في أعلى حصيلة وفيات يومية منذ تفشي الجائحة، أعلنت روسيا الأربعاء عن أكثر من 900 وفاة خلال 24 ساعة للمرة الأولى، في وقت تبذل السلطات جهوداً مضنية للحد من ارتفاع أعداد الإصابات بسبب تفشي المتحورة دلتا ومعدلات التلقيح المنخفضة.
وروسيا خامس أكثر الدول المتضررة بالفيروس مع أكثر من 7,5 ملايين إصابة. وتسجل ارتفاعاً في أعداد الإصابات منذ أغسطس (آب) مع تباطؤ حملة التلقيح.
وفيما تتوفر منذ أشهر العديد من اللقاحات المصنعة في روسيا، إلا أن السلطات تواجه صعوبة في إقناع المواطنين المشككين بالتطعيم.
وتظهر استطلاعات مستقلة أن أكثر من نصف الروس لا يعتزمون تلقي اللقاح.
وحتى الأربعاء، تلقى أقل من 30 بالمئة من المواطنين اللقاح بالكامل، وفق موقع غوغوف (Gogov) الذي يجمع بيانات كوفيد من مختلف المناطق.
ويأتي ارتفاع أعداد الإصابات في غياب أي تدابير حقيقية للحد من انتشار الجائحة، علما بأن العديد من المناطق أعادت العمل برمز الاستجابة السريعة (كيو آر) للسماح بدخول أماكن عامة.
ويتهم خبراء مستقلون السلطات بالتقليل من حدة الجائحة.
في دائرة الخطر
حذرت مسؤولة كبيرة في منظمة الصحة العالمية الثلاثاء، من أن العالم "لم يتخط مرحلة الخطر" في التصدي لجائحة كورونا، على الرغم من اعتقاد كثر أن الأمر شارف على الانتهاء.
وقالت ماريا فان كيركوف، المسؤولة التقنية في منظمة الصحة العالمية عن مكافحة "كوفيد-19"، إن 3.1 ملايين إصابة جديدة مثبتة تم إبلاغ منظمة الصحة بها الأسبوع الماضي، و54 ألف وفاة إضافية، علماً بأن الأرقام يمكن أن تكون أعلى بكثير.
وأضافت فان كيركوف خلال مؤتمر مباشر عبر قنوات منظمة الصحة العالمية على وسائل التواصل الاجتماعي، "الوضع لا يزال ديناميكياً للغاية. إنه ديناميكي لأننا لسنا مسيطرين على الفيروس".
وتابعت "لم نتخط مرحلة الخطر. لا نزال إلى حد بعيد في وسط هذه الجائحة. لكن أين تحديداً... نحن لسنا متأكدين بعد، لأننا بصراحة لا نستخدم ما لدينا حالياً من وسائل لكي تجعلنا قريبين من النهاية".
وقالت فان كيركوف "ما يصعب علي فهمه هو أن وحدات العناية المشددة والمستشفيات في بعض المدن مليئة والناس يموتون، وعلى الرغم من ذلك الناس في الشوارع يتصرفون وكأن الأمر انتهى تماماً".
وشددت على أن "كوفيد-19" لن يُقضى عليه، والسبب في ذلك الطريقة التي تعامل فيها العالم مع الأزمة.
وتسبب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقل عن 4.805.049 شخصاً في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2019، بحسب تعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية الثلاثاء.
المعلومات المضللة
وقالت فان كيركوف، إن المتوفين أخيراً من جراء فيروس كورونا هم في غالبيتهم غير ملقحين. وانتقدت المسؤولة في منظمة الصحة المعلومات المغلوطة والمضللة حول "كوفيد-19" التي يتم تداولها على الإنترنت.
وقالت إن هذه المعلومات "تؤدي إلى وفيات. لا مجال لتنميق الأمر".
ولفتت المسؤولة التقنية عن مكافحة "كوفيد-19" إلى أن منظمة الصحة العالمية تجري مناقشات حول ما سيكون عليه وضع الجائحة في فترة الثلاثة أشهر إلى الـ 18 شهراً المقبلة.
وتوقعت فان كيركوف السيطرة على "كوفيد-19" في نهاية المطاف.
وقالت "لكن ستبقى هناك جيوب من الأفراد غير الملقحين، إما لعدم توفر اللقاح لهم أو لرفضهم التلقيح أو لتعذر تلقيهم اللقاح"، محذرة من تجدد التفشي. وشددت على أن الفيروس لن يقضى عليه، وسيبقى موجوداً.
وقالت "خسرنا منذ المراحل الأولى إمكان القضاء على هذا الفيروس على الصعيد العالمي".
وأوضحت أن السبب في خسارة هذه الإمكانية هو "أننا لم نتصد لهذا الفيروس على الصعيد العالمي بأقوى ما أمكننا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
جرعة معززة في إسبانيا
وافقت إسبانيا الثلاثاء على إعطاء جرعة ثالثة معززة من لقاحي "فايزر" و"موديرنا" اللذين يعتمد تصنيعهما على تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي "آرأن أي"، لمن تزيد أعمارهم على السبعين سنة.
