قرّر علماء الآثار أخيراً أن الكنز الذي عثر عليه مكتشفو المعادن في اسكتلندا قبل سبع سنوات يعتبر من أغنى كنوز عصر الفايكنغ في بريطانيا وأكثرها تعقيداً.
وقد خلصوا إلى هذا القرار بعد ثلاثة أعوام ونصف العام من تحليلات علمية متطورة سلطت ضوءاً جديداً وفريداً على الحقائق الدينية والجيوسياسية التي سادت أثناء الحقبة المبكرة من العصور الوسطى.
ومن المرتقب أن تُعرض معظم القطع الذهبية والفضية التي ينطوي عليها ذلك الكنز النفيس، في "متحف اسكتلندا الوطني"، وتصبح في متناول الجمهور للمرة الأولى اعتباراً من هذا السبت.
في البداية، اعتقد العلماء أن الكنز المُستخرج من باطن الأرض في منطقة "غلينكينز" في "غالاوي"، جنوب غربي اسكتلندا، يعود إلى عصر الفايكنغ، وقد دُفن في مكانه على يد أحد ملوك الحرب الوثنيين. في المقابل، تُغالِط الأدّلة التي استجدت أخيراً ذلك الاعتقاد، بل تُشير إلى احتمال أن يكون الكنز أنغلوساكسونيّاً، وقد دُفن في الأرض على يد كهنة أو رهبان مسيحيين.
واستطراداً، تبين التحقيقات المُضنية التي أجريت باستخدام الأشعة السّينية والتصوير المقطعيّ بالكومبيوتر والفحص المجهريّ والتحليل الجُزيئي، بوضوح أن الموقع يتكون من نوعين مختلفين من الكنوز، أحدهما يتألف من سبائك فضيّة، ويتكون الثاني من آثار مسيحيّة مقدسة مع لوازم الطقوس الدينية. ويضاف إلى ذلك أن "هورد غالاوي" (ترجمتها حرفياً، "كنز غالاوي") لا يمتّ إلى الفايكنغ بصلة. والأرجح أنه طُمر في عمق الأرض قرابة عام 900 ميلاديّ كي يكون بعيداً عن متناولهم.
وكذلك يتمثّل ما يعبر جزئيّاً انقسام الكنز إلى مكونات دينية وأخرى علمانية، في الطريقة التي دُفن بها، إذ أظهرت التحقيقات أنه طُمر في طبقتين عمداً بهدف تضليل محاربي الفايكنغ (أو سواهم) لو أنهم تمكّنوا من تحديد موقعه.
وتضم الطبقة العليا من ذلك الكنز التي تبدو كأنها "كبش الفداء" التّمويهيّ، سبائك من الفضة (وصليباً فضيّاً جميلاً). وقد تقصّد أصحاب الكنز أن يُضيفوا إليها قاعاً مزيّفاً تستند إليه.
ويتألف ذلك القاع من طبقة الحصى "الطبيعي" سمكها ثمانية سنتيمترات، أخفى تحتها مالكو الكنز الأصليّون طبقة أكبر بكثير من الكنز، تضم مزيداً من سبائك الفضّة مع كثيرٍ من الآثار المقدّسة واللوازم الدينية العالية القيمة.
وتنطوي الطّبقة السّفلى التي اعتبرها المالكون أكثر قيمة من طبقة "التّمويه" العليا، على أكثر من 80 قطعة. وتأتي أهمية هذه القطع في كونها تُعطي فكرةً غير مسبوقة عن أنواع الكنوز الدينية وغير الدينية التي امتلكتها آنذاك كبرى الكنائس والأديرة الأنغلوساكسونية. ففي العادة، لا تنجو قطع كتلك من التّلف لكنها تمكّنَتْ من ذلك في هذا المكان بالذّات. ومرد ذلك ربما إلى طريقة الطّمر المميّزة التي اعتُمدت خوفاً من الفايكنغ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي التفاصيل يظهر أنه من بين هذه القطع النفيسة ما لا يقل عن خمس ذخائر مقدّسة، يُفترض أنها تخصّ شهداء وقديسين مسيحيين محدّدين لم تتضّح هويّاتهم بعد. وتشمل ما يلي:
غَرفتان صغيرتان من التّراب والغبار المشبّع بشذرات مجهريّة من الذّهب تتعذّر رؤيته بالعين المجرّدة. والأرجح أن هذه الشّذرات قد تشكّلت بفعل تداخل التراب مع الغبار المحيط بإحدى الذّخائر المهمة. ولذا، يغدو من المستطاع اعتبارها نموذجاً نادراً لا مثيل له إلا في الفاتيكان في روما و"دير بوبيو" الإيرلندي، على بعد 60 ميلاً جنوب ميلان. وتذكيراً، يُعرَف عن تلك الذخائر الخاصة بالفاتيكان أنّها تكوّنت واستُقدمت من قبل حجّاجٍ زاروا بيت لحم وضفاف نهر الأردن وكنيسة القيامة في أورشليم بين القرنين السابع والتاسع. وبالتالي، يعني ذلك بأن ذخائر الفاتيكان التّرابية مأخوذة من أماكن مرتبطة على وجه التّحديد بولادة السّيد المسيح وعمادته ودفنه. وربما ينطبق الأمر نفسه على كتلتي التراب في "هورد غالاوي".
