة المصرية بشكل رسمي إلى ليبيا حاضراً خلال محادثات رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي مع نظيره الليبي عبدالحميد الدبيبة في طرابلس. وأعلن مدبولي تشكيل لجنة تضم ممثلين عن وزارات عدة لوضع إجراءات عودة العمالة المصرية إلى ليبيا.
وعقد لقاء في القاهرة بين مسؤولي وزارتي العمل الليبية والقوى العاملة المصرية، في مارس (آذار) الماضي، لبحث سبل تسهيل إجراءات دخول العمالة المصرية إلى ليبيا، وأكد الاجتماع ضرورة توفير قاعدة بيانات لمعرفة حاجات السوق الليبية من العمالة المصرية، وآليات دخولها بشكل شرعي بالتنسيق مع السلطات المصرية.