وصلت ناقلة نفط يديرها رجل أعمال إسرائيلي وتعرضت لهجوم في بحر عمان الأسبوع الماضي إلى مرفأ الفجيرة الإماراتي، اليوم الثلاثاء، بعد تحميل إيران مسؤولية الاعتداء الذي أسفر عن سقوط قتيلين من أفراد طاقم السفينة.
وتسبب ضعف الرؤية بسبب الرطوبة العالية في صعوبة تبين الأضرار التي لحقت بالسفينة "أم-تي ميرسر ستريت" خلال رسوها في خليج عمان قبالة الساحل الشرقي للإمارات، على ما أفاد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية.
وذكرت خدمة تعقب السفن "مارين ترافيك" أن السفينة التي ترفع العلم الليبيري وصلت إلى مرساها في الفجيرة الساعة 2:47 صباحاً (22:47 ت غ الاثنين).
وقالت الولايات المتحدة وإسرائيل، إن تقييمات أجهزتهما الاستخباراتية خلصت إلى أن طائرة مسيرة إيرانية نفذت الهجوم الذي استهدف، الخميس، السفينة المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر. لكن طهران رفضت الاتهامات وأكدت أنها سترد "على أي مغامرة محتملة".
وأعلن مسؤول إيراني لوكالة نور نيوز شبه الرسمية، اليوم الثلاثاء، "إن طهران لن تواصل خططها لتبادل السجناء مع الولايات المتحدة"، متهماً واشنطن بفعل "مخالفات" تتعارض مع جهود الإفراج عن المحتجزين.
وذكر المسؤول، الذي لم تذكر الوكالة المقربة من أعلى هيئة للأمن القومي في إيران اسمه، "أنه مع استمرار مخالفات إدارة بايدن لا يوجد حافز لدى إيران لمواصلة هذه العملية، ومن ثمّ ستُحذف قضية التبادل بهيئتها الحالية من جدول الأعمال تماماً". والشهر الماضي قالت طهران إنه تم التوصل لاتفاق لتبادل السجناء لكن واشنطن نفت ذلك.
وكانت الولايات المتحدة تعهدت، أمس الاثنين، بـ"رد جماعي" مع حلفائها على إيران، بعد اتهامها بالمسؤولية عن هجوم استهدف الخميس ناقلة نفط تديرها شركة إسرائيلية قبالة عُمان الأسبوع الماضي.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "نحن على اتصال وثيق وتنسيق مع المملكة المتحدة وإسرائيل ورومانيا ودول أخرى. وسيكون الرد جماعياً".
ووصف الحادثة بأنها "تهديد مباشر لحرية الملاحة والتجارة"، لكنه قلل من شأن الاقتراحات القائلة إنه يعكس طابع التشدد الذي يتسم به الرئيس الإيراني الجديد المحافظ إبراهيم رئيسي.
وقال "رأينا سلسلة أفعال قامت بها إيران على مدى أشهر عدة، بما فيها ضد حركة الشحن، لذا لست متأكداً من أن هذا الفعل بالتحديد هو أمر جديد أو يُنذر بشيء ما، بطريقة أو بأخرى، بالنسبة إلى الحكومة الجديدة". وأضاف "لكن ما يقوله هو إن إيران تواصل التصرف بقدر هائل من اللامسؤولية".
لندن تستدعي السفير الإيراني
من جانبها، استدعت بريطانيا السفير الإيراني الإثنين بعد أن حمَّلت لندن والولايات المتحدة إيران مسؤولية الهجوم على ناقلة النفط.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان إن "الوزير جيمس كليفرلي أكد مجدداً أنه يتعين على إيران التوقف على الفور عن الأفعال التي تهدد السلام والأمن العالميين، وأكد ضرورة السماح للسفن بالإبحار بحرية وفقاً للقانون الدولي".