محك بطول 5 سنتيمترات (حجر يُستخدم في تحديد قيمة المعادن الثّمينة) مصنوع من صخر الشّست الأسود وملفوف بالذهب المُخرّم. الواضح أن المحك نفسه لم يكن له قيمة جوهريّة كبيرة، لكنّ الذهب المحيط به من كل جانب يؤكّد رمزيّته الرّوحية العظيمة. وبالتالي، يُرجّح ارتباطه بأحد القديسين على غرار شأن الذهب والفضة. وتذكيراً، لقد ارتبطت أسماء عدد من القديسين بصياغة الذّهب والفضة (كالقديس الفرنسي إيليجيوس في القرن السابع). واستنتاجاً، قد يغدو مفهوماً احتمال أن يكون حجر المحك المصنوع من الشست الأسود، مرتبطاً بأحد القديسين أيضاً.
خرزة زجاجيّة زرقاء اللون بقطر ثلاثة سنتيمترات محفوظة داخل علبةٍ فضيّة منقوشة بطريقة جميلة. ومن المحتمل أن هذه الخرزة تعود إلى الحقبة الأنغلوساسكونية ولا تتسم بقيمة جوهريّة كبيرة. من المحتمل أيضاً أنها كانت عبارة عن ذُخر ديني أو مستخرجة من ذخائر أحد القديسين غير المعروفين حتى الآن.
أخيراً، من ناحية الآثار الدينية المحتملة، عثر العلماء على كرة بلورية صخريّة صغيرة الحجم موضوعة داخل علبةٍ فضيّة على شكل صليب. ومن الجائز أنّ تلك الكرة البلورية شكلت إما ذخراً مقدساً أو طلسماً أو الاثنين معاً. فمنذ عصور ما قبل المسيحية، يُنظر إلى الكرات البلورية على أنّها تعاويذ للحماية.
في المقابل، بمنأى عن هذه الذخائر المقدسة وتلك المحتملة، أماطت التحقيقات اللثام عن احتواء الجزء السّفلي "السّريّ" من الكنز على تحفتين يخال أن تكون لهما أصول دينية.
وتتمثّل التحفة الكبرى بينهما في إناء بطول 14 سنتيمتراً مزوّد بغطاء ومطلي بالفضّة ومزخرف بطريقة جميلة. ويُعتقد أنه استُخدِمَ في حفظ الزّيت المقدس (المستعمل في سيامة الكهنة ومسح المرضى) أو الماء المقدس. واستطراداً، يتجسّد ما يُميّزها ويجعلها من التّحف الاستثنائية في بريطانيا، في "أصلها وفصلها". فباستخدام تقنيات التّصوير الثلاثي الأبعاد بالأشعة السّينية، نجح علماء الآثار في فك رموزها. وتوصلوا إلى استنتاج شبه أكيد بأنّها قد أُنتجت في الشرق الأوسط على يد الفرس أو على يد صاغة فضة متأثرين بالفرس، بين القرنين السادس والثامن ميلادي. ويتزيّن الإناء الفريد من نوعه في بريطانيا بنقوش عن مذابح نار وتيجان مجنّحة وفهود ونمور على الطّراز الزّوراستري.
