مع استكمال العروض الرسمية للأفلام التي تُنافس على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي (يقام حفل الاختتام مساء اليوم)، بدأت معركة الترجيحات والتوقعات، بخصوص الأفلام الأوفر حظاً للفوز بجوائز هذه الدورة.
خيارات لجان التحكيم كثيراً لا توافق تكهنات النقاد، وعادة ما تحمل عدداً من المفاجآت غير المنتظرة (السارة منها والمخيبة)، التي تشكل مِلح هذا المهرجان الأشهر عالمياً. إلا أن جردة الحساب الأولية للأفلام المعروضة تؤشر إلى سبعة أفلام رئيسة يُرجح أن تكون لها حصة الأسد في حصاد جوائز هذه السنة.
الأقرب لحصد الجائزة
في مقدمة هذه الأعمال السبعة فيلمان لمخرجين سبق لهما أن نالا السعفة الذهبية. أولهما الإيطالي ناني موريتي، الذي كان قد خطف السعفة عام 2001، عن فيمله "غرفة الابن"، وعاد هذه السنة بدراما عائلية جديدة بعنوان "ثلاثة طوابق"، سلك فيها المنحى النفسي ذاته الذي صنع شهرته وفرادة أفلامه، ليغوص عميقاً في أخاديد الجراح النفسية لشخوصه التي تعاني الفقد والوحدة وسوء الفهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما الثاني فهو الفرنسي جاك أوديار، الذي كان قد نال السعفة عام 2015 عن تحفته الأشهر Dheepan، وعاد هذه السنة بفيلم قاتم بعنوان "أولمبياد" سلط فيه الضوء على المصائر المتشابكة لأربع شخصيات قلقة، تعاني التشتت الاجتماعي والضياع النفسي، في مدينة كبرى (باريس مصورة بالأبيض والأسود) تحت وطأة العولمة والثقافة الرقمية وهيمنة شبكات التواصل الاجتماعي.
يُضاف إلى هؤلاء مخرج كبير آخر هو الإيراني أصغر فرهادي، معشوق النقاد والجمهور بلا منازع في كان، الذي سبق أن نال جائزة السيناريو عام 2016 عن فيلمه "الزبون". ويعتقد كثيرون أن هذا المعلّم السينمائي، الذي سبق نال جوائز شتى (الدب الذهبي في مهرجان برلين 2011، وأوسكار وغولدن غلوب أفضل فيلم أجنبي 2012…)، حان الأوان لأن يحرز السعفة الذهبية. وقد حظي جديده "قهرمان" بإجماع النقاد، لكن تجارب عدة في مهرجان كان (بيدرو ألمودوفار 1999، وآكي كوريسماكي 2002)، علمتنا أن السعفة نادراً ما تكون من نصيب الأفلام الأكثر استقطاباً للحفاوة النقدية!
أفلام راهنت على المغايرة
إذا ذهبت خيارات لجنة التحكيم بما يخالف ما تشتهي تكهنات النقاد، من الأرجح أن تأتي المفاجأة من أربعة أفلام راهنت على المغايرة، واختارت التغريد خارج السرب، وهي، "كسر" للفرنسية كاترين كورسيني، و"أسوأ رجل في العالم" للنرويجي جوهاكيم ترير، و"حمى بيدروف" للروسي كيريل سيريبرينيكوف، و"علِّ صوتك" للمغربي نبيل عيوش.
بجديده هذا، لا يُستبعد أن يهدي صاحب "علي زوا" السينما العربية ثالث سعفة ذهبية في تاريخها (بعد الجزائري محمد لخضر حامينا 1975، والتونسي عبد اللطيف قشيش 2013). وبخاصة أن عيوش قدم فيلماً من ذلك الصنف الأثير لدى مهرجان كان، فيلم خرج من معطف رائعة بيتر وير "حلقة الشعراء المفقودين" (1990)، عن شلة من المراهقين المهمشين الذين يجدون الخلاص في الفن (غناء الراب في فيلم عيوش)، بفضل معلّم يعيد زرع الأمل وحب الحياة في نفوسهم.
كان سبقاً لمهرجان كان، أن منح السعفة إلى فيلم فرنسي حِيك على منوال "حلقة الشعراء المفقودين"، وهو "بين الجدران" للوران كانتيه (2008). وليس مستبعداً، بالنظر إلى الحساسية الفنية والسياسية لرئيس لجنة التحكيم سبايك لي، وغالبية أعضاء اللجنة أن يُحدِث فيلم نبيل عيوش، بدوره، مفاجأة كبرى في حفل الجوائز هذا المساء.