اتهمت نائب الرئيس الأميركي كامالا هاريس، الثلاثاء 24 أغسطس (آب)، بكين بالاستمرار باعتماد سلوك ترهيبي حيال جيرانها في بحر الصين الجنوبي، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى رص صفوف حلفائها في مواجهة الصين.
طمأنة الشركاء
وتريد الولايات المتحدة كذلك طمأنة شركائها على خلفية القلق من انكفاء أميركي أثاره الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية من أفغانستان.
وقالت هاريس في اليوم الثاني لزيارتها سنغافورة إن "بكين تواصل ممارسة الضغوط والإكراه والترهيب والمطالبة بالغالبية العظمى من بحر الصين الجنوبي". وأضافت، "تصرفات الصين تستمر في تقويض النظام العالمي المستند إلى القانون وفي تهديد سيادة الدول".
وعرضت هاريس في خطابها بالتفصيل أهداف السياسة الخارجية للإدارة الأميركية في آسيا، وأكدت نائب الرئيس الأميركي أن "الولايات المتحدة متحدة في وحدة صف مع حلفائها وشركائها أمام هذه التحديات".
بكين ترد على هاريس
ورداً على هاريس، اتهمت الصين الولايات المتحدة باستغلال القانون "لتعزيز هيمنتها"، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وينبن، "يمكن للولايات المتحدة أن تقدح وتذم وتقمع وترهب دولاً أخرى من دون أن تدفع أي ثمن" في إشارة إلى التدخل الأميركي في أفغانستان.
وتطالب الصين بالسيادة على معظم مساحة البحر الغني بالموارد والذي تعبر خلاله تريليونات الدولارات من التجارة البحرية سنوياً، إلا أن أربع دول من جنوب شرق آسيا هي بروناي وماليزيا والفيليبين وتايوان وفيتنام لديها مطالب سيادية في المنطقة نفسها.
تفاقم التوتر
واتهمت بكين بنشر عتاد عسكري في المنطقة من بينها قاذفات صواريخ، وبتجاهل قرار صادر عن محكمة دولية في 2016 اعتبر ألا أساس لمطالبات الصين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتفاقم التوتر في الأشهر الأخيرة بين بكين والدول التي تعارض مطالباتها في بحر الصين الجنوبي، وعبرت مانيلا عن غضبها بعدما رصدت مئات السفن الصينية في المنطقة الفيليبينية الاقتصادية الخالصة، في حين نشرت ماليزيا طائرات مطاردة لتعقب طائرات عسكرية صينية توغلت قرب سواحلها.
تهدئة المخاوف
وسعت المسؤولة الأميركية إلى تهدئة المخاوف من أن التوتر المتصاعد بين الصين والولايات المتحدة سيرغم الدول المرتبطة ارتباطاً وثيقاً مع واحد من البلدين، على اختيار معسكر معين.
وأكدت هاريس "التزامنا في جنوب شرق آسيا ومنطقة الهند والمحيط الهادئ غير موجه ضد أي دولة كانت، ولا يهدف إلى إرغام أي كان على الاختيار بين الدول".
وتأتي زيارة كامالا هاريس للمنطقة بعد جولة لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الذي انتقد بشدة المطالب الصينية في المنطقة المتنازع عليها.
الأزمة في أفغانستان
إلا أن الأزمة في أفغانستان عززت الشكوك حول متانة الدعم الأميركي لشركاء واشنطن والقت بظلالها على زيارة هاريس لجنوب شرقي آسيا.
وبررت نائب الرئيس الأميركي قرار جو بايدن سحب القوات الأميركية من أفغانستان معتبرة أنه قرار "شجاع وصائب"، وشددت على أن الأميركيين يعطون الأولوية لعمليات إجلاء الأجانب والأفغان في مطار كابول، وستنتقل نائب الرئيس الأميركي مساء إلى فيتنام.