واستكمالاً، إضافة إلى الذخائر، تشمل التّحف الدينية الأخرى جرّة بلوريّة صخريّة رائعة لها حافة من الذّهب الخالص. الأرجح أنها استُخدمَتْ في حفظ الزّيت المقدس، أو الماء المقدّس الذي يُمزج بالنبيذ في الأفخارستيا. بالنسبة إلى المسيحيين، مزج الماء بالنبيذ رمزٌ دائم لاتّحاد البشري (الممثّل بالماء) مع الإلهي (الممثل بالنّبيذ). وقد صُنعت الجرة الموضبة في كيس من الجلد المخطّط بالحرير، من عمود بلوريّ صخرّي. واستطراداً، يعرف عن تلك المادة بأنّها قديمة جداً وأشهر القطع المعدّة منها معروضة في الفاتيكان. وكذلك من المستطاع حصر الإطار الوحيد لاستكشافها زمنياً بالقرن الثاني ميلاديّ، ومكانياً "سانت دوميتيا"، وتحديداً سراديب الموتى التي استخدمها المسيحيون الرّومان وتنطوي على رفات عدد من الشّهداء الأوائل.
وقد تكون أكثرية القطع الدينية التي يتألف منها الكنز موجودة في الطبقة السّفلى السّريّة (تحت القاع المزيّف للطبقة العليا)، لكنّها ليست الوحيدة. إذ تُضاف إليها 45 سبيكة من الفضة (بزنة ثلاثة كلغ) وأربع أساور ذراع فضيّة وسبيكتان ذهبيتان وخاتم ذهبيّ ودبوس من الذهب (على شكل عصفور) وثلاث قطع من الذّهب (على شكل حيوانات) وكميات كبيرة من المنسوجات، بما فيها نماذج أولى من الحرير الاسكتلندي.
وبالعودة إلى الطبقة العليا من الكنز (فوق القاع المزيف)، فتحتوي على سبائك فضة بزنة تتعدّى الكيلوغرامين وصليب رائع لا شكّ في أنه زيّن عنق رجل دينٍ رفيع الشأن، ربما أسقف أو أباتي (مرتبة في الكهنوت المسيحي، أساسها رئيس الدير).
وثمة أسئلة كبيرة تطرح نفسها عن هوية ذلك الأسقف أو الأباتي، ومن أين أتى الكنز أصلاً؟
وتبدو الاحتمالات كثيرة، ويأتي في طليعتها مسؤول المركز الرّهباني والأسقفي الشّهير في بلدة "ويثورن"، التي تبعد أكثر من 20 ميلاً إلى الجنوب الغربي.
ففي وقت متزامن مع الزمن الذي دُفن فيه الكنز (أي نحو الـ900 ميلادي)، فرض الفايكنغ سيطرتهم على "ويثورن". حينذاك، طبعاً، دُمّرت الكنيسة الخشبيّة الكبيرة في المنطقة، واستُبدل بها مبانٍ جديدة على الطّراز المُعتمد عادةً من قبل ملوك دبلن. في المقابل، من المعروف تاريخيّاً أن الإيرلنديين طردوا ملوك دبلن من "ويثورن" في تلك الفترة تقريباً، الأمر الذي نقل اهتمامهم إلى مناطق أخرى تُحيط بالبحر الإيرلندي وما يُعرف اليوم بجنوب غربي اسكتلندا.
وكذلك أظهرت التحقيقات الأثرية التي أُجريت في موقع اكتشاف الكنز وحوله، عن وجود مركز كنسيّ كبير لم يكن معروفاً من قبل، ربما يكون ديراً و/أو قصراً وكنيسة تابعين لأسقف محليّ.
ومن جهة أخرى، اعتاد أساقفة القرون الوسطى تمضية أوقات كثيرة في زيارة الكنائس المحليّة المنتشرة على امتداد الأقاليم الأسقفية التي يترأسونها. واستطراداً، يبدو من المعقول والطّبيعي أن يكون قد تصادف مرور أحد الأساقفة المحليين (أسقف "ويثورن" مثلاً) في منطقة "غلينكينز"، مع غزوٍ مفاجئ لمحاربي الفايكنغ.
