أعلنت "اليونسكو"، الاثنين 20 سبتمبر (أيلول)، أن العراق سيستعيد، الخميس، لوحاً مسمارياً أثرياً عمره 3500 عام يحتوي على جزء من "ملحمة غلغامش"، بعد أن تبين للسلطات الأميركية أنه سرق من متحف عراقي في عام 1991، ثم هرب بعد سنوات عديدة إلى الولايات المتحدة.
واللوح الأثري مصنوع من الطين ومكتوب عليه بالمسمارية جزء من "ملحمة غلغامش"، التي تعتبر أحد أقدم الأعمال الأدبية للبشرية، وتروي مغامرات أحد الملوك الأقوياء لبلاد ما بين النهرين في سعيه إلى الخلود.
وصول اللوح إلى أميركا
ووفقاً للسلطات الأميركية، فإن هذا الكنز الأثري سُرق من متحف عراقي في عام 1991 إبان حرب الخليج الأولى، ثم اشتراه في عام 2003 تاجر أعمال فنية أميركي من أسرة أردنية تقيم في لندن، وشحنه إلى الولايات المتحدة من دون أن يصرح للجمارك الأميركية عن طبيعة الشحنة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد وصول اللوح إلى الولايات المتحدة، باعه التاجر في عام 2007 لتجار آخرين مقابل 50 ألف دولار، وبشهادة منشأ مزورة.
وفي عام 2014، اشترت هذا اللوح بسعر 1.67 مليون دولار أسرة غرين التي تمتلك سلسلة متاجر "هوبي لوبي"، والمعروفة بنشاطها المسيحي، وذلك بقصد عرضه في متحف الكتاب المقدس في واشنطن.
لكن في عام 2017، أعرب أحد أمناء المتحف عن قلقه بشأن مصدر اللوح، بعد أن تبين له أن المستندات التي أبرزت خلال عملية شرائه لم تكن مكتملة.
وفي سبتمبر (أيلول) 2019، صادرت السلطات الأميركية هذه القطعة الأثرية إلى أن صدق قاضٍ فيدرالي في نهاية يوليو (تموز) على إعادتها إلى العراق.
إعادة 17 ألف قطعة أثرية
وعلى الرغم من صغر حجمه، فإن قيمة هذا اللوح الأثري هائلة.
وقالت المديرة العامة لـ"اليونسكو"، أودري أزولاي، أمس الاثنين، والتي ستحضر في واشنطن حفل تسليم السلطات الأميركية نظيرتها العراقية هذه القطعة الأثرية، إن إعادة هذا الكنز الثقافي إلى أصحابه يمثل "انتصاراً كبيراً على أولئك الذين يشوهون التراث".
وأضافت أن استعادة هذه القطعة الأثرية ستتيح "للشعب العراقي إعادة التواصل مع صفحة من تاريخهم".
وفي يوليو، أعادت الولايات المتحدة إلى العراق 17 ألف قطعة أثرية، يرجع تاريخ غالبيتها إلى أربعة آلاف سنة، ولا سيما إلى الحضارة السومرية، إحدى أقدم الحضارات في بلاد ما بين النهرين.
وعانت الكنوز الأثرية العراقية الإهمال والتدمير والنهب خلال الحروب التي عصفت بالبلاد في العقود الماضية، ولا سيما في المرحلة التي أعقبت الغزو الأميركي في عام 2003.