ضرب زلزال بقوة 5.9 درجة، الأربعاء 22 سبتمبر (أيلول)، جنوب شرقي أستراليا، ما أدى إلى اهتزاز المباني في ملبورن، ثاني كبرى مدن البلاد التي هرع عدد كبير من سكانها إلى الشوارع خوفاً، في منطقة غير معتادة على الزلازل.
وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، إن مركز الزلزال يقع على عمق 10 كيلومترات فقط من سطح الأرض، مشيرة إلى أنه وقع بعيد الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (الثلاثاء 23:00 بتوقيت غرينتش)، وأن السكان على بعد مئات الكيلومترات شعروا به، مضيفة أن قوته بلغت 5.9 درجة.
وكان غالبية سكان ملبورن الذين يخضعون للعزل منذ ثمانية أسابيع في منازلهم عند وقوع الزلزال، فيما تستعد المدينة ليوم ثالث من التظاهرات العنيفة المناهضة للقاح.
وأكد رئيس الوزراء سكوت موريسون الذي تحدث من نيويورك، عدم وقوع ضحايا أو أضرار جسيمة. لكنه أقر بالجانب "المزعج جداً" للزلزال بالنسبة للسكان في منطقة غير معتادة على الهزات مثل أستراليا.
أضرار طفيفة وذعر
وأعلنت أجهزة الإنقاذ في ولاية فيكتوريا، وعاصمتها ملبورن، أنها تلقت حوالى 100 اتصال استغاثة "وقسم كبير منها عن أضرار هيكلية طفيفة على مستوى المداخن أو واجهات المباني". وبعض الاتصالات وردت من مناطق بعيدة وصولاً إلى مدينة دوبو الواقعة على بُعد حوالى 700 كيلومتر من مركز الزلزال.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد سكان مذعورين يخرجون من منازلهم.
وقال أحدهم ويدعى زومي بيم (33 عاماً)، وهو صاحب مقهى في ملبورن، لوكالة الصحافة الفرنسية، "كل المبنى كان يهتز، كل النوافذ كذلك كما لو أن الأمر يتعلق بسلسلة هزات". وأضاف، "لم أشهد شيئاً كهذا من قبل، كان الأمر مخيفاً بعض الشيء".
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لحجارة قرميد سقطت على الأرض في منطقة تشابل ستريت التجارية في ملبورن.
ووقعت هزة ارتدادية بقوة 4 درجات بعد الهزة الأولى.
زلازل نادرة
وفي حي تجاري بوسط المدينة، كانت قطع الركام منتشرة على الطريق. وقالت مؤسسة على "فيسبوك"، "كنا محظوظين لأنه لم يكن هناك أحد في المطعم في ذلك الوقت".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال باركر مايو (30 عاماً) الذي يعمل في مقهى، إن "كل شيء أخذ يهتز، كان عنيفاً وكان الجميع في حالة صدمة".
وقال مارك هولكومب، رئيس بلدية مدينة مانسفيلد التي تقع بالقرب من مركز الزلزال، لمحطة "أيه بي سي" التلفزيونية، "كنت في العمل جالساً خلف مكتبي... استغرقني الأمر بعض الوقت لإدراك ما يحدث".
والزلازل القوية نادرة الحدوث في جنوب شرقي أستراليا، المنطقة المكتظة بالسكان.
وقال الخبير الجيولوجي في جامعة ملبورن مايك سانديفورد، "إنه أقوى زلزال في جنوب شرقي أستراليا منذ سنوات". وأضاف، "يقع زلزال بهذه القوة كل 10 إلى 20 عاماً في جنوب شرقي أستراليا، آخرها كان في 2012". وتابع، "سجلت زلازل بقوة ست درجات في نهاية سنوات 1800 على الرغم من أن قوتها المحددة لا تعرف".
تظاهرات ملبورن
وقال معهد "جيوساينس أستراليا" إن الزلزال تبعته سلسلة من أربع هزات ارتدادية بقوة 2.5 إلى 4.1.
وحذر سانديفورد من أنه على الأستراليين توقع "مئات الهزات الارتدادية، غالبيتها لا يشعر بها الإنسان لكنهم سيشعرون على الأرجح بحوالى عشر منها"، متكهناً بأن الزلزال كان ليسبب خسائر بمليارات الدولارات "لو وقع تحت ملبورن".
لكن أعمال إصلاح الأضرار قد تتعقد من جراء إجراءات العزل والتظاهرات الجارية.
فقد نزل مئات الأشخاص، الأربعاء، مرتدين ملابس العمل وسترات الورش إلى وسط ملبورن احتجاجاً على قرار فرض تلقيح عمال الورش، فيما أغلقت غالبية الورش في المدينة.
واستخدمت شرطة مكافحة الشغب في ملبورن الرصاص المطاطي، كما فعلت، الثلاثاء، لتفريقهم بعدما حذرت من أنه "لن يتم التسامح" مع التجمعات الجديدة.