أعلنت جماعة إغاثة مدنية أن طفلة سورية فقدت أسرتها بأكملها جرّاء تعرض منزلها في محافظة إدلب إلى قصف جوي روسي استهدف المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون.
وإذ سحبت عناصر الدفاع المدني السوري المعروف باسم "الخوذ البيض" خديجة الحمدان البالغة سنتين من العمر من بين الركام، فقد لقي كلّ من والدتها ووالدها وأخواها حتفهم بسبب الغارة الجوية.
وفي أعقاب الغارة التي يعتقد أنها حصلت الاسبوع الماضي، قال جد الطفلة ، الذي لم يُذكر اسمه، لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي): "إنّها الناجية الوحيدة. أخرجنا الجثث من المستشفى وقمنا بدفنها". ومن جانبه، قال خالد خطيب، مسؤول الإعلام في "الخوذ البيض"، لـ "الاندبندنت" إن "القصف الجويّ استهدف قريتها مجدداً منذ يومين. لا نعرف ماذا حلّ بها".
وكانت الحكومة السورية قد عمدت أخيراً بالتعاون مع حليفتها روسيا إلى تكثيف حملة القصف التي تشنّها على إدلب بعد فترة من الهدوء النسبي الذي تلا وقف إطلاق للنار تم الاتفاق عليه في سبتمبر (أيلول) الفائت. وعلمت " الاندبندنت " من المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الصراع ان مايزيد عن 180 شخصاً قد قتلوا فيما أُجبر 150 ألف آخرين على مغادرة بيوتهم، وذلك خلال الأسبوع الأول من شهر مايو (أيار). يُشار إلى أن عشرات الاطفال كانوا بين هؤلاء الضحايا.
وتُعتبر إدلب المعقل الوحيد الذي تسيطر عليه المعارضة بعدما اجتاحت قوات النظام باقي مناطق البلاد واستعادت مساحات شاسعة من الأراضي من أيدي المقاتلين المتمردين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت روسيا قد توصلت مع تركيا التي تدعم المتمرّدين، في سبتمبر ( أيلول) الماضي إلى هدنة بدت وكأنها ستؤجل هجوما ضخما بقيادة النظام كان من شأنه أن يؤدي إلى عواقب مدمّرة تطال سكّان المحافظة الذين يقدر عددهم بثلاثة ملايين نسمة.
ولكن نصّ الاتفاق على تسليم المسلحين أسلحتهم ومغادرة المنطقة- وهي بنود رفضت "هيئة تحرير الشام" المتشددة التي تمرست في الحرب السورية، الانصياع لها. وواصلت هذه "الهيئة" المتطرّفة التي يقودها أعضاء سابقون في منظمة " القاعدة"، هجماتها ضدّ قوات النظام على الحدود، أيضاً كما واصلت تضييق الخناق على النشطاء ومجموعات المجتمع المدني في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
ويخشى كثيرون حالياً بأن تكون الهدنة الهشّة على شفير الانهيار التام مع عزم القوات السورية والروسية على شنّ هجماتٍ واسعة النطاق.
وقال ألكسندر ميلوتينوفيتش، مدير "منظمة كير الدولية" CARE في سوريا: "شهدت المنطقة ازدياداً ملحوظاً في العنف بما في ذلك القصف الجوي والبراميل المتفجرة والهجمات المدفعية. الوضع على الأرض فوضوي، فيما تفر عائلاتٍ من المنطقة المستهدفة عبر الطرقات المكتظّة." ووصفت المنظمة الإنسانية الوضع "بالمأساوي" مع وجود العديد من دون مأوى.
ومن جانبها، قالت رنا، مديرة مركز تدعمه "منظمة كير" في إدلب إنّ "بوسع المحظوظين أن يبقوا في سياراتهم التي تحتوي على أغراضهم وبعض الطعام. ولكن يعيش آخرون في العراء أو في الحدائق أو السهول ولا يملكون سوى السماء غطاءً لهم."
وقد دعا أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى "وقف تصعيد فوري مناشداً كافة الأطراف "الالتزام مجدداً ببنود وقف إطلاق النار".
وقال سليم، وهو أحد الأشخاص الذي تهجّر إلى شمالي إدلب بعدما أجبرته أعمال القصف التي ينفذها النظام على الفرار مع عائلته، : "حياتنا تعيسة. أفضّل الموت على العيش هكذا. أتينا بالملابس التي نرتديها فحسب. تحتّم علينا أن نغادر على عجل للبقاء على قيد الحياة."
© The Independent