ولا شك أن الأساقفة آنذاك سافروا برفقة حاشية كبيرة من المساعدين (ومخزون من الذّخائر وسبائك ربما)، ما يعني أن تلك الأشياء القيّمة معدّة لأن تُدفن في الأرض حفاظاً عليها في حال وقوع هجوم وشيك مِنْ قِبَل الفايكنغ على المنطقة التي يوجدون فيها. من ناحية أخرى، ثمة إمكانية لأن يكون أحد الأساقفة المحليين (أسقف ويثورن مثلاً) قد أرسل ذخائره المقدسة المهمة وثروة مؤسسته، إلى منطقة "غلينكينز" بهدف دفنها والحفاظ عليها طيلة فترة الأزمة الوشيكة.
وفي ملمح متصل، لو كان المجمّع الكنسيّ المكتشف حديثاً بالفعل ديراً أو مركزاً دينياً كبيراً آخر، فثمّة احتمال كبير بأن يكون هذا الكنز عائداً إلى كهنة منطقة "كيركوبري" المجاورة، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى إخفاء سبائكهم الفضية وذخائرهم الخاصة بعيداً عن أعين الفايكنغ وتهديداتهم. لكن وحدها التّحقيقات الأثرية قادرة على تحديد الجهة المسؤولة عن دفن الكنز، وكذلك المركز الكنسيّ الذي استُقدمت منه.
وحتى ذلك الحين، يتمثّل الأمر الوحيد المؤكّد في أن أصحاب الكنز لم يعودوا يوماً لاسترجاع الثروة الدنيوية والرّوحية الخاصة بهم أو بمؤسستهم. ومن الجائز أن يكونوا قد قتلوا على يد غزاة الفايكنغ. وكذلك ثمة إمكانية للقول بأنهم هربوا إلى بيئةٍ أكثر أماناً ولم يتمكّنوا من العودة للمطالبة بكنوزهم. ففي حدود ذلك الوقت، وُجِدَت هناك بالتأكيد جحافل من اللاجئين الفارين من طغيان الفايكنغ في "سولواي فيرث"، ربما كي يصلوا إلى "دورهام" الخاضعة للسيادة الأنغلوساكسونيّة.
ويُعتبر كنز "هورد غالاوي" بحد ذاته دليلاً جديداً واستثنائياً على الطبيعة المترابطة بشكلٍ ملحوظ للعالم في العصور الوسطى المبكرة.
وصحيح أن منطقة "غلينكينز" باتت الآن جزءاً من جنوب غربي اسكتلندا، لكنّها شكّلت جزءاً من مملكة "نورثمبريا" الأنغلوساكسونية بين منتصف القرن السّابع وأواخر القرن التّاسع في الأقل، أي قبل أن تُمسي منطقة "غالاوي" ككلّ مستعمرة للفايكينغ القادمين من إيرلندا. وإلى حين اقتحام الفايكنغ والنورثمبريين المشهد العام، تحدث سكانها اللغة البرايثونية (الويلزية).
وفي استكمال لتلك المشهدية نفسها، يذكر أن المواد التي يتألف منها الكنز، قد صُنعت أساساً في عددٍ كبير من الأماكن.
فبالنسبة إلى الإناء المطلي بالفضة تحديداً، يرجح أنه استُقدم من غرب آسيا أو آسيا الوسطى.
وكذلك فمن شبه المؤكد في ما يتعلق بالحرير، أنهم أتوا به من شرق المتوسط أو العالم العربي، أو حتى الصين.
وكذلك يُقدّر أن الجرة البلوريّة الصّخرية صُنعت في روما باستخدام بلورٍ مستخرج من طبقات الكوارتز في الألب أو تركيا أو حتى الهند.
وفي ما يخص سبائك الفضة، فيُحتمل أن يكون مصدرها الفايكنغ (باعتبار أن الفضة شكّلت عملتهم المفضلة)، كذلك يُحتمل أن يكون مصدرها العملات الإسلامية المتوسطية بعد صهرها. إذ جنى الفايكنغ كثيراً من ثرواتهم من تجارة الرّق، حينما دفع لهم عملاء يقطنون البحر المتوسط، كميات كبيرة من العملات الفضيّة العربية.
في منحى مغاير، يبدو العلماء شبه متأكدين من كون بعض تلك السبائك، ضمن مرحلةٍ ما في الأقل، ملكاً لأنغلوساكسونيين أغنياء، لأن عدداً منها مدموغ بالكتابة الأنغلوساكسونية المعروفة بالحروف الرونيّة (وقد استخدمت في تدوين لغات جرمانية كثيرة قبل تبني الألفبائية اللاتينية).
