بعد ظهور "دلتا" و"ألفا" وغيرهما من المتحورات، سجلت بريطانيا سلالة جديدة من الفيروس ما زالت غامضة بالنسبة إلى الخبراء. فقد أعلن أطباء من وكالة الصحة العامة في إنجلترا، عن اكتشاف سلالة جديدة من الفيروس أصابت 16 شخصاً في الأقل حتى الآن.
وأوضح متخصصون أن معظم الحالات المسجلة بالسلالة الجديدة، مرتبطة بالسفر إلى الخارج، وفق إحدى الصحف البريطانية. ويجري الأطباء في وكالة الصحة العامة اختبارات على هذه المتحورة الجديدة لفهم تأثيرها في سلوك الفيروس بشكل أفضل.
مدى فاعلية اللقاحات
إلى ذلك، لا يعرف الأطباء بعد على وجه اليقين ما إذا كانت السلالة الجديدة (B.1.621) قد تقلل من فاعلية اللقاحات المضادة لفيروس كورونا. يذكر أنه حتى الآن، تُعدّ سلالة "دلتا" من فيروس كورونا التي اكتشفت للمرة الأولى في الهند، الأكثر انتشاراً في العالم.
وكانت بريطانيا رفعت جميع القيود الاجتماعية الخاصة بالفيروس في 19 من الشهر الحالي، على الرغم من زيادة عدد الإصابات الناجمة إلى حد كبير عن متحورة "دلتا".
4 مليارات جرعة
هذا وأفادت جامعة "جونز هوبكنز" ووكالة "بلومبيرغ" الأميركيتان اللتان تُعدّان من المراجع الإحصائية في ما يتعلق بجائحة "كوفيد -19"، بأن ما يقارب 4 مليارات جرعة من التطعيمات المضادة لفيروس كورونا أعطيت على مستوى العالم.
وقالت "جونز هوبكنز" إن أكثر من ثلاثة مليارات و809 ملايين جرعة تم منحها، بمعدل للتطعيم في العالم بـ 30.5 مليون جرعة في اليوم الواحد، على أساس البيانات المعلنة يومياً، وعلى مدار متوسط سبعة أيام، وهي أكبر حملة تطعيم في التاريخ، بحسب "بلومبيرغ".
وأورد المصدران قائمة بأكثر من 20 دولة زُوّدت بلقاح كورونا، وهي على التوالي: الصين التي أعطت أكثر من 1.5 مليار جرعة لقاح، تليها الهند بنحو 427 مليون جرعة، ثم أميركا بـ 340 مليوناً، وتضم قائمة الدول الأكثر تطعيماً أيضاً البرازيل ثم ألمانيا فبريطانيا واليابان وفرنسا وتركيا وإيطاليا وإندونيسيا والمكسيك وروسيا وإسبانيا وكندا وبولندا والأرجنتين وتشيلي وكولومبيا وباكستان.
أما عن الإصابات، فبلغ عدد الحالات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في أنحاء العالم 193.2 مليون حالة، فيما بلغ عدد الوفيات 4.14 مليون وفاة.
تطعيم الأطفال
وفي محاولة لتسريع حملات التلقيح باعتبارها السبيل الأنجع للحد من الوباء، أفادت وكالة الأدوية الأوروبية في توصية لها بإمكانية استخدام لقاح شركة "موديرنا" الأميركية المضاد لفيروس "كوفيد-19" لتطعيم الأطفال من عمر 12سنة وأكبر.
وأجرى خبراء من وكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي في أمستردام تقييماً جاء إيجابياً للبيانات المقابلة من دراسات، وأفسحوا المجال للموافقة على استخدام اللقاح لأعمار تتراوح بين 12 و17 سنة.
إلى ذلك، أعلن المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، ومقره ستوكهولم، والمكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، ومقره كوبنهاغن، أن سلالة "دلتا" المتحورة من فيروس كورونا شديدة العدوى باتت تهيمن الآن على أجزاء كبيرة من أوروبا.
وأظهرت البيانات سلالة "دلتا" تجتاح 19 من بين 28 دولة مع معلومات كافية.
وبلغ متوسط نسبة حالات "دلتا" التي جرى رصدها في هذه البلدان 68 في المئة، في حين بلغ متوسط نسبة حالات سلالة "ألفا" التي كانت مهيمنة سابقاً 22.3 في المئة.