وأوضحت وزارة الصحة في بيان أن إسبانيا أعطت اللقاح بكامل جرعتيه لحوالى 78 في المئة من السكان، وأجازت جرعة معززة بعد ستة أشهر من تلقي الجرعة الثانية. وستشرع السلطات في إعطاء الجرعات المعززة في نهاية أكتوبر (تشرين الأول).
وسمحت الدولة بجرعات معززة لمرضى السرطان ونزلاء دور رعاية المسنين والفئات الأخرى المعرضة للخطر.
تراجع الإصابات في بريطانيا
أظهرت بيانات حكومية، الثلاثاء، أن بريطانيا أحصت 33869 حالة إصابة جديدة بـ"كوفيد-19"، ما يعني أن الحالات المسجلة بين 29 سبتمبر (أيلول) و5 أكتوبر تراجعت 2.3 في المئة مقارنة مع الأيام السبعة السابقة لها.
وسجلت السلطات وفاة 166 شخصاً آخرين في غضون 28 يوماً من ثبوت الإصابة بكورونا، في انخفاض 16 في المئة تقريباً خلال هذه الأيام السبعة عن الأسبوع السابق لها.
وتلقى ما مجموعه 48.99 مليون شخص الجرعة الأولى من أحد اللقاحات في نهاية 4 أكتوبر، فيما حصل 45.2 مليون شخص على جرعة ثانية.
جرعة ثالثة في المغرب
وأطلق المغرب هذا الأسبوع حملة للتطعيم بالجرعة الثالثة في مسعى لـ"تحقيق المناعة الجماعية"، وفق ما أعلنت وزارة الصحة.
وتستهدف الحملة الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الثانية للقاح منذ ستة أشهر على الأقل، أي المسنين والمصابين بأمراض مزمنة والعاملين في الصفوف الأمامية لمواجهة الجائحة من الطواقم الطبية ورجال الأمن والمدرسين، وذلك بناء على "توصيات اللجنة العلمية الوطنية للتلقيح والتوصيات العلمية الدولية"، وفق ما أوضحت الوزارة.
وقال السبعيني محمد، مغادراً مركزاً للتطعيم في مدينة سلا المجاورة للعاصمة الرباط الثلاثاء "جئت لأخذ الجرعة الثالثة، بعدما سمعت بالأمر في الإذاعة لأحمي نفسي من كورونا".
ويراهن المغرب على لقاح "سينوفارم" الصيني ولقاحي "أسترازينكا" و"فايزر" في حملة اختيارية للتحصين انطلقت في يناير (كانون الثاني) الماضي، وتهدف إلى تحقيق المناعة الجماعية لحوالى 80 في المئة من سكانه البالغ عددهم نحو 36 مليوناً.
وتلقى أكثر من 19 مليون شخص حتى الآن جرعتي اللقاح، بحسب آخر حصيلة رسمية.
ويمكن للمستفيدين تلقي الجرعة الثالثة من لقاح مختلف عن الذي استُعمل في الجرعتين الأوليين "بحسب المتاح من اللقاحات (...) على المستويين المناعي والعلمي ليست هناك أي مشكلة"، وفق ما أوضح عضو اللجنة العلمية للتلقيح سعيد عفيف لوكالة الأنباء المغربية.
ودعت وزارة الصحة "جميع المغاربة والأجانب المقيمين في المغرب إلى الانخراط في هذه العملية من أجل حماية أنفسهم وذويهم من عدوى "كوفيد-19" و"تقوية المناعة لديهم".
وشهدت المملكة في الأسابيع الماضية تراجعاً في عدد الإصابات اليومية بالوباء والوفيات الناجمة عنه، بعد ارتفاعها خلال الصيف. وقررت الحكومة بناء على ذلك تخفيف حظر التجول الليلي المفروض منذ أشهر عدة وعدد من القيود الاحترازية مثل التنقلات بين المدن والسماح بالتجمعات لأقل من 50 شخصاً، ابتداءً من مطلع أكتوبر.
وأصاب الوباء في المجموع أكثر من 935 ألف شخص توفي أكثر من 14 ألفاً منهم، وفق الحصيلة الرسمية الاثنين. وكان المغرب أعلن مطلع يوليو (تموز) الماضي مشروعاً لتصنيع لقاح "سينوفارم" الصيني محلياً، من دون أن يبدأ الشروع في تنفيذه بعد. ويطمح إلى إنتاج خمسة ملايين جرعة شهرياً على "المدى القريب".
الصين تسجل 26 إصابة جديدة
قالت اللجنة الوطنية للصحة في الصين اليوم الأربعاء إن البر الرئيس سجل 26 إصابة جديدة بـ"كوفيد-19" يوم الثلاثاء دون تغير عن اليوم السابق.
وذكرت اللجنة في بيان أن حالتين من الإصابات الجديدة انتقلتا محلياً وباقي الإصابات وافدة من الخارج.
وقالت إنه لم يتم رصد حالات جديدة لا تظهر عليها أعراض، مقارنة مع تسجيل حالة واحدة في اليوم السابق. ولا تصنف الصين تلك الحالات على أنها إصابات مؤكدة.
ويبلغ حالياً إجمالي عدد الإصابات المؤكدة بـ"كوفيد-19" في بر الصين الرئيس 96310 في حين لا يزال عدد الوفيات ثابتاً عند 4636.