اتهمت الولايات المتحدة إيران، أمس السبت، ببذل جهد "شائن" للتملص من اللوم بخصوص المأزق الذي وصلت إليه المحادثات النووية، ونفت التوصل إلى أي اتفاق على تبادل سجناء.
وتعليقاً على النفي الأميركي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، الأحد، إن طهران تصر على أنه تم التوصل إلى اتفاق مع واشنطن على تبادل السجناء.
وقال في تغريدة على "تويتر"، "’الشائن‘... هو أن تنكر الولايات المتحدة الحقيقة البسيطة المتمثلة في التوصل إلى اتفاق بشأن مسألة المحتجزين بل وحتى بشأن كيفية الإعلان عنه".
وأضاف، "تم الاتفاق مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في فيينا على تبادل الإفراج لدواع إنسانية عن 10 سجناء من كل من الجانبين وهذا الاتفاق لا يرتبط بالمفاوضات حول الاتفاق النووي. إيران مستعدة لتنفيذ التبادل اليوم".
وكان عباس عراقجي، كبير المفاوضين النوويين في إيران، نائب وزير الخارجية، قد قال السبت إن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي التي تستضيفها فيينا يجب أن تنتظر إلى أن تبدأ إدارة الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي عملها في أغسطس (آب)، لكنه أكد أنه من الممكن تنفيذ تبادل سجناء على وجه السرعة إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن الربط بين تبادل السجناء والقضية النووية.
الجولة الأخيرة
المحادثات الأميركية - الإيرانية غير المباشرة بشأن إحياء اتفاق 2015 متوقفة منذ انتهاء الجولة الأخيرة في 20 يونيو (حزيران)، وأوضحت إيران أنها ليست مستعدة لاستئنافها قبل تولي رئيسي السلطة.
وقال عراقجي، في تغريدة على "تويتر"، "نحن في مرحلة انتقالية حيث يجري انتقال ديمقراطي للسلطة في عاصمتنا. لذلك من الواضح أنه يتعين على محادثات فيينا انتظار إدارتنا الجديدة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس "هذه التعليقات جهد شائن للتملص من اللوم بخصوص المأزق الحالي".
وأضاف "نحن مستعدون للعودة إلى فيينا لاستكمال العمل على العودة المشتركة للاتفاق النووي بمجرد أن تنفذ إيران القرارات الضرورية"، وذلك في إشارة إلى الجهود الدبلوماسية الجارية لحمل البلدين على العودة للاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية في عام 2015.
قضية المحتجزين
وقال عراقجي أيضاً إنه يتعين على الولايات المتحدة وبريطانيا الكف عن الربط بين الإفراج عن السجناء والاتفاق النووي.
وأضاف "قد يتم الإفراج عن عشرة سجناء من كل الأطراف غداً إذا نفذت أميركا وبريطانيا الشق الخاص بهما في الاتفاق".
وقال برايس في هذا الشأن "في ما يخص التعليقات بشأن الأميركيين الذين تحتجزهم إيران ظلماً وقسراً، نرى فقط جهداً حثيثاً آخر لتعزيز الأمل لدى عائلاتهم… لم يجر التوصل إلى اتفاق بعد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف "لقد أجرينا محادثات غير مباشرة بشأن المحتجزين في إطار عملية فيينا، والتأخير في إعادة إطلاق هذه العملية لا يفيد… نحن أيضاً مستعدون لمواصلة المحادثات بشأن المحتجزين خلال هذه العملية".
واتهم نشطاء حقوقيون إيران، التي تحتجز مجموعة من الأميركيين الإيرانيين، باعتقال أشخاص من مزدوجي الجنسية في محاولة لانتزاع تنازل من دول أخرى. وترفض إيران هذا الاتهام.
وقالت إيران الأسبوع الماضي إنها تجري محادثات من أجل الإفراج عن إيرانيين محتجزين في سجون في الولايات المتحدة ودول أخرى بسبب انتهاكات للعقوبات الأميركية.
ونفت واشنطن في مايو (أيار) الماضي تقريراً بثته قناة تلفزيونية حكومية إيرانية حول توصل الدولتين إلى صفقة لتبادل السجناء مقابل الإفراج عن سبعة مليارات دولار من أموال النفط الإيرانية المجمدة بموجب العقوبات الأميركية في دول أخرى.
وأثار توقف المحادثات النووية، الذي ينسبه مسؤولون أميركيون وأوروبيون إلى انتخاب رئيسي الذي ينتمي إلى غلاة المحافظين، تساؤلات بشأن الخطوات التالية إذا وصلت المحادثات إلى طريق مسدودة.