وارتفع عدد الحالات المؤكدة في أوروبا في كل أسبوع من الأسابيع الـ 4 الماضية، مع زيادة سريعة في شكل خاص بين الشباب.
جنوب أفريقيا تتجاوز ذروة الموجة الثالثة
وأعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، الأحد، أن البلاد تجاوزت ذروة موجة "كوفيد" الثالثة "إلى حد بعيد" وخففت القيود المفروضة، بما في ذلك الحظر على بيع الكحول.
وكانت الدولة الأكثر تضرراً بفيروس كورونا في القارة السمراء أعادت فرض إغلاق جزئي الشهر الماضي لوقف الانتشار غير المسبوق للإصابات بسبب متحورة "دلتا".
وقال رامافوزا إن متوسط عدد الإصابات اليومية الجديدة بلغ حوالى 12 ألفاً خلال الأسبوع الماضي، بانخفاض 20 في المئة عن الأسبوع السابق.
وأضاف في خطاب إلى الأمة "تشير الأرقام الأخيرة إلى أننا تجاوزنا إلى حد بعيد ذروة الموجة الثالثة من الإصابات، على الرغم من وجود مناطق في البلاد يتعين علينا أن نبقى حذرين بشأنها".
وأعلن رامافوزا تخفيف القيود المفروضة على التجمعات والسفر داخل البلاد وعلى مبيعات المشروبات الكحولية اعتباراً من الاثنين.
وأشار إلى أن حظر التجول الليلي لا يزال سارياً وكذلك إلزامية وضع الكمامات.
وسجلت جنوب أفريقيا حتى الآن أكثر من 2.3 مليون إصابة بفيروس كورونا، بينها ما لا يقل عن 69.775 وفاة.
وعانت حملة التطعيم من البطء، إضافة إلى نكسات عدة، بينها التخلي عن جرعات "أسترازينيكا" بعد أن أشارت دراسة إلى عدم فاعليتها ضد متحورة "بيتا".
وتلقى نحو 2.3 مليون شخص في جنوب أفريقيا اللقاح بشكل كامل منذ فبراير (شباط) الماضي من أصل 40 مليوناً تستهدفهم حملة التحصين لعام 2022، أي نحو 67 في المئة من السكان.
زيادة يومية قياسية في تونس
وعلى صعيد تفشي الجائحة أيضاً، قالت وزارة الصحة التونسية، السبت، إن تونس سجلت خلال 24 ساعة 317 وفاة لأسباب لها علاقة بـ "كوفيد-19"، وهي زيادة يومية قياسية منذ بدء الجائحة.
كما أعلنت الوزارة تسجيل 5624 إصابة جديدة، ما زاد من المخاوف إزاء قدرة البلاد على مكافحة الوباء، حيث امتلأت وحدات العناية المركزة في المستشفيات عن آخرها، وهناك نقص في إمدادات الأوكسجين. في حين تسير حملة التطعيم ببطء.
وتقول منظمة الصحة العالمية، إن الحصيلة اليومية لوفيات "كوفيد-19" في تونس هي الأعلى في أفريقيا والعالم العربي حالياً.
تظاهرات في أستراليا
وفي أستراليا تظاهر آلاف الأشخاص في أكبر مدينتين رفضاً لتدابير الإغلاق الهادفة إلى الحد من الجائحة، ما أدى إلى صدامات عنيفة مع الشرطة في سيدني.
وأوقف عشرات المحتجين الذين شاركوا في تظاهرة غير مرخصة انتهكت تعليمات الصحة العامة في سيدني، فيما وقعت صدامات عدة مع الشرطة خلال التحرك الذي استمر ساعات. وقامت مجموعة من المتظاهرين بإلقاء قوارير المياه على شرطة الخيالة في سيدني، احتجاجاً على فرض إغلاق يستمر شهراً. كما نزل الآلاف إلى شوارع ملبورن بعد أن تجمعوا أمام برلمان المقاطعة بعد الظهر.وخالف المتظاهرون، الذين كانوا من دون كمامات في معظمهم، تدابير حظر التنقل غير الضروري وحظر التجمعات العامة، بعد يوم على إعلان السلطات احتمال إبقاء القيود حتى أكتوبر (تشرين الأول).
اجتجاجات فرنسا
وفي فرنسا، أطلقت شرطة مكافحة الشغب قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق متظاهرين في قلب العاصمة باريس، السبت. ويحتج المتظاهرون على قيود وحملات تطعيم إلزامية تفرضها الحكومة لمكافحة "كوفيد-19".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتظهر صور بثتها قنوات تلفزيونية قوات من الشرطة تحاول صد متظاهرين على مقربة من محطة قطارات سان لازار، بعد أن تعرّض اثنان من ضباط الشرطة كانا يستقلان دراجة نارية لهجوم على يد متظاهرين.
