حضر رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامابوزا، الأحد، 18 يوليو (تموز)، عمليات تنظيف بعد أعمال العنف المروعة التي وقعت خلال الأسبوع الجاري، بينما حذرت حكومته من المسؤولين عن تأجيج توتر عرقي.
واتهم أنصار رئيس الدولة السابق، جاكوب زوما، الذي أودع السجن أخيراً، بإثارة الفوضى في الأيام الأخيرة، التي وصفها رامابوزا بأنها محاولة مدبرة لزعزعة استقرار البلاد.
وتجول الرئيس رامابوزا (68 عاماً) الذي كان يرتدي سترة جلدية بألوان علم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، في مركز للتسوق مدمر في سويتو مدينة الصفيح الهائلة بالقرب من جوهانسبورغ. وقال، "نعترف بحدوث تقصير... سنجتمع لإجراء فحص مناسب للأحداث الأخيرة".
يوم مانديلا
ويحتفل سكان جنوب أفريقيا، الأحد، بيوم مانديلا تكريماً لأول رئيس بعد إحلال الديمقراطية في البلاد، في فرصة ليشمروا عن سواعدهم ويخصصوا بعض الوقت للعمل الجماعي.
وغرقت البلاد في أعمال عنف استمرت أكثر من أسبوع، وقتل خلالها 212 شخصاً على الأقل. ونهب لصوص مراكز تجارية، بينما أحرقت مجموعات مجهولة مصانع ومستودعات وأغلقت الطرق التي تعتبر استراتيجية للاقتصاد.
واندلعت أعمال العنف بعد سجن الرئيس السابق جاكوب زوما 15 شهراً لرفضه الإدلاء بشهادته أمام لجنة مكافحة الفساد.
ومن المقرر استئناف محاكمة زوما في قضية منفصلة تتعلق برشوة عمرها أكثر من 20 عاماً، الاثنين، في ظل توتر شديد.
تأمين الطعام للأكثر فقراً
ويواجه رامابوزا ضغوطاً متزايدة لأنه لم يتم اعتقال سوى واحد من الذين يشتبه بأنهم دبروا ما وصفته السلطات بمحاولة "تمرد" تسببت بأضرار تقدر بنحو مليار يورو.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي مقاطعة كوازولو ناتال الأكثر تضرراً، أصبح الوصول إلى المواد الأساسية مصدر قلق في المناطق المتضررة، حيث تم تدمير عديد من المتاجر، وبقي البعض الآخر مغلقاً.
وتقوم جمعيات ومواطنون عاديون بتعبئة لتأمين الطعام للأكثر فقراً كما يحدث في كنيسة في دوربان الميناء الكبير الواقع على المحيط الهندي، حيث كدس المتطوعون خبزاً وخضراوات طازجة لتوزيعها، حسبما ذكر مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية صباح الأحد.
فرز عنصري
وحذر وزير الشرطة، بيكي سيلي، من "أعمال دفاع عن النفس"، بعد اتهام سكان في فينيكس، وهي مدينة صفيح قريبة من دوربان معظم الذين يعيشون فيها جنوب أفارقة من أصل هندي، بمهاجمة مواطنيهم السود.
وسيتم نشر فريق متخصص من عشرة شرطيين هناك للتحقيق في موت 20 رجلاً في ملابسات مثيرة للشبهات في هذه الضاحية خلال الأسبوع الجاري.
وحذر وزير الشرطة، قائلاً "إذا كنا قد سمعنا أن البعض يخضعون لفرز عنصري عند الحواجز التي نصبت في المنطقة، وأن أشخاصاً بينهم رجال شرطة يتعرضون للترهيب وفي الحالات القصوى، يتعرضون للضرب أو يتم تفتيش سياراتهم وإضرام النار فيها"، فهذه بكل بساطة "سلوكيات إجرامية لن يتم التسامح معها".
قلق حول سمعة البلاد
وأغلق عدد كبير من الشواطئ حول دوربان بسبب مخاوف من تلوث محتمل بعد تسرب مادة كيماوية في مصنع محترق.
ويخشى قطاع الأعمال، وخصوصاً السياحة التي كانت تمثل 7 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي قبل انتشار وباء كورونا، أن تضر صور العنف بسمعة جنوب أفريقيا وتعوق الاستثمار في هذا البلد.
وفي دوربان خصوصاً، ترغب الشركات في الحصول على ضمانات أمنية. وقالت زانيلي خومو من غرفة تجارة وصناعة دوربان، "يبدو أن الأسوأ مُر، لكننا ما زلنا نشعر بالخوف".
وقال سياندا نيكسومالو، مدير مدرسة، وهو يزيل أنقاض مركز للتسوق دمر بالقرب من دوربان، إن "العالم يتابعنا باهتمام بلا شك، لكن يجب أن نتذكر أن جنوب أفريقيا لديها كثير من الأشخاص الطيبين والقصص الرائعة لترويها".