نزل الإيطاليون إلى الشوارع والساحات بأعداد كبيرة، الأحد، 11 يوليو (تموز)، بعد فوز منتخبهم الوطني على إنجلترا ليحرز لقب بطولة أوروبا 2020 لكرة القدم، واحتفلوا بالنصر الذي ينظر إليه على أنه انتفاضة بعد الفشل في التأهل لبطولة كأس العالم الأخيرة، في حين تبددت آمال إنجلترا في الفوز بأول لقب كبير في 55 عاماً بطريقة مفجعة بعد الهزيمة بركلات الترجيح، وكانت المعاناة واضحة على صفحات صحف الاثنين، ولخص عنوان صحيفة "اندبندنت"، "الدموع للأبطال"، المشاعر.
امتنان الإيطاليين
وانطلقت الألعاب النارية والموسيقى في شوارع إيطاليا بعد الفوز 3-2 بركلات الترجيح، عقب التعادل 1-1 بعد وقت إضافي، ولوح المشجعون السعداء بالأعلام وغنوا في أمسية حارة بعد المباراة النهائية التي أقيمت باستاد ويمبلي في لندن.
وقال ستيفانو جوتشي، وهو مشجع بين الجماهير الضخمة في ساحة "بياتزا ديل بوبولو" في روما، "إنه أمر لا يصدق، لا يمكن أن ينتابك شعور أفضل من هذا، إنه شيء مذهل، لقد فُزنا بالمباراة النهائية".
وأشاد الإيطاليون بمدرب المنتخب الوطني روبرتو مانشيني لقيادته البلاد للخروج من أعماق خيبة الأمل عندما فشل الفريق في التأهل لكأس العالم 2018 في روسيا، وقيادتهم إلى لقبهم الأول في بطولة أوروبا منذ عام 1968.
وقال الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، في بيان، "نحن ممتنون للغاية إلى روبرتو مانشيني واللاعبين الذين مثلوا إيطاليا بشكل جيد وشرفوا الرياضة".
الاستيقاظ من "كابوس الوباء"
وتفجرت السعادة في مدن من شمال إلى جنوب البلاد بعد ركلة الترجيح الأخيرة التي أنقذها حارس إيطاليا جيانلويجي دوناروما من بوكايو ساكا. واحتشد المشجعون في ساحة دومو بوسط مدينة ميلانو، وأطلقت السيارات أبواقها في نابولي.
وتجمع المشجعون للاحتفال أيضاً في جيسي، وهي البلدة التي ينحدر منها مانشيني في وسط إيطاليا.
وهذا أول لقب كبير تحققه إيطاليا منذ فوزها بكأس العالم 2006. وواجه المنتخب الإيطالي فشلاً متكرراً منذ ذلك الحين، وتعرض لخسارة ثقيلة أمام إسبانيا في نهائي بطولة أوروبا 2012.
وقال جيوفاني مالاجو، رئيس اللجنة الأولمبية الإيطالية، "منحونا ليلة ساحرة".
وقابلت إيطاليا، التي عانى شعبها كثيراً خلال أزمة فيروس كورونا والركود الاقتصادي العميق الناجم عن القيود، الانتصار بأمل وارتياح.
وقال مشجع يدعى جيانلوكا إيانيلي (25 عاماً)، ويدرس ليعمل مترجماً في روما، "الأمر مثل العيش في حلم لا تريد الاستيقاظ منه. استيقظت إيطاليا من كابوس الوباء".
الدموع في إنجلترا
أما في إنجلترا، فكتبت صحيفة "ديلي ميل" في صفحتها الرئيسة، "كل شيء ينتهي بالدموع"، بينما تصدر صحيفة "ديلي تليغراف" العنوان "المعاناة القصوى... قلوبنا تنفطر في ركلات الترجيح مرة أخرى"، بجانب صورة للمدرب جاريث ساوثغيت وهو يواسي ساكا الذي أهدر المحاولة الحاسمة في ركلات الترجيح.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكتب مارتن صمويل في صحيفة "ديلي ميل"، "كان المنتخب الإنجليزي سيأتي بالكأس، كما تقول الأغنية، إلى الديار". وأضاف، "هذا الحلم لم يتحقق للأسف. وبينما كانت الخاتمة مؤلمة، فإن ما سبقها كان مجرد مباراة قديمة في كرة القدم".
وفي حين كانت هناك خيبة أمل في إنجلترا بسبب الهزيمة، كانت هناك إشادة أيضاً بساوثغيت وفريقه.
وكتب بارني روناي في صحيفة "غارديان"، "سيكون هناك ألم في الهزيمة. على مر السنين قوبلت مثل هذه اللحظات برد فعل من اللوم والأذى والاتهامات والدموع وإلقاء المقاعد البلاستيكية". وأضاف، "لكن هذا كان شيئاً آخر. خلال الأسابيع الأربعة الماضية... كان فريق ساوثغيت الشاب المحبوب والرائع ممتعاً، وكان وضوحه ولياقته واستعداده للتحدث عبر كرة القدم يرفع المعنويات في وقت التنافر وضعف القيادة في مكان آخر".
تعرض بعض لاعبي إنجلترا لإساءة عنصرية
وبعد تعرض ثلاثة لاعبين إنجليز سود للإساءة العنصرية بعد إهدارهم ركلات الترجيح التي حسمت نتيجة المباراة، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، عبر "تويتر"، "المنتخب الإنجليزي يستحق الإشادة به كبطل وليس التعرض للإساءة العنصرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي". وأضاف، "هؤلاء المسؤولون عن هذه الإساءة الفظيعة يجب أن يخجلوا من أنفسهم".
واللاعبون الثلاثة هم ماركوس راشفورد وجيدون سانشو وبوكايو ساكا.
وقال المنتخب الإنجليزي عبر "تويتر"، "نشعر بالاشمئزاز لأن بعض لاعبي فريقنا الذين بذلوا كل جهد مستطاع من أجل الفريق هذا الصيف تعرضوا لإساءة عنصرية عبر الإنترنت بعد مباراة الليلة".
ووصف الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم هذه الإساءة العنصرية بأنها "سلوك مقزز" وغير مقبول. وأضاف في بيان، "سنقوم بكل ما نستطيع لدعم اللاعبين الذين تعرضوا للإساءة وفي نفس الوقت سنطالب بأقصى عقوبة على المسؤولين عن ذلك".
وقالت شرطة لندن إنها على علم بهذه الإساءة وإنها ستتحرك وستتخذ الإجراءات المطلوبة. وأكدت في بيان، "لن نتسامح إزاء هذا الأمر وسيتم التحقيق فيه".