وشهدت شوارع باريس انتشاراً مكثفاً للشرطة التي وقعت مصادمات بينها وبين متظاهرين في شارع الشانزليزيه، اضطرت معها إلى إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع ما أدى إلى تعطل حركة المرور.
وفي غرب باريس، خرجت تظاهرة أخرى دعا إليها سياسيون من اليمين المتطرف، وحمل متظاهرون معارضون لتدابير مكافحة كورونا لافتات تقول "أوقفوا الديكتاتورية".
ومن المقرر أن تخرج تظاهرات في أنحاء متفرقة من فرنسا تشمل: مارسيليا ومونبيلييه ونانت وتولوز. وقدّرت وزارة الداخلية أعداد المشاركين في تظاهرات السبت بحوالى 161 ألف متظاهر، مقارنة بنحو 114 ألفاً خرجوا في تحركات، السبت الماضي.
ويصوّت نواب البرلمان الفرنسي في عطلة هذا الأسبوع على مشروع قانون تقدمت به الحكومة يهدف إلى إجراء تطعيم إلزامي للعاملين في قطاع الصحة.
وتلقّى نحو ستين في المئة من الفرنسيين جرعة واحدة على الأقل من اللقاح المضاد لـ"كوفيد-19"، وفق ما أظهرت معطيات صحية نشرت مساء الأحد.
وكتب الرئيس إيمانويل ماكرون عبر "تويتر"، "قريباً 40 مليون شخص يكونون قد تلقّوا جرعة واحدة. إننا نتقدم. علينا ألا نتراجع. لقحوا أنفسكم".
ويُتوقع تجاوز هذه العتبة الاثنين ما دام أكثر من 39.4 مليون فرنسي تلقّوا جرعة واحدة على الأقل، أي 59.2 في المئة من تعداد السكان.
أما الذين حصلوا على جرعتين، فتناهز نسبتهم خمسين في المئة (33.2 مليون فرنسي)، بحسب أرقام وزارة الصحة.
وتظل المعطيات الرئيسة للوضع الصحي العام (عدد المرضى في المستشفيات وفي أقسام الإنعاش) مستقرة على الرغم من ارتفاع عدد الإصابات منذ نحو 15 يوماً (16 ألفاً و167 إصابة جديدة الأحد).
وقضى ستة أشخاص بـ"كوفيد" في الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع إجمالي الوفيات منذ بدء تفشي الوباء إلى 111 ألفاً و644.
تحركات في اليونان
وفي اليونان أيضاً لجأت الشرطة إلى قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين احتشدوا السبت وسط العاصمة أثينا، احتجاجاً على حملات تطعيم إلزامية ضد "كوفيد-19" تسعى الحكومة اليونانية إلى السير بها.
ونظم نحو أربعة آلاف شخص مسيرة خارج مبنى البرلمان للمرة الثالثة في هذا الشهر، رفضاً لحملات تطعيم إلزامية لقطاعات من العاملين، لا سيما في مجال الرعاية الصحية والتمريض.
وكانت مسيرة احتجاجية خرجت يوم الأربعاء الماضي، قد شهدت صدامات بين المتظاهرين وقوات الشرطة.
حث المعلمين على تلقي اللقاح
وتشير استطلاعات للرأي أجريت في الفترة الأخيرة إلى استعداد معظم اليونانيين لتلقي التطعيم ضد "كوفيد-19"، الذي حصد أرواح 12.890 شخصاً في اليونان منذ تفشي الوباء العام الماضي.
وقد حصلت نسبة 45 في المئة من السكان البالغ تعدادهم 11 مليون نسمة على التطعيم الكامل. وأصدرت الحكومة اليونانية تعليمات بتطعيم العاملين في مجال الرعاية الصحية والتمريض مع ارتفاع أعداد الإصابات.
كما حثت المعلمين في المدارس على تلقي اللقاح قبل بدء العام الدراسي المقرر في سبتمبر (أيلول) المقبل. وسجلت السلطات اليونانية حوالى 2.500 إصابة جديدة يوم السبت، ليصل بذلك إجمالي عدد المصابين في البلاد إلى 474.366.
كوريا الجنوبية تشدد القيود
قالت كوريا الجنوبية، الأحد، إنها ستشدد قيود التباعد الاجتماعي في معظم أنحاء البلاد هذا الأسبوع، محذرةً من أن أسوأ موجة على الإطلاق من "كوفيد-19" قد يتسع نطاقها خلال موسم العطلات الصيفية.
وقررت السلطات تشديد القيود إلى المستوى الثالث على مقياس من أربعة مستويات، مما يعني أنه بحلول العاشرة مساءً سيتم حظر ارتياد المطاعم والتجمعات لأكثر من أربعة أشخاص، وذلك اعتباراً من الثلاثاء ولمدة أسبوعين في معظم المناطق باستثناء بعض المقاطعات الصغيرة.
وخلال اجتماع الوكالات المعنية لاستعراض الجهود المبذولة لمواجهة فيروس كورونا، قال الرئيس مون جيه-إن، "أكثر ما يثير القلق هو انتشار الفيروس في الآونة الأخيرة في مناطق خارج العاصمة".
وتمكنت كوريا الجنوبية إلى حد بعيد من احتواء تفشي الوباء من خلال حملة مكثفة للكشف عن الإصابات وتتبعها أثناء عام الجائحة الأول.
وقالت الوكالة الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الأحد، إنه جرى تسجيل 1487 إصابة السبت، وهي أعلى زيادة مسجلة في أي عطلة نهاية أسبوع. وارتفع إجمالي الإصابات في كوريا الجنوبية إلى 188848، فضلاً عن 2073 وفاة.
مستشفى في الأردن بلا كهرباء
وفي الأردن، حيث انقطع التيار الكهربي عن إحدى المستشفيات التمخصصة لعزل مرضى فيروس كورونا، ما أدى إلى تجمع المواطنين في محيط المستشفى.
وقال مدير المستشفى في تصريحات إعلامية، إن انقطاع التيار الكهربائي جاء نتيجة ماس كهربائي أثر على إنارة المستشفى. وأضاف أن انقطاع الكهرباء لم يؤثر على الأجهزة الطبية لربطها بمولدات كهربائية احتياطية.
ارتفاع حالات كورونا ينذر بكارثة صحية في لبنان
أما في لبنان فيتخوف المواطنون من كارثة صحية وشيكة، بسبب ازدياد حالات كورونا بشكل متسارع، وارتفاع نسبة المصابين الذين باتوا يحتاجون إلى دخول المستشفيات، في وقت يعاني فيه القطاع الصحي من أزمة غير مسبوقة تتمثل بفقدان الأدوية والمستلزمات الطبية، وبالنقص الحاد في الطاقم التمريضي، فضلاً عن التقنين القاسي لكهرباء لبنان وشح مادة المازوت المشغلة للمولدات.
كانت نقابة الممرضات والممرضين حذرت أكثر من مرة من هجرة غير مسبوقة في قطاع التمريض، إذ تجاوز عدد الممرضين الذين تركوا لبنان بعد عام 2019 الـ1600 ممرض وممرضة من ذوي الخبرات بحثاً عن فرص عمل في الخارج، بعدما خسرت رواتبهم أكثر من 90 في المئة من قيمتها بسبب انهيار الليرة اللبنانية.
ويعاني لبنان منذ سنتين من أزمة حادة، صنفها البنك الدولي ضمن أسوأ الأزمات العالمية، لا سيما مع غياب إمكانات الحلول في ظل عدم القدرة على تشكيل حكومة منذ أكثر من تسعة أشهر.
وتتجه أزمة الدواء في لبنان إلى مزيد من التعقيد بحسب المراقبين، لا سيما بعدما توقفت الشركات عن استيراد الأدوية وتوزيعها على الصيدليات التي يلتزم عدد كبير منها إضراباً مفتوحاً منذ أيام.
ماليزيا وتايلاند
تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا في ماليزيا منذ بداية الجائحة حاجز المليون الأحد، بعد أن سجلت وزارة الصحة 17045 إصابة جديدة. وبذلك يرتفع مجمل حالات الإصابة في الدولة الواقعة بجنوب شرقي آسيا إلى مليون و13438.
كما سجلت تايلاند الأحد رقماً قياسياً في الإصابات اليومية بفيروس كورونا بلغ 15335 إصابة، ليرتفع إجمالي عدد الإصابات في البلاد إلى 497302. كما سجلت 129 وفاة جديدة ليصل إجمالي الوفيات إلى 4059.