أعلن حاكم ولاية نيويورك، الديمقراطي أندرو كومو، الثلاثاء 10 أغسطس (آب)، استقالته بعدما اتهمته 11 امرأة بالتحرش الجنسي، مما زاد الضغوط القانونية والمطالبات برحيله من جانب الرئيس جو بايدن وآخرين، في سقوط مذهل لرجل كان يُنظر إليه ذات يوم على أنه منافس رئاسي محتمل.
ويمثّل التطور الأخير منعطفاً مفاجئاً في مسيرة كومو البالغ 63 عاماً والذي كان يلقى إشادات قبل عام فقط لطريقة تعامله مع أزمة "كوفيد-19" قبل أن تحيط به اتهامات التحرّش وادعاءات بأنه أخفى الحجم الحقيقي للوفيات في دور الرعاية.
وقال كومو الذي يعمل حاكماً لرابع أكبر ولاية أميركية من حيث عدد السكان منذ عام 2011، "أعتقد أنه في ضوء الظروف، فإن أفضل وسيلة للمساعدة الآن هي أن أنسحب"، موضحاً أن "استقالتي ستكون نافذة خلال 14 يوماً".
ونفى كومو (63 سنة) في خطاب متلفز تم بثه على الهواء مباشرة اتهامه بالتحرش الجنسي، الذي وثقه تقرير للمدعية العامة لنيويورك، ليتيتيا جيمس، في الثالث من أغسطس، بعد تحقيق مستقل استمر خمسة أشهر وخلص إلى أن الحاكم تحرش جنسياً بالعديد من النساء وتورط في سلوك ينتهك قوانين الولايات المتحدة وولاية نيويورك.
لكنه أكد أنه يرغب في تقديم "اعتذار عميق جداً" إلى أي امرأة تعرضت للإهانة بسبب سلوكه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف، "كنت على الدوام قريباً جداً من الناس. (أعترف) بأنني أعانق وأقبل الناس بعفوية، سواء نساء أو رجالاً. لقد فعلت ذلك طوال حياتي".
وتابع، "لم يخطر في بالي أن أتجاوز الحدود مع أي شخص، لكنني لم أدرك" الخط الفاصل بين المسموح به وغير المسموح به.
وأضاف كومو، "هناك تحوّلات جيلية وثقافية لم أدركها بشكل كامل في حين كان علي ذلك. لا توجد مبررات". وتابع، "اعتقدت أن معانقة موظفة أثناء التقاط صورة كان أمراً ودياً، لكنها اعتبرته تجاوزاً. قبّلت امرأة على خدّها خلال حفل زفاف واعتقدت بأنني لطيف، شعرت هي بأن الأمر كان جريئاً".
وستخلف كومو مساعدة حاكم الولاية، كاثلين هوشول، وهي أيضاً ديمقراطية.
وانتُخب كومو، الذي شغل والده ماريو أيضاً منصب حاكم نيويورك، للمنصب عام 2010 وأعيد انتخابه بسهولة في الولاية التي تعد معقلاً للديمقراطيين عامي 2014 و2018.
ووصف كومو نفسه بأنه "نيويوركي المولد والمنشأ" و"مقاتل"، مشدداً على أن "حدسه (يملي عليه) مواجهة هذا الجدل لأنني أعتقد بأنه مدفوع سياسياً".
لكنه أكد أنه قرر الاستقالة إذ إن من شأن معركة العزل أن "تستنفد الحكومة" وتكلّف دافعي الضرائب ملايين الدولارات وتمثل "قمعاً للناس".
وقال "على الحكومة أن تعمل حقاً اليوم. على الحكومة أن تؤدي (واجباتها). وآخر ما على حكومة الولاية القيام به هو هدر طاقتها على الأمور التي تشتت الانتباه".
ووصف هوشول، التي ستكون أول امرأة في التاريخ تحكم نيويورك، بأنها "ذكية وصاحبة كفاءة" متعهّداً بانتقال "سلس".