أدت فيضانات تسببت فيها أمطار غزيرة في كوريا الشمالية إلى تضرر أكثر من ألف منزل وإجلاء نحو خمسة آلاف شخص، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي، كما غمرت المياه مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.
ويأتي التقرير التلفزيوني مع اعتراف بيونغ يانغ في يونيو (حزيران) الماضي، بأن البلاد تعاني أزمة غذائية، ولتدق ناقوس الخطر حيال قطاعها الزراعي المحتضر ومكافحتها لتأمين حاجاتها الغذائية.
وأشارت توقعات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي، إلى أن كوريا الشمالية تواجه نقصاً في الغذاء بنحو 860 ألف طن هذا العام، محذرة من أن البلاد قد تشهد "فترة قحط قاسية".
دمار كبير
وأظهرت لقطات لقناة "كاي سي تي في" التي تديرها الدولة، منازل وقد وصلت المياه إلى أسطحها إضافة إلى طرق وجسور متضررة.
وذكر التقرير أنه إضافة إلى المنازل والطرق، غمرت المياه "مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية" في مقاطعة هامغيونغ الجنوبية، حيث انهارت سدود الأنهار.
وأفادت وكالة الأنباء الكورية الرسمية، الأحد 8 أغسطس (آب) الحالي، بأن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون "أصدر أمراً بتقديم دعم مادي ومالي وطني قوي إلى مقاطعة هامغيونغ الجنوبية في حملتها للتعافي".
وأشارت الوكالة إلى أن المسؤولين في جنوب هامغيونغ ناقشوا خلال اجتماع لهم "تدابير الطوارئ لتحقيق الاستقرار على وجه السرعة في حياة الناس في المناطق المتضررة من الكارثة، وزيادة تشديد أعمال الوقاية من الأوبئة في حالات الطوارئ وتقليل الأضرار التي تلحق بالمحاصيل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الأمطار مستمرة
وأفاد نائب رئيس وكالة الأرصاد الجوية التابعة لكوريا الشمالية ري يونغ نام للشبكة أنه مع تشبع التربة، قد يتسبب هطول مزيد من الأمطار في أضرار إضافية. وأضاف "نتوقع أمطاراً غزيرة حتى العاشر من أغسطس في مناطق عدة، تتركز حول منطقة الساحل الشرقي".
ونقلت صحيفة "رودونغ سينمون" الرسمية عن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون السبت (7 أغسطس) قوله، إن على "كل القطاعات والوحدات" اتخاذ إجراءات لمنع وقوع "كوارث طبيعية مسبقاً".
وغالباً ما تكون وطأة الكوارث الطبيعية أشد على كوريا الشمالية المعزولة بسبب ضعف بنيتها التحتية، فيما زادت إزالة الغابات الأمور سوءاً، ما جعلها عرضة للفيضانات.
وتسببت سلسلة من الأعاصير المدارية التي ضربت كوريا الشمالية الصيف الفائت، بفيضانات دمرت الأراضي الزراعية وآلاف المنازل.
وحذر كيم في يونيو الماضي، من حساسية وضع الإمدادات الغذائية بسبب الأضرار التي خلفتها العواصف، داعياً إلى اتخاذ خطوات للتقليل من تأثير الكوارث الطبيعية.
وتعيش كوريا الشمالية في عزلة ذاتية للوقاية من جائحة كورونا، ما أدى إلى تباطؤ الحركة التجارية مع الصين التي تُعد الشريان الحيوي للبلاد إلى حد كبير.
وسبق أن شهدت كوريا الشمالية مجاعة في تسعينيات القرن الماضي أدت إلى وفاة مئات آلاف الأشخاص بعد ما حرمها سقوط الاتحاد السوفياتي من الدعم الذي كانت تحتاجه بشدة.