صعدت أسعار النفط، أثناء التعاملات، في جلسة تداول تراوحت فيها بين الارتفاع والهبوط، بدعم من مواصلة تعثر إمدادات الخام في خليج المكسيك بفعل إعصاري "أيدا" و"نيكولاس"، وتحسن الطلب مقابل سحب أكبر من المخزونات الأميركية، إلى جانب انخفاض الدولار.
وشهدت أسعار الخام جلسة متقلبة، إذ عزز خام "برنت" مكاسبه في بداية التعاملات فوق مستوى 76 دولاراً للبرميل في وقت مبكر، قبل أن يتحول الهبوط دونه بضغط من عمليات تصحيح وجني أرباح سريعة، ثم الصعود مرة أخرى.
وجاءت مكاسب اليوم للجلسة الثالثة على التوالي، مع عودة شهية المخاطرة في الأسواق إلى التحسن من جديد بعد التطورات الأخيرة المتعلقة بأزمة ديون شركة "إيفرغراند" الصينية العملاقة وقرارات الفيدرالي الأميركي.
وبحلول الساعة 14.44 بتوقيت غرينتش، عزز سعر عقود "برنت" القياسي، تسليم شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، فوق مستوى 76 دولاراً الذي سجله مع إغلاق الأربعاء، 22 سبتمبر (أيلول)، مرتفعاً بنسبة 0.38 في المئة، تعادل 29 سنتاً ليصل إلى 76.48 دولار، في وقت تراجع سعر العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط" الأميركي تسليم نوفمبر نحو 40 سنتاً بنسبة 0.55 في المئة، ليصل إلى 72.63 دولار للبرميل.
وقفز الخامان القياسيان 2.5 في المئة، الأربعاء، بعد بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية أظهرت انخفاض مخزونات الخام الأميركية، الأسبوع الماضي، وهو أقل حجم مخزونات منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2018، في تراجع أكبر من توقعات المحللين.
تراجع الدولار
وتلقت أسعار النفط دعماً إيجابياً من تراجع الدولار الأميركي عن أعلى مستوياته منذ شهر، التي بلغها بعد أن مهّد مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الطريق أمام رفع أسعار الفائدة العام المقبل، وشجع تحسن المعنويات في الأسواق العالمية المتعاملين على بيع الدولار، وبحلول الساعة 14:55 بتوقيت غرينتش، بلغ مؤشر الدولار 93.058 بانخفاض 0.43 في المئة.
التوقعات الهيكلية لا تزال واعدة
ولا تزال التوقعات الهيكلية للنفط واعدة، في الوقت الذي ما زالت فيه عملية استئناف إنتاج الخام في خليج المكسيك الأميركي بطيئة، وأسعار الغاز الطبيعي عند مستويات مرتفعة، بحسب شركة تداول العملات الأجنبية "أواندا" التي أفادت في مذكرة نقلتها "رويترز" بأن تحالف "أوبك+" ما زال يكافح للوفاء بحصص الإنتاج في الوقت الحالي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال محللو "أي أن زد" في مذكرة، اليوم الخميس، إن السوق تلقت دعماً من ارتفاع سعر الغاز الطبيعي، في وقت أكد بنك "إي أن جي" أن أساسيات النفط لا تزال بناءة بشكل خاص في الولايات المتحدة.
ارتفاع الطلب
من جهته، توقع بنك الاستثمار الأميركي "غولدمان ساكس"، أن يؤدي ارتفاع الطلب إلى زيادة أسعار النفط إلى 90 دولاراً للبرميل، إذا كان الشتاء المقبل أكثر برودة من المعتاد، وأضاف أن الضيق في إمدادات الغاز العالمية يخلق حافزاً صعودياً واضحاً.
وهذه هي المرة الثانية في الأسبوع الحالي، التي يرفع خلالها "غولدمان ساكس" توقعاته لأسعار النفط، بعد أن ذكر أن الشتاء الأكثر برودة وارتفاع أسعار الغاز عالمياً قد يؤديان إلى صعود أسعار النفط بأكثر من المتوقع هذا العام، ويدفعان سعر البرميل إلى 85 دولاراً في الربع الرابع من 2021.
وأخيراً، توقع بنك "أوف أميركا"، وصول أسعار النفط إلى مستوى 100 دولار للبرميل خلال الأشهر الستة المقبلة في حال واجه العالم شتاءً بارداً.
انخفاض المخزونات الأميركية
وانخفضت مخزونات الخام والوقود في الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي، إذ لا تزال شركات التكرير في منطقة الخليج الأميركي ومنشآت النفط البحرية تتعافى من آثار الإعصار "أيدا"، ويأتي هذا التراجع للأسبوع السابع على التوالي، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وأظهر تقرير الإدارة الصادر، الأربعاء، أن مخزونات النفط في الولايات المتحدة تراجعت على مدى الأسبوع المنتهي في 17 سبتمبر بنحو 3.5 مليون برميل الأسبوع الماضي، لتصل إلى 414 مليون برميل وهو أقل مستوى منذ أكتوبر 2018، ويمثل هذا التراجع علامة إيجابية على تحسن مستويات الطلب والسحب لدى أكبر مستهلك للوقود في العالم، بخاصة بعد تخفيف قيود الإغلاق المرتبطة بالجائحة، كما انخفض الاحتياطي الاستراتيجي لمخزونات النفط بنحو 1.2 مليون برميل الأسبوع الماضي، ليصل إلى 619.6 مليون برميل.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات البنزين الأميركية ارتفعت 3.5 مليون برميل إلى 221.6 مليون برميل، بينما هبطت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 2.6 مليون برميل مقابل توقعات لانخفاض قدره 1.2 مليون برميل، وقالت إدارة معلومات الطاقة إن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي ارتفع بمقدار 519 ألف برميل يومياً، وأضافت أن مخزونات الخام في مركز التسليم في "كاشينج" بولاية أوكلاهوما تراجعت بمقدار 1.5 مليون برميل الأسبوع الماضي.