أعلن وزير خارجية جمهورية إيرلندا، أن مقاربة الحكومة البريطانية لاتفاقية بريكست في ما يتعلق بإيرلندا الشمالية ستسبب "مشكلات ضخمة".
جاء ذلك في سياق رد سايمون كوفيني على مقال كتبه اللورد فروست الوزير البريطاني المكلف ملف بريكست، ونُشر في الصحافة الإيرلندية يوم السبت.
في هذا السياق، اعتبر اللورد فروست، أن التنازلات التي منحها الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي في ما يتعلق بقواعد التجارة هي موضع "ترحيب"، بيد أن تمديد فترات السماح "تعالج جزءاً صغيراً فقط من المشكلة الكامنة".
أدت هذه التعليقات إلى حيرة الجانب الأوروبي الذي ما إن استجاب لطلب بريطاني حتى برز طلب آخر تتوجب معالجته.
وفي سياق متصل، صرح كوفيني لقناة "أر تي إيه" RTE الإيرلندية الرسمية بأن "عديداً في الاتحاد الأوروبي يفسرون الرد البريطاني على النحو الآتي، لا تهمنا التنازلات. ما هو مطلوب الآن هو تفكيك عناصر البروتوكول وتشريحها قطعة قطعة".
ووصف المقال بمثابة "الطريقة الغريبة لإرساء صداقات وبناء شراكات" وأضاف قائلاً، "سيطرح هذا الأمر مشكلات جمة".
وفي مقال مشترك مع الوزير البريطاني المكلف شؤون إيرلندا الشمالية براندون لويس، نُشر في صحيفة "أيريش تايمز" Irish Times، اتهم اللورد فروست الاتحاد الأوروبي بعدم الانخراط "مع الواقع الفعلي" للبروتوكول.
وأشار الوزيران إلى أن "المعارضة تتنامى"تجاه الاتفاقية في إيرلندا الشمالية وقال بأن ذلك لا يشكل "أساساً متيناً للمستقبل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هذا الموقف يثير الشعور بالإحباط داخل الاتحاد الأوروبي، لأنه جرى التفاوض على البروتوكول من قبل رئيس الحكومة بوريس جونسون ووزرائه شخصياً، وهو الذي أشاد به واعتبره انتصاراً وخاض انتخابات عام 2019 على أساس تطبيقه.
ولكن الوضع الراهن الجديد تسبب في مشكلات ملحوظة في إيرلندا الشمالية التي بدأت تعاني نقصاً في بعض المنتجات، ومن المتوقع أن يتفاقم هذا الوضع مع انتهاء فترة الإعفاء.
كما أن الأوساط النقابية عبرت عن عدم رضاها بقرار إنشاء حدود تجارية على البحر الإيرلندي.
واقترح الاتحاد الأوروبي حلولاً للمشكلات على غرار إبرام اتفاقية بيطرية من شأنها إلغاء بعض نقاط التفتيش، بيد أن المملكة المتحدة اعتبرت أن المواءمة مع معايير الاتحاد الأوروبي من شأنها أن تنتهك سيادتها بشكل من الأشكال، وهي قلقة من تأثير ذلك على قدرتها لإبرام اتفاقيات تجارية.
وفي غضون ذلك، كشف اللورد فروست أمام إحدى اللجان الأسبوع الماضي، أن المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تفاجأوا من تدهور العلاقات مع الاتحاد منذ قرار المملكة المتحدة المغادرة. وقال إن العلاقات ستكون محفوفة "ببعض المطبات" لبعض الوقت.
يُشار إلى أنه جرى التفاوض على البروتوكول كحل لتجنب إرساء حدود صلبة بين جمهورية إيرلندا وإيرلندا الشمالية، وهو ما اتفق الجانبان خلال المحادثات على أنه أمر ضروري لحماية اتفاقية السلام التي تُعرف باتفاق "الجمعة العظيمة".
© The Independent