سلطت الأضواء مجدداً على قضية زعزعة استقرار الأردن، بعد الأنباء التي تحدثت عن تعرض المتهم الأول باسم عوض الله في ما عرف إعلامياً بقضية "الفتنة" للتعذيب والضرب.
وفي وقت تنفي فيه الحكومة الأردنية هذه المعلومات بشدة، يمارس محامي عوض الله الأميركي وشخصيات أخرى ضغوطاً على الخارجية الأميركية للتدخل، كون عوض الله يحمل جنسية بلاده.
وبانتظار أن تبت محكمة التمييز بالحكم الصادر عن محكمة أمن الدولة، الذي قضى بحبس المتهمين 15 عاماً، تتداول تسريبات وتوقعات حول مصير القضية برمتها، بين من يتوقع طي الملف بشكل نهائي، واعتبار آخرين أن الموقف الأردني بات أكثر تصلباً، خاصة بعد عودة الملك الأردني عبدالله الثاني من الولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأميركي جو بايدن الذي صدرت عنه إشارات بعدم التدخل في هذه القضية.
إساءة معاملة
ووفقاً لمحامي عوض الأميركي مايكل سوليفان، فإن المسؤولين الأردنيين يرفضون السماح له بمقابلة عوض الله الذي يتعرض للاستجواب حتى الآن، ووصف سوليفان المحاكمة التي تعرض لها عوض الله في ست جلسات سرية بأنها تفتقر إلى الإجراءات القانونية المناسبة، وتنتهك معايير العدالة، زاعماً تعرضه للضرب والحبس الانفرادي.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن سوليفان قوله إن وزارة الخارجية الأميركية ناقشت مع الجانب الأردني مخاوف في شأن إساءة معاملة محتملة لعوض الله، وعبرت عن قلقها من سوء المعاملة والحرمان من الزيارات العائلية، في وقت أكدت فيه السفارة الأميركية بعمان أنها ستواصل تقديم كل المساعدة القنصلية المناسبة لعوض الله تماشياً مع التزامها بمساعدة المواطنين الأميركيين في الخارج.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بدوره، قال مارك كورالو، الناطق باسم شركة "أشكروفت" للمحاماة التي يملكها سوليفان، إن عوض الله تعرض للاعتداء الجسدي في أبريل (نيسان)، ومايو (أيار) الماضيين، وحرم من الزيارات أو المكالمات الهاتفية المباشرة مع عائلته.
ورافق جدل أردني واسع أسرع قضية تم بتها أردنياً منذ نحو 20 عاماً، واستمعت المحكمة إلى خمسة شهود نيابة عامة، لكنها رفضت طلب الدفاع عن المتهمين الاستماع لشهادة عدد من أمراء العائلة الحاكمة من بينهم الأمير حمزة والأمير علي.
نفي أردني
في المقابل، أكد مسؤول أردني أن حكومته تلقت الرسالة الأميركية، وردت برفض ادعاءات أسرة عوض الله لكونها لا أساس لها من الصحة، وزائفة بالكامل. وقال إن معاملة عوض الله "تتوافق تماماً" مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، مشيراً إلى الحق في محاكمة عادلة وحقوق السجين.
ووفقاً لـ"أسوشيتد برس"، أكد المسؤول الأردني "عدم تعرض عوض الله في أي مرحلة لسوء المعاملة أو التعذيب، أو القسوة، أو المعاملة غير الإنسانية أو المهينة، أو العقاب على الإطلاق".
ودِينَ عوض الله، الذي شغل منصب رئيس الديوان الملكي، وكذلك الشريف حسن بن زيد، أحد أفراد العائلة الملكية، بتهمة الفتنة والتحريض الشهر الماضي.
Heartfelt thanks to so many of you for the very kind birthday wishes and also to those who continue to call for truth and justice for Prince Hamzah,who is still imprisoned at home,and for any other innocent citizens.
— Noor Al Hussein (@QueenNoor) August 27, 2021
تغريدة الملكة نور
من جهة ثانية، قالت الملكة نور، والدة الأمير حمزة بن الحسين، في تغريدة لها على "تويتر"، إن ابنها ما زال محتجزاً في منزله بشكل قسري، وشكت في تغريدة ثانية من تعرض هاتفها للاختراق والتجسس.
وقالت ملكة الأردن السابقة، نور الحسين، التي تقيم في الولايات المتحدة، إنها تعتقد بحدوث "تدخل" في هاتفها الخاص، بعد إجرائها مكالمة تتعلق بأحفادها في الأردن. وأضافت، "أعتقد أن الوقت حان لشراء هاتف آخر، بخلاف "أبل"، الذي تم التدخل فيه، لدرجة أنني لا أستطيع حتى إطفاءه بعد مكالمة مع الأردن في شأن أحفادي".
"الفتنة وُئدت"
وتحدثت الملكة في وقت سابق عن مواصلة احتجاز ابنها حمزة في منزله، ووجهت الشكر لـ"أولئك الذين يواصلون المطالبة بالحقيقة والعدالة للأمير حمزة، الذي لا يزال مسجوناً في المنزل، ولكل مواطن بريء"، من دون تفاصيل إضافية.
وعلى الرغم من تأكيد الملك عبدالله الثاني في السابع من أبريل في رسالة بثها التلفزيون الرسمي، أن "الفتنة وُئدت"، وأن "الأمير حمزة مع عائلته في قصره، وتحت رعايتي"، فإن الأمير حمزة لم يُشاهد على الملأ إلا مرة واحدة منذ الإعلان عن القضية.