قبيل ساعات من انطلاق أولى فعاليات الألعاب الأولمبية المؤجلة لعام 2020، تزداد الشكوك حول إمكانية البدء فيها أو عدم بدئها أو حتى توقفها قبل موعد انتهائها المقرر. وفيما لم تُلغ الألعاب الأولمبية السابقة في الماضي إلا في الحربين العالميتين، تسببت هذه الجائحة بتأجيل أولمبياد طوكيو الذي يرافقه الحظ السيء منذ سنة، مع إمكانية إلغائه في اللحظة الأخيرة. واعتبر رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو "أننا سنفكر في ما سيتوجب علينا القيام به عندما يتفاقم الوضع".
ولكن بكل وضوح، سبق للوضع أن تفاقم فعلاً في اليابان على الرغم من أن معدل الإصابات اليومية في البلاد (حوالى 2500) لا تزال منخفضة نسبياً بالمقارنة مع المعدلات البريطانية. ويزداد التوتر في أوساط الشعب الياباني حدّةً، مع ظهور استفتاء يبيّن أن أكثر من 80 في المئة من اليابانيين يؤيد إلغاء الألعاب الأولمبية. ولا يجب أن يفاجئ هذا الأمر أحداً إذ لم يتلقَ اللقاح الكامل (جرعتين) سوى 11 في المئة من سكان اليابان.
وعمدت شركة "تويوتا" التي تُعتبر مرادفاً للقوة الصناعية اليابانية، إلى سحب إعلاناتها. بالتالي يتوجب على السياسيين في طوكيو أن ينظروا إلى الآفاق المطروحة أمامهم بحذر شديد. ويسود قدر معين من الإذلال (أو أقله تصوّر الإذلال) في ما يتعلق بتقليص الألعاب بشكل أكبر أو تأجيلها (أو إلغائها) مجدداً. ويتوجّب وضع ذلك في كفّة مقابلة لرد الفعل السياسي المتأتي من إجرائها، حتى من دون جمهور. إذ ستحضر آلاف الفرق والطواقم المرافقة لها من كافة أنحاء العالم. وحتى مع اعتماد العزل الذاتي، يعتقد كثيرون أنها مجازفة غير ضرورية، على الرغم من الكلفة المالية التي يمكن أن تحصل جراء إلغاء الأولمبياد في اللحظة الأخيرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في الواقع، قد يكون تأثير ارتفاع عدد الإصابات والعزل الذاتي الإلزامي من بين الأسباب التي ستجعل هيبة الميداليات في بعض الرياضات تفقد رونقها وقيمتها، خصوصاً إذا وجد أفضل الرياضيين أنفسهم مستثنين من المشاركة، على غرار الاختلالات التي حدثت خلال دورتي ألعاب موسكو 1980 ولوس أنجليس 1984، اللتان عانتا مقاطعة أميركية ثم روسية على التوالي.
على العموم، ستنطلق الألعاب الأولمبية على الأرجح في نهاية المطاف (ستسبق بعض الفعاليات حفل الافتتاح الرسمي يوم السبت)، وسيبقى سكان طوكيو قيد قوانين الإقفال العام المفروضة عليهم وضمن حالة الطوارئ طوال فترة الألعاب الأولمبية. بالتالي، سيُحاصر أي ارتفاع في معدل الإصابة والوفيات عِبْرَ تلك التدابير الاستثنائية، ولكن الألعاب نفسها بدأت تبدو أمراً مشؤوماً، مع شيء من المرارة أيضاً.
وعلى الأرجح، لقد تولت اليابان إدارة الأزمة بأفضل طريقة ممكنة، بيد أن حلمها باستضافة الألعاب الأولمبية أصبح بمثابة خيبة أمل. وكان يُؤمل أن تكون هذه المناسبة رمزاً لنهضة اليابان بعد عقود من الركود الاقتصادي على غرار ما شكّلت دورة الألعاب الأولمبية في 1964 مؤشراً إلى النهوض من غياهب الحرب العالمية الثانية. ولكن، وفق ما يبدو الأمر الآن، لا يمكن وصف تلك الدورة بسوى أنها كارثة.
© The Independent