عاصفة من الجدل والغضب أثارتها الفنانة المصرية حلا شيحة منذ ساعات وتصدرت مواقع التواصل الاجتماعي بعد هجومها على بطل آخر أفلامها الفنان تامر حسني بكتابة منشور تتبرأ فيه من فيلم "مش أنا"، الذي قامت ببطولته أمامه.
كليب الأزمة
بدأت الأزمة عندما تبرأت حلا منذ فترة من الفيلم، وقالت في منشور لها، إنها غير سعيدة، والفيلم لا يمت لها بصلة، وألغت متابعة تامر حسني على موقع تبادل الصور "إنستغرام"، ولم تشارك في الدعاية على الإطلاق. وتجدد الجدل منذ ساعات بعد أن طرح تامر أغنية "بحبك" من الفيلم على قناته على "يوتيوب" وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقالت حلا في منشور عبر صفحتها الرسمية بموقع تبادل الصور "إنستغرام" ما يفيد، بأنها نادمة على الفيلم وحزينة بسبب جمع تامر لمشاهد من الفيلم شديدة الرومانسية صورتها وهي بحالة معينة تعتبرها "زلة" وندمت عليها، وعاتبته أنه نشر فيديو بهذا الشكل في أيام ذي الحجة المباركة، وأكدت أنها بكت عندما شاهدت الفيديو وحزنت، خصوصاً أنه وعدها بعدم نشر هذه المشاهد.
وأشارت في منشورها إلى أن الفنانين في غفلة، وتسرقهم لذة النجاح الذي لا تعتبره كذلك. ونبهت تامر إلى أن يستفيق ويتوب، بخاصة أنه قال في فيديو سابق، إنه لا يتمنى أن يموت وهو مطرب، وأكدت وجود نزعة طيبة لدى الفنانين لولا فتنة الشهرة، وأشارت إلى أن الفن لا يعتبر فناً ما دام بعيداً عن منهج الله وهو أمر يسيء للفنان أمام نفسه وأولاده. واختتمت المنشور بقولها، "الجميع يخطئ، لكن المهم أن نتدارك هذه الأخطاء ونصلح "إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك یبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً"، وأغلقت بعدها التعليقات على المنشور.
من جانبه، رد تامر حسني بعد عاصفة الهجوم عليه من حلا بمنشور آخر عبر "إنستغرام" قال فيه، إنه وعدها بحذف بعض المشاهد، وبالفعل قام بحذفها ونفذ كلامه، واستنكر طريقتها الهجومية، وأوضح "أنها صورت الفيلم بإرادتها ولم تجبر على ذلك وقبضت أجرها كاملاً وأخذت حقوقها، وكانت سعيدة بالفيلم، ثم أنها قبلت أن يعرض الكليب بداخل الفيلم والآن معترضة على عرضه"، ووصف ذلك بـ"المنطق الغريب"، ولامها على طريقتها وأسلوبها في الحديث قائلاً، "إنه لا يستحق منها هذا التجريح، خصوصاً أنه ومخرجة الفيلم حاولا الوصول إليها لمشاهدة الفيلم والتعقيب وإبداء الملاحظات على دورها إن كان هناك ما لا يعجبها؛ ولكنها لم ترد على الجميع، ولم تكمل تركيب صوتها على الفيلم".
ردود أفعال
وكان منشور حلا سبباً في تعليقات كثيرة من جمهور مواقع التواصل الاجتماعي والنجوم والمخرجين، ومعظمهم أشاروا إلى أنها تعتزل الفن وتحرمه عندما تتزوج، وبعد الطلاق تحلل الفن وتريد العمل به، بحسب وصف المخرج محمد العدل، وطالبها بألا تعود للفن في حالة طلاقها.
وفي تصريحات لـ"اندبندنت عربية" قال والد حلا شيحة الفنان التشكيلي أحمد شيحة، "إنه غير سعيد بتصريحات حلا ونظرتها للفيلم، خصوصاً أنها أعجبت به وصورته برضاها، والكلام عن التبرؤ من الفيلم وبطله لا يصح"، بحسب قوله. ويراه غريباً "بخاصة أن الفيلم جيد جداً وناجح بدور العرض، وكل أبطاله رائعون وعلى مستوى فني ومهني عال".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتصاعدت الأمور ليتدخل زوج حلا شيحة الداعية معز مسعود، ويغرد على "تويتر" دعماً لموقفها، وينتقد الإخلال بوعد حذف بعض المشاهد، وجاء فيها، "مقدر انزعاجك من مشاهد الكليب ونزوله في توقيت له قدسية بالنسبة لنا، ولو كنا نعرف أن الوعد ليس كافياً، لاتخذنا حلولاً أخرى، أفكرك أن رحلتنا واحدة رحلة بحث عن الحق والخير والجمال".
ويبدو أن مخرجة فيلم "مش أنا" المثير للأزمة خرجت عن صمتها بعد رسالة مسعود التي حملت بعض التهديد في طياتها، وكتبت سارة وفيق، عبر صفحتها الرسمية بـ"فيسبوك"، أنه ليس لزوجته الحق في حذف المشاهد فقد حصلت على أجرها كاملاً عن الفيلم، وأنهما مدينان بالشكر لعدم اتخاذ إجراء قانوني بشأن امتناعها عن تسجيل صوتها لدوبلاج الفيلم وتصوير البوستر الدعائي (الأفيش). وأشارت إلى أنها والمنتج وتامر حسني أجروا مونتاجاً كاملاً للفيلم على حساب الأخير احتراماً لرغبة حلا، وبشأن الكليب أوضحت أن الفيلم في دور العرض منذ ما يقرب من 3 أسابيع وحقق إيرادات عالية، ولا معنى للحديث عنه الآن.
المهن التمثيلية تنتقد "الفكر الظلامي"
من جانبها، انتقدت نقابة المهن التمثيلية في مصر، ما اعتبرته "محاولات العودة للوراء بنشر الفكر الظلامي". وجاء في البيان، الذي صدر، اليوم الجمعة، إن مجلس إدارتها "يعلن رفضه التام لكل محاولات العودة بنا للوراء بنشر الفكر الظلامي الذي عانى منه المجتمع المصري طوال عقود، سواء عبر الصفحات العامة بالوسائط الإلكترونية أو الصفحات الخاصة لمن يعتزلون الفن تحت غطاء التوبة، وكأن الموهبة التي منحها الله للمبدعين خطيئة".
وتابع البيان، أن النقابة "لن تقف صامتة أمام محاولات تشويه الفن والإبداع، الذي يعد أحد المؤشرات الثقافية لتطور الرؤية في المجتمعات المتحضرة، كما يؤكد الدعم الكامل للإبداع والمبدعين في كافة الفنون عامة والمهن التمثيلية خاصة، فخروج البعض من دائرة الفن وعودتهم المتكررة له إنما تعبر عن تذبذب فكري ورؤية ربما تحكمها مصالح شخصية، وهي حالات نادرة ولا تعبر إلا عن ذاتها"، في إشارة على ما يبدو إلى حلا شيحة.
وتابع البيان، الذي حمل توقيع نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، "يهيب مجلس نقابة المهن التمثيلية بمقاطعة هذه الصفحات التي يريد أصحابها أن يعودوا برؤيتنا الثقافية للمربع صفر في رجعية جديدة لا تستهدف سوى مصالح خاصة على حساب المصلحة العامة لهذا الوطن الذي لا ولن يبتلع طعم التشدد الذي أفضى للعنف والفوضى".