وبالمقارنة مع الكنوز التي تعود إلى حقبة الفايكنغ والمكتشفة حتى الآن في بريطانيا، فإن "كنز غالاوي" يعتبر الأغنى بالذهب. ولا يزال المكان الذي استُخلص منه هذا الذهب غير معروف حتى اليوم. في المقابل، ثمّة تكهنات بأنه ربما خضع لإعادة التدوير إلى ما لا نهاية، وربما جاء من الذهب الرّوماني المستمدّ في الأصل من إسبانيا أو غرب أفريقيا.
واستناداً إلى ذلك، يغدو مستطاعاً القول إن الكنز العظيم المرتقب عرضه في "متحف اسكتلندا الوطني" في "إدنبره"، يمثّل خير دليل على الطّابع المتّسم بالعولمة للعالم القديم وعالم القرون الوسطى.
وفي هذه المناسبة، عبّر الدكتور أليكس وولف من "جامعة سانت أندروز" (University of St Andrews)، أحد كبار خبراء العصور الوسطى المبكرة في بريطانيا، عن اعتقاده بأن هذا الكنز المتميّز يشكّل "فرصة نادرة لالتقاط لحظة في التاريخ الطويل للفايكنغ".
وأضاف الدكتور وولف، مؤلّف كتاب "من بيكتلاند إلى ألبا" (From Pictland to Alba) الشّهير عن عهد الفايكنغ في اسكتلندا، أن "موقع الكنز وطبيعة بعض قطعه، يُلمّحان بشدة إلى إمكانية أن يكون قد دُفن من قبل أعضاء كنيسة نورثمبرية، في سياق مواجهة تهديدٍ يُقدّر أنه من الفايكنغ".
وفي سياق متصل، أكد غيلبرت ماركوس، مؤرخ لدى "جامعة غلاسكو" وصاحب عدد كبير من الأبحاث المتقدمة عن العصور الوسطى المبكرة في "غالاوي"، أن "كنز غالاوي" يقدم لمحة عن "زمن الأزمات".
وأردف السّيد ماركوس "إنّ التحقيقات المنهجية المضنية حوله كشفت وتكشف مزيداً ومزيداً عن أصله، وكذلك تلك الروابط الاستثنائية التي تمتعت بها المجتمعات البريطانية في عصر الفايكنغ". وجدير بالذكر أن ماركوس أحد مؤرخي اسكتلندا في العصور الوسطى المبكرة ومؤلف كتاب مهم عن تلك الحقبة بعنوان "تصوّر دولة: اسكتلندا حتى عام 900 ميلادي" (Conceiving a Nation: Scotland to 900 AD).
وبحسب رأي السّيد ماركوس، "ثمة إمكانية أن يكون رجال الكنيسة قد دفنوا الكنز بهدف الحؤول دون وقوعه في أيدي الأعداء. وتتسم تلك الإمكانية بدرجة أعلى من التّرويع لكنها تعطينا فكرة حقيقية وواضحة عن حياة المجتمعات وقت الأزمات".
وفي سياقٍ متصل، وصف الدكتور مارتن غولدبرغ، القيّم على "معرض هورد غالاوي" في "متحف اسكتلندا الوطني"، الكنز بـ"الاكتشاف المذهل، كونه يقدّم (لقطة) نادرة وفرصة فريدة كي نرى أعمالاً آثارية حقيقية جار تنفيذها، بمعنى أنها تشمل ما عرفناه حتى الآن، والعمل الذي لا يزال متعيّناً إنجازه".
* افتتح المعرض الذي يحظى بدعم شركة "باي غيفورد" (Baillie Gifford) الاستثمارية العالمية ومقرّها المملكة المتحدة، يوم 29 مايو (أيار) 2021 في "متحف اسكتلندا الوطني" في إدنبره، وسيستمر هناك لغاية 12 سبتمبر (أيلول). وبعد ذلك، سيُنقل إلى "صالات عرض كيركوبري" (Kirkcudbright Galleries) في "كيركوبري"، "غالاوي" "بين 9 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، و10 يوليو (تموز) 2022"، ومنها إلى "معرض أبردين الفني" (Aberdeen Art Gallery) "بين 30 يوليو و23 أكتوبر 2022".
© The Independent