منعت الفرحة الفلسطينية أنهار الديك من النوم الليلة الماضية، إثر إفراج إسرائيل عنها بكالفة مالية وإقامة جبرية في منزلها، بعد ستة أشهر على اعتقالها بتهمة محاولة طعن مستوطنة إسرائيلية في قرية كفر نعمة غرب رام الله.
ولم تكن أنهار الحامل في شهرها التاسع تتوقع الخروج من السجن، على الرغم من مناشدتها دول العالم التدخل والضغط على إسرائيل للإفراج عنها، وحملة التضامن العربية والدولية معها.
وقالت أنهار، إن "جنينها تعرّض للخطر إثر ضربها المبرح من السجانين الإسرائيليين"، معبرةً عن فرحتها من "انتصارها عليهم والإفراج عنها، وإن بكفالة مالية تزيد على 12 ألف دولار أميركي وإقامة جبرية".
"كانت تجربة الاعتقال الأولى لي، وإن شاء الله ستكون الأخيرة"، أشارت أنهار وهي تتحدث لـ"اندبندنت عربية" من منزل أهلها في بلدة كفر نعمة، التي استولى المستوطنون قبل سنوات على جبل الريسان فيها لإقامة مستوطنة جديدة.
وأوضحت أنهار أن محاميها يتوقعون أن "لا تعود إلى السجن مرة أخرى، وأن قضيتها ستموت في المحاكم، وأنها قد لا تمثل في جلسة محاكمتها المقبلة في 22 من نوفمبر (تشرين الثاني)".
والشهر الماضي وجهت أنهار رسالة مفتوحة تطالب فيها "أحرار العالم" بالتضامن معها، للضغط على إسرائيل للإفراج عنها، لكي تضع مولودها خارج السجن.
وسمحت إسرائيل لأنهار بإجراء الفحوص الطبية في المستشفى، لكنها اشتكت من ظروف نقلها في "البوسطة" من وإلى السجن.
اتهامات إسرائيلية
يتهم الادعاء العسكري أنهار باقتحام منزل في بؤرة استيطانية مقامة فوق جبل الريسان، قبل أن تأخذ سكيناً من المطبخ، وتهم بمحاولة طعن مستوطنة.
وبحسب الادعاء الإسرائيلي فإن أنهار "ألقت السكين أرضاً، بعد حضور صاحب المنزل مهدداً إياها بالسلاح".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن أنهار رفضت ذلك، وقالت إنها "دخلت بالخطأ منطقة كانت لا تعلم أنها ممنوعة عليها"، مضيفةً أنها "لم تكن تنوي القيام بعملية طعن".
وقالت المتحدثة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية هانا شيشتر، إن الأسيرات الفلسطينيات "يعاملن مثل أي معتقل آخر عندما يتعلق الأمر بالولادة خلف القضبان".
وأضاف "وفقاً للوائح مصلحة السجون الإسرائيلية يمكن للأمهات في السجون الاحتفاظ بأطفالهن حتى سن الثانية".
الرعاية الطبية
وقال محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين جميل سعادة، إن الهيئة ستطلب في اليوم السابق لجلسة محاكمة أنهار من المحكمة العسكرية الإسرائيلية عدم حضورها الجلسة، مضيفاً أن العادة جرت أن يقوم محامو الهيئة "بتمثيل المعتقلين ممن يخلى سبيلهم بكفالة من دون حضورهم للمحاكمات".
وشدد سعادة على أن قرارات إخلاء السبيل بكفالة تتيح للمعتقل التنقل لغايات طبية، مشيراً إلى أن "خروج أنهار من الإقامة الجبرية للحصول على الرعاية الطبية أو بغرض الولادة برفقة أفراد من أسرتها لا يتعارض مع القرار الصادر عن محكمة عوفر العسكرية".
وتعتقل إسرائيل 41 أسيرة و225 طفلاً و540 معتقلاً إدارياً من بين 4850 أسيراً فلسطينياً في سجونها، بحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين.