طالب مركز الدفاع عن حقوق الإنسان في إيران، الأمم المتحدة، بالتدخل لوقف العنف الذي تمارسه السلطات الأمنية الإيرانية ضد المتظاهرين في الأهواز. وعبر المركز عن قلقه لمقتل عدد من المتظاهرين، ودعا المفوضة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، إلى التدخل لوقف القمع.
وذكر هذا المركز، الذي يعد أبرز المنظمات الإيرانية المعنية بحقوق الإنسان، أن أداء قوى الأمن، المتمثل بالقتل، وجرح واعتقال المتظاهرين، يؤدي إلى تعقيد الوضع والظروف التي أدت إلى الاحتجاجات.
من جانبها، ناشدت منظمة حقوق الإنسان الأهوازية، "المنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان، وخاصة تلك المنضوية تحت لواء هيئة الأمم المتحدة، إلى إدانة مثل هذه الجرائم اللاإنسانية، التي تُرتكب بحق مواطني الشعب العربي الأهوازي".
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الإثنين 19 يوليو (تموز) 2021، في معرض إشارته إلى الاحتجاجات التي تشهدها الأهواز، إنه "من حق الناس أن يغضبوا بسبب المشكلات الناجمة عن الجفاف وشح المياه".
وأضاف روحاني خلال اجتماع مجلس الوزراء أن بلاده تمر بأزمة جفاف ليس لها مثيل منذ 50 عاماً، مما أدى الى مشكلات واسعة في المحافظات الجنوبية ومنها خوزستان (الأهواز)، موضحاً أنه "للأسف نمر بأزمة صعبة، وهذا العام انخفضت نسبة الأمطار إلى 52 في المئة مقارنة بالعام الماضي، لذلك واجهنا مشكلات في توفير المياه والكهرباء".
فيما تستمر التظاهرات الليلة في عدد من المدن في الأهواز جنوب غربي إيران، نشر ناشطون مقاطع فيديو تظهر قوى الأمن الإيراني تطلق الرصاص الحي نحو المحتجين على شح المياه في الإقليم الواقع على الضفة الشمالية للخليج.
وأظهرت مقاطع نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي محتجين يضرمون النار في إطارات لإغلاق الطرق في عدد من المدن، وشوهدت قوات أمن تحاول تفريق الحشود، وتردد دوي بعض الطلقات النارية.
وفي الخفاجية بغرب الأهواز أطلق المحتجون شعارات تتهم السلطات بـ "سرقة مياه الأنهر" لصالح الأٌقاليم الفارسية، إذ يشهد الإقليم حالة شح في المياه وجفاف غير مسبوق ترك تأثيراً على الزراعة والبيئة الطبيعية والحيوانية.
وأظهرت مقاطع الفيديو رجال الأمن يطلقون النار صوب المتظاهرين، وفيما أكد الناشطون مقتل ثلاثة أشخاص في الخفاجية لم تعلق السلطات بعد على هذه الأنباء.
ونشر ناشطون مقطع فيديو لامرأة تشارك في الاحتجاجات وتخاطب رجال الأمن بصوت مدوي: "احتجاجنا سلمي لماذا القمع"؟ ورددت "لا تنازل عن أرضنا ومياهنا".
وفي مدينة الشوش شمال الأهواز خرج المئات من المحتجين في الشوارع وجوبهت احتجاجاتهم بالرصاص الحي وأقدم الأمن على تطويق المدينة.
واستمرت التظاهرات أيضاً في مدينة الفلاحية والملاشية والحميدية وفي عبادان الغنية بالنفط.
وكانت وسائل الإعلام الرسمية قد أكدت مقتل متظاهرَين، بينما ألقى مسؤولون باللوم على "انتهازيين ومثيري شغب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكر ناشطون أن مصطفى نعيماوي (30 سنة) وقاسم خضيري (17 سنة) قتلا بسبب إطلاق النار.
وذكر موقع منظمة حقوق الإنسان في إيران أن قاسم خضيري قتل برصاص قوات الأمن بعد نقله إلى المستشفى.
ولم يرد تأكيد من قوى الأمن والقضاء الإيراني بشأن القتيلين، لكن المشرف على مقر حاكم مدينة الفلاحية أميد صبري بور، قال، إن مصطفى نعيماوي قتله "المشاغبون".
وأعلن لوكالة الطلبة الإيرانيين "إيسنا"، اعتقال المتورطين، لكنه ذكر لوكالة الأنباء الإيرانية "أرنا"، أن قوى الأمن تسعى إلى التعرف إلى القتلة.
وقال محتج مسن، في مقطع مصور نشره موقع (عصر جنوب) الإلكتروني المحلي، "ينبغي أن ينشر التلفزيون الرسمي ما نقوله، وأن ينشر صوراً للجاموس النافق بسبب نقص المياه".
وفي مايو (أيار) حذر وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان من نقص المياه خلال فصل الصيف، قائلاً إن هذا العام سيكون "أحد أكثر الأعوام جفافاً منذ 50 عاماً".
وأدى نقص المياه إلى انقطاع الكهرباء، ونظم محتجون مسيرات في عدة مدن في الأسبوع الماضي. وخلال بعض الاحتجاجات صب الناس جام غضبهم على السلطات ورددوا شعارات منها: "بالروح والدم نفديك يا أهواز" و"كلا كلا للتهجير" و"لا نسمح بنقل مياه الأنهر خارج الإقليم".
وقال رئيس لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني فريدون حسن وند: "بعد المشاورات بين رئيس البرلمان ووزارة الطاقة تقرر تدفق نسبة أعلى من المياه من سد الكرخة بنسبة 130 متراً مكعباً في الثانية بدلاً من 75 متراً مكعباً حالياً".
وذكرت وكالة "تسنيم" للأنباء أن النائب الأول لرئيس الجمهورية إسحق جهانغيري أرسل نواباً وزراء الطاقة والزراعة والميزانية إلى الأهواز، العاصمة الإقليمية لخوزستان على بعد نحو 545 كيلومتراً جنوب غربي طهران، وهو ما أكده التلفزيون الإيراني الرسمي.
وأشارت "تسنيم" إلى أن فريق العمل يعمل تحت سلطة خلية للأزمة.