تعززت أسعار النفط مع استمرار تعطل منصات النفط الأميركية جراء إعصار "أيدا"، ما سيعرقل الطلب على الخام على الأرجح.
كما تلقت أسعار الخام دعماً أيضاً من انخفاض كبير في المخزونات الأميركية، في علامة إيجابية على تحسن مستويات الطلب لدى أكبر مستهلك للوقود في العالم.
وجاءت المكاسب محدودة بالتزامن مع قرار تحالف "أوبك+" الأربعاء 1 سبتمبر (أيلول)، استمرار زيادة إمدادات النفط المخطط لها بمقدار 400 ألف برميل يومياً خلال أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وارتفع سعر عقود "برنت" القياسي تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) بنسبة 0.6 في المئة، تعادل 43 سنتاً، ليصل إلى 72.02 دولار، بعد هبوط بنسبة هامشية 0.05 في المئة في جلسة الأربعاء.
كما زاد سعر العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط" الأميركي تسليم أكتوبر 0.45 في المئة، تعادل نحو 31 سنتاً، ليصل إلى 68.90 دولار للبرميل، بعد ما ربح 0.1 في المئة في الجلسة السابقة.
اتفاق "أوبك+"
واتفق تحالف "أوبك+" للدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" والمنتجون من خارجها، الأربعاء على مواصلة سياسة التخلص التدريجي من تخفيضات قياسية للإنتاج بإضافة 400 ألف برميل يومياً كل شهر إلى السوق.
وبحسب بيان منظمة "أوبك" عقب الاجتماع، فإن آثار جائحة كورونا لا تزال تلقي ببعض عدم اليقين، وتعززت أساسيات السوق واستمرت مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الانخفاض مع تسارع التعافي.
وذكرت "أوبك" أن الاجتماع رحب بالأداء الإيجابي للدول المشاركة في إعلان التعاون، إذ بلغ حجم الالتزام العام 110 في المئة في يوليو (تموز) الماضي، بما في ذلك المكسيك، ما يعزز اتجاه الامتثال العالي من قبل الدول المشاركة.
وأفادت "أوبك" بتمديد فترة التعويض حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2021 على النحو المطلوب من قبل بعض البلدان ذات الأداء الضعيف، والمطالبة بأن تقدم البلدان الضعيفة الأداء خطط التعويض بحلول 17 سبتمبر الحالي.
وأكدت "أوبك" الأهمية الحاسمة للالتزام بالمطابقة الكاملة وآلية التعويض، والاستفادة من تمديد فترة التعويض حتى نهاية ديسمبر 2021.
لكن "أوبك+" رفعت توقعها للطلب في 2022 بينما تواجه أيضاً ضغوطاً لتسريع زيادات الإنتاج من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي قالت إنها "سعيدة" بأن المجموعة أعادت تأكيد التزامها زيادة الإمدادات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إعصار "أيدا"
وفي الولايات المتحدة الأميركية، ربما تستغرق مصافي تكرير النفط أسابيع لاستئناف نشاطها بعد أن ضرب الإعصار "أيدا" المنطقة، فيما تواجه العمليات انقطاعات للكهرباء والمياه، ما سيعرقل الطلب على النفط على الأرجح، وفق وكالة "رويترز".
وتكدست أكثر من 20 ناقلة نفطية قبالة مواني لويزيانا البحرية، حتى الثلاثاء الماضي، بحسب بيانات "رفينيتيف آيكون". فيما عمل خفر السواحل ومشغلو المواني على تقييم الأضرار التي سببها الإعصار.
وانتظرت ما يقرب من 30 ناقلة راسية تحميل الشحنات أو تفريغها قبالة ساحل لويزيانا، ما تسبب في اختناقات كبرى بالقرب من "باتون روج" وبحيرة "تشارلز".
وقالت الهيئة المنظمة لأنشطة الطاقة البحرية في الولايات المتحدة إن شركات الطاقة تسارع لإعادة تشغيل المنصات وخطوط الأنابيب في خليج المكسيك الأميركي، فيما لا يزال إنتاج نحو 1.4 مليون برميل يومياً من النفط متوقفاً، متأثراً بالإعصار المدمر الذي ضرب سواحل أميركية عدة، الأحد الماضي، وتوالت تبعاته.
هبوط المخزونات الأميركية
سجلت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة هبوطاً للأسبوع الرابع على التوالي، فيما سجلت إمدادات المنتجات النفطية التي تقدمها شركات التكرير، زيادة إلى مستوى قياسي على الرغم من ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء البلاد.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الأربعاء 1 سبتمبر، تراجع مخزونات النفط الأميركية بنحو 7.2 مليون برميل على مدى الأسبوع المنتهي في 27 أغسطس، إلى 425.4 مليون برميل وهو أدنى مستوى لها منذ 27 سبتمبر 2019، في علامة إيجابية على تحسن مستويات الطلب والسحب لدى أكبر مستهلك للوقود في العالم، خصوصاً بعد تخفيف قيود الإغلاق المرتبطة بالجائحة.
كما هبطت مخزونات المقطرات بنحو 1.7 مليون برميل، في حين ارتفعت مخزونات البنزين الأميركية بمقدار 1.2 مليون برميل لتصل إلى 227.2 مليون برميل.
وبحسب التقرير، لم يشهد الاحتياطي الاستراتيجي لمخزونات النفط أي تغيير الأسبوع الماضي، مستقراً عند 621.3 مليون برميل، للأسبوع السابع على التوالي.