فيما تشدد حركة "طالبان" الضغط على شبرغان، عاصمة ولاية جوزجان في شمال أفغانستان وعدد من المدن الكبرى الأخرى، عاد أمير الحرب السابق عبد الرشيد دستم إلى كابول.
وأقام دستم في تركيا لأشهر لتلقّي العلاج على الأرجح. والتقى في كابول، مساء الأربعاء 4 أغسطس (آب) الحالي، كبار المسؤولين لمناقشة الوضع في مدينة شبرغان، وفق ما قال إحسان نيرو، أحد المتحدثين باسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف المصدر أن دستم ينتظر "لقاء الرئيس أشرف غني". وكان دستم (66 سنة) حليفاً لغني ونائباً له بين عامَي 2015 و2019، لكنه ما لبث أن بدّل ولاءه ودعم عبدالله في الانتخابات الرئاسية التي خاضها الأخير ضدّ الرئيس المنتهية ولايته في نهاية 2019.
ويُعتبر دستم من أبرز القادة الأوزبك وهو معروف بتبديل ولاءاته في السياسة. لكن الرجل لا يزال يمتلك رصيداً سياسياً كبيراً على الرغم من جرائم الحرب المتّهم بها، وأبرزها مجزرة راح ضحيتها حوالى ألفي عنصر من حركة "طالبان" داخل حاويات شحن في 2001، غير أنه ينفي الاتهامات الموجّهة إليه.
وسيشكّل وقوع معقله في شبرغان بأيدي "طالبان"، في حال حصل ذلك، نكسة أخرى للحكومة التي دعت أخيراً أمراء الحرب السابقين ومختلف الميليشيات إلى السعي لوقف تقدّم المتمردين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستولت حركة "طالبان" في الأشهر الثلاثة الماضية على مناطق ريفية شاسعة ومعابر حدودية رئيسة خلال هجوم خاطف باشرته مع بدء انسحاب القوات الأجنبية الذي ينبغي أن ينجز بحلول 31 أغسطس.
وبعدما لاقت مقاومة ضعيفة في الأرياف، انتقلت "طالبان" قبل أيام للتركيز على المدن الكبرى، محاصرة عواصم ولايات عدة.
ومن بين هذه المدن، لشكركاه عاصمة ولاية هلمند أحد معاقل المتمردين، حيث شن الجيش هجوماً مضاداً مساء الأربعاء وكثّف قصفه الخميس بعد أن دعا السكان إلى مغادرة المدينة.
ويدفع المدنيون العالقون في القتال الثمن باهظاً في لشكركاه البالغ عدد سكانها 200 ألف نسمة، إذ قُتل ما لا يقل عن 40 مدنياً وأصيب 118 خلال 24 ساعة، وفق ما أعلنت الثلاثاء بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان.
ودعا الاتحاد الأوروبي، الخميس، إلى "وقف عاجل وكامل ودائم لإطلاق النار" في البلاد، مندداً بتكثيف حركة "طالبان" هجماتها الدموية، علماً أنها وعدت بشنّ عمليات جديدة بعد استهداف وزير الدفاع في كابول الثلاثاء بهجوم لم يُصب فيه بأذى.