مشككون في اللقاحات يعالجون كورونا بطارد ديدان للخيول فيتسممون

ربما يعزف المشككون في "كوفيد-19" عن أخذ اللقاح المضاد، ويمتنعون عن ارتداء الكمامات، غير أنهم في المقابل مستعدون للعلاج من عدوى كورونا من طريق تناول [محتوى] أنابيب مقوية من دواء مخصص لطرد الديدان لدى الخيول.

في الواقع، وفق الموقع الأخباري الأميركي "ذا ديلي بيست"، يسعى معارضون للتطعيم حالياً إلى الحصول على عقار "إيفرمكتين" ivermectin المخصص لعلاج الخيول، والمعروف أيضاً باسم "معجون الحصان"، علماً بأنه دواء مضاد للطفيليات يحمي الخيول والماشية من الديدان وطفيليات أخرى. يوصف "إيفرمكتين" أحياناً للبشر للتخلص من الطفيليات (إنما في جرعة تناسب الإنسان)، وتتحقق دراسات عدة من تأثيراته في علاج فيروس كورونا والوقاية منه، ولكن لم تثبت بعد نجاعته في الحالتين.

ولكن مع ذلك، لا ينفك بعض المجموعات الطبية يشجع على أخذه، من بينها "أطباء فرونت لاين" في أميركا، وأحد الأعضاء فيها الدكتورة ستيلا إيمانويل، المؤمنة بنظرية المؤامرة، والتي دعمها ترمب، وهي ادّعت أن النساء يُحقنّ بـ"حيوانات منوية شيطانية" أثناء نومهن، وأن حمضاً نووياً من كائنات فضائية يستخدم في الطب.

أحد الصيادلة أبلغ "ذا ديلي بيست" أن مجموعة "أطباء فرونت لاين" تحديداً قد "غمرت صيدليته بوصفات طبية لدواء إيفرمكتين"، على الرغم من عدم وجود أي قناعات سريرية في شأن فاعليته.

ولكن من الصعب الحصول على دواء "إيفرمكتين" بجرعته المخصصة للإنسان، لا سيما أنه لم ينل الموافقة بعد كعلاج لـ"كوفيد-19". عليه، نواجه مشكلة كبيرة بحجم حصان: يلجأ الناس ببساطة إلى شراء دواء "إيفرمكتين" مخصص لحيوانات تفوقه حجماً بثلاثة أضعاف.

للأسف، من السهل العثور على "إيفرمكتين" للخيول والماشية في متاجر الجرارات ومستلزمات الحيوانات، سواء في شكل معجون - أو حقنة (... ألا يرون المفارقة؟ هؤلاء الذين يعارضون أخذ حقنة التطعيم)، ولكن لأن الجرعة المخصصة للحصان أكبر كثيراً، كما يبدو واضحاً، مقارنة بالجرعة المخصصة للبشر، يسمم الناس أنفسهم عن غير قصد.

في تصريح أدلى به إلى "ذا ديلي بيست" مشترطاً عدم الكشف عن هويته خوفاً من العواقب، أكد اختصاصي في مكافحة السموم في تكساس، وجود "زيادة ملحوظة في المكالمات الهاتفية الواردة إلى مراكز السموم فيما يتعلق بإساءة استخدام إيفرمكتين".

وأضاف قائلاً إنه من الواضح أن الغالبية العظمى من حالات التسمم المشار إليها في المكالمات مرتبطة بالاعتقاد (الخاطئ) بأن "إيفرمكتين" سيحول دون الإصابة بـ"كوفيد-19" أو يعالجه. بعد قولي هذا، أريد أن أكون حريصاً على ألا أتسبب بضجة - لا يجتاح المستشفيات وباء جرعات زائدة من الـ"إيفرمكتين"، لكننا إزاء معاناة لا داعي لها نظراً إلى عدم وجود دليل قاطع على فائدة هذا الدواء".

كشفت "ذا ديلي بيست" أيضاً عن مستخدمين كُثر على "فيسبوك" يشيرون إلى أن آخرين يلجأون إلى أدوية مصنوعة خصيصاً للجياد، حتى لو أن الأطباء ينصحون بخلاف ذلك. قال أحد أعضاء مجموعة "إيفرمكتين" على موقع التواصل الاجتماعي نفسه، "شخصياً، لم أمر بهذا الموقف، لكن في حال تعرضت لذلك، سأحمل معي معجون الحصان إلى المستشفى خلسة، وسأفركه تحت الإبط بنفسي لإنقاذ شخص عزيز على قلبي". انتقل المعجبون بالدواء أيضاً إلى موقع "أمازون"، حيث في مقدور الزبائن أن يبتاعوا "إيفرمكتين" المخصص للأحصنة من دون وصفة طبية، ثم كتابة ملاحظات مشفرة حول استخدامهم له. مثلاً، كتب أحد المشترين، "لم تظهر على "حصاني "أي آثار جانبية سلبية، والآن يخبرني بأنه في أحسن حال، وأنه شفي تماماً من (كوفيد)". وقال زبون آخر، "إذا كنت تتمتع بذكاء كاف لتقيس وزنك، وبارعاً بما يكفي لاحتساب الكسور، فيمكنك القيام بذلك (تناول إيفرمكتين) بأمان".

ومع ذلك، على الرغم مما ربما يدعي خبراء "فيسبوك" و"أمازون" هؤلاء، يعد تناول "إيفرمكتين" الخاص بالخيول أمراً خطيراً جداً. "في الواقع، إنها الحالة الأساسية التي نُستدعى بشأنها"، قال موظف مكافحة السموم.

وفق الموظف، "تتمثل المشكلة الكبرى بالنسبة إلى مراكز مكافحة السموم في أن الناس يتحايلون على أطبائهم ويقصدون متاجر مستلزمات الحيوانات ويحصلون على دواء "إيفرمكتين" الذي يمكن شراؤه من دون وصفة طبية، علماً بأنه مخصص للاستخدام البيطري على الحيوانات الكبيرة الحجم فقط."

وأضاف أن "هذا الشكل من الـ"إيفرمكتين" معجون بنسبة 1.87 في المئة [بنكهة التفاح اللذيذة]، ويتمير بأنه شديد التركيز لأنه مصنوع للخيول التي تزن 1500 رطل (نحو 680 كيلوغراماً)، وليس للبشر. ما لم يدرك المرء ما هو في صدده، فمن السهل جداً أن يتناول جرعة زائدة من المعجون."

لذا رجاءً، نتوسل إليكم: لطفاً، توقفوا عن أخذ الأدوية المخصصة للخيول، واستشيروا خبيراً طبياً ذا مصداقية وسمعة حسنة.