إيران ترد
وحذرت إيران على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية من أنها سترد على أي "مغامرة" بحقها، بعدما اتهمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستهداف ناقلة نفط في بحر العرب.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في بيان إن طهران، التي تنفي تلك الاتهامات، "لن تتردد في الدفاع عن أمنها ومصالحها القومية، وسترد بشكل فوري وحاسم على أي مغامرة محتملة".
واتهمت تل أبيب وواشنطن ولندن، الأحد، طهران بالوقوف وراء هجوم استهدف، الخميس، ناقلة النفط "أم - تي ميرسر ستريت" التي يشغّلها رجل أعمال إسرائيلي، ما أدى إلى مقتل اثنين من أفراد طاقمها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك اتهمت رومانيا في اليوم ذاته، إيران، بالوقوف وراء هجوم استهدف ناقلة النفط. وقالت وزارة الخارجية الرومانية في بيان، "في ضوء العناصر التي قدمها شركاؤنا الدوليون، التي تشير إلى هجوم متعمد نسقته إيران، تطالب رومانيا السلطات الإيرانية بتقديم تفسير من دون تأخير". وأضافت الخارجية الرومانية أن "السفير الإيراني في بوخارست استُدعي إلى الوزارة على وجه السرعة"، مؤكدةً أن رومانيا "تتشاور مع شركائها لتحديد الردود المناسبة".
وُأبلغ عن الهجوم بداية عند الساعة 18:00 الخميس بتوقيت غرينيتش. وأدى إلى مقتل بريطاني وروماني من أفراد الطاقم، وفق ما أعلنت شركة "زودياك ماريتايم" المشغلة للسفينة، والمملوكة من الملياردير الإسرائيلي إيال عوفر، ومقرها لندن.
من جانبه، أكد رئيس وزراء الدولة العبرية، نفتالي بينيت الأحد (1أغسطس)، وجود أدلة على مسؤولية إيران عن الهجوم.
كما أشار وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، إلى أن المملكة المتحدة تعتبر أن الهجوم الدامي الذي استهدف ناقلة النفط "قامت به إيران".
تبادل الاتهامات
وكرر خطيب زاده الموقف الذي أعربت عنه طهران الأحد، برفض الاتهامات التي "لا أساس لها" بالوقوف خلف الهجوم. وأضاف خلال تصريحاته يوم الإثنين، "هذه البيانات المنسقة تتضمن عبارات متناقضة"، معتبراً أنه "في حال توافر لديهم أي دليل لدعم مزاعمهم التي لا أساس لها، يجب عليهم توفيره".
واتهم واشنطن ولندن بأنهما دعمتا عبر "الصمت الاعتداءات الإرهابية والتخريب اللذين تعرضت لهما سفن إيران التجارية في البحر الأحمر والمياه الدولية".
فصل جديد من الصراع
وتشكل الحادثة فصلاً جديداً من توتر وصراع ممتد لأعوام بين العدوين الإقليميين، إيران وإسرائيل.
وسبق للدولة العبرية أن اتهمت إيران بالوقوف خلف اعتداءات طالت سفناً مرتبطة بها خلال الأشهر الماضية، خصوصاً في خليج عمان وبحر العرب.
من جهتها، وجهت إيران أصابع الاتهام إلى إسرائيل بالوقوف خلف هجوم "تخريبي" تعرضت له سفينة الشحن "إيران شهركرد" في البحر المتوسط في مارس (آذار) الماضي، مشيرة في حينه إلى أن "كل الأمور تدفع إلى الاعتقاد" بوقوف الدولة العبرية خلف العملية.
وفي أبريل (نيسان)، أعلنت طهران أن سفينتها "ساويز" تضررت جراء انفجار استهدفها في البحر الأحمر. وفي حين لم توجه إيران أصابع الاتهام إلى أي طرف، نقلت "نيويورك تايمز" أن إسرائيل نفذته رداً "على هجمات إيرانية سابقة ضد سفن إسرائيلية".
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في مارس الماضي، أن إسرائيل استهدفت عشر سفن في الأقل كانت متوجّهة إلى سوريا وينقل بمعظمها النفط الإيراني منذ أواخر